ربى كبارة: عجزت لجنة المتابعة والتنسيق التي شكلتها الثلاثاء المعارضة العراقية عن إرضاء جميع الفرقاء وتقرر توسيعها بعد ساعات قليلة على اختتام المؤتمر أعماله في لندن بعد ان اثار الكشف عن تركيبتها اعتراضات اطراف مشاركة.
&فرغم اختتام المؤتمر قررت اللجنة التحضيرية رفع عدد اعضاء لجنة المتابعة والتنسيق من 65 الى 75 عضوا كما اكد حامد البياتي الناطق باسم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق (شيعي مقره ايران) مساء الثلاثاء.
&وقال البياتي لفرانس برس "ان قيادات اللجنة التحضيرية اقرت مبدأ توسيع لجنة المتابعة والتنسيق باضافة عشرة اعضاء اخرين يجري البحث باسمائهم".
&واضاف "ان المستقلين وجهات اخرى مثل النساء واسلاميين ليبراليين اعتبرت ان التمثيل جاء اقل من حجمها".
&وكان جلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني قد اشار في المؤتمر الصحافي الختامي الى امكانية اضافة اسماء اخرى لافتا الى ان 65 "ليس العدد الاخير" وقال "لن نحتكر التمثيل وستضاف اسماء اخرى ليرضى الجميع" بدون ان يوضح كيفية ذلك.
&وقد ارتفع حجم لجنة المتابعة والتنسيق تدريجيا مع احتدام المناقشات التي اشرف على سيرها وعمل على الحد من تصاعدها سفير الولايات المتحدة لدى المعارضة العراقية زلمان خليل زادة الذي واكب ميدانيا مع وفد اميركي موسع اعمال المؤتمر.
&وكانت الصعوبة في ارضاء اطراف المعارضة العراقية كبيرة رغم عدم امتناع قوى اساسية معارضة لنظام الرئيس صدام حسين عن المشاركة في المؤتمر الذي مددت اعماله يوما اضافيا.
&ومن ابرز هذه القوى حزبا الدعوة الاسلامية الذي يتمتع بثقل شيعي كبير داخل العراق والحزب الشيوعي.
&وقد لفت مسعود بارزاني رئيس الاتحاد الديموقراطي الكردستاني، الى ان "قوى وشخصيات واحزاب لها تاريخ نضالي طويل ضد الدكتاتورية لم تحضر". وقال "يجب التواصل معهم وليس لنا الحق بمصادرة حق الاخرين"، مستنكرا لجوء بعض المشاركين الذيم لم يحددهم الى "توزيع صفات الوطنية وتوجيه الاتهامات الى الغائبين".
&فبعد ولادة عسيرة توصلت اللجنة التحضيرية للخروج بتشكيلة من 65 عضوا ساهم في حسم توزيعها الحاح اميركي ضاغط ورغبة اطراف اللجنة التحضيرية باظهار المقدرة على توحيد الكلمة رغم التباينات الشاسعة بين فصائلها الاساسية.
&وكانت تشكيلة لجنة المتابعة والتنسيق قد اثارت فور الكشف عن اسماء اعضائها اعتراضات تمثل اولها بانسحاب بعض الاسلاميين احتجاجا على اقتصار التمثيل الشيعي على التيار المقرب من ايران.
&فقبيل بدء المؤتمر الصحافي الختامي خرج الشيخ جمال الوكيل ممثل حركة الوفاق الاسلامي من قاعة الاجتماعات ليعلن للصحافيين انسحاب مجموعته واربع مجموعات اسلامية صغيرة شيعية وسنية من المؤتمر وهي "تيار الامام الصدر" و"رابطة علماء الدين" و"الحركة الاسلامية في كردستان" و"الحركة الاسلامية التركمانية".
&وقال "نعلن انسابنا احتجاجا على احتكار وهيمنة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية للتمثيل الشيعي".
&وقال "رغم حرصنا على انجاح المؤتمر الا اننا نرفض اي وصاية على التيار الاسلامي"، متهما المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، المشارك في اللجنة التحضيرية للمؤتمر، ب"التآمر للخروج بلجنة متابعة ديكتاتورية"
&وامتنع البياتي عن التعليق على موقف المنسحبين واكتفى بالقول لفرانس برس "هذه هي اللائحة التي وافقت عليها كل الاطراف وهي افضل تشكيلة استطعنا الاتفاق عليها".
&وردا على سؤال عما اذا كان تنظيمه راضيا عن تمثيله في اللجنة، قال "ليس هناك من طرف راض بالتمام لا نحن ولا الاخرين".
&لكن مصادر متعددة من المشاركين قدرت بان الاسلاميين الشيعة المقربين من ايران يشكلون نحو ثلث اعضاء اللجنة فيما امتنع القياديون في المؤتمر الصحافي عن اعطاء اي نسب تمثيلية رغم الحاح الصحافيين.
&افادت التقديرات بان عدد الاسلاميين المقربين من ايران يبلغ 24 عضوا من اصل 65 موزعين كالتالي: 11 عضوا للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق (شيعي مقره ايران) و 13 اسلاميا من حلفائه.
&وفي ما لا تقل نسبة الاكراد عن 12 عضوا من الحزبين الرئيسيين ضمت اللجنة اربعة من التركمان واثنين من الاشوريين.
&وتوزع الباقون وعددهم 23 بين منتمين الى المؤتمر الوطني العراقي وحركة الوفاق الوطني والحركة الملكية الدستورية ومستقلين منهم اثنان من كبار الضباط السابقين.
&وقد اثار وجود العسكريين السابقين في اللجنة ومن اهمها "رموز استخباراتية" ابرزها وفيق السامرائي ومشعال الجبوري استهجان مشاركين في المؤتمر وحتى اعضاء في لجنة المتابعة والتنسيق طلبوا عدم الكشف عن هويتهم ومن تعليقاتهم "ماذا ستقول الضحية عندما تقرأ الاسماء" و"لا افهم اي رسالة نوجه للشعب العراقي".
&تعليقا على هذه الاعتراضات اعتبر البياتي ان العسكريين السابقين "اشخاص تركوا النظام والتحقوا بالمعارضة". وقال لفرانس برس "نعتبرهم معارضين الى ان تقدم ادلة تثبت تجريمهم".
&من ناحيته عزا محلل سياسي عراقي معارض رعاية رغبة الولايات المتحدة، راعية المؤتمر، بتوسيع التمثيل "لتحييد دولتين اقليميتين لديهما مصالح في العراق".
&وقال المحلل طالبا عدم الكشف عن هويته "اعطت حصة كبيرة للمجلس الاعلى حتى تطمئن ايران واقرت الفدرالية لتطمئن تركيا" التي تخشى قيام دولة كردية مستقلة.
&