عبدالكريم حشيش
&
حينما ربطنا بين ديمقراطية الولايات المتحدة الأميركية وفول عمي إبراهيم لم يكن قصدنا التقليل أبداً من أهمية عربة فول عمي إبراهيم، والتي لها دور قومي كبير في مساندة الكثيرين جداً وقتما يهاجمهم الجوع، وأنا شخصياً طالما استفدت من عمي إبراهيم في إيقاء نفسي من الوقوع في براثن دكاكاين أميركا المنتشرة في ربوع القاهرة، وكان دائماً عمي إبراهيم وعربته هما حبل النجاة من الجوع ومن التلوث.
كما أنني - والعياذ بالله - لست من الذين آدمنوا حياة الفقر ويروجون له، وأعشق الحرية بلا حدود - مع الاعتذار لصاحب برنامج الجزيرة أحمد منصور. ولست في وضع من الغرور يجعلني أكره الزكاة أو الصداقات حتى وإن تمثلت في شوية ديمقراطية بمذاق أميركي، فديننا الحنيف وإن كان قد حث على الأكل من عمل اليد فإنه دعا المقتدرين لإخراج زكواتهم وصدقاتهم لتكون عوناً للمحتاجين.
وبالجملة ليس عندي موقف معاد من الاستيراد والمستورد ولكن الذي لا أفهمه لا أقبله. وأميركا صاحبة أنصع سجل في إهدار كرامة الإنسان طالما هو غير أميركي بدءاً من هيروشيما وناجازاكي ومروراً بالدعم اللامحدود والمتواصل للارهاب الصهيوني والدعم اللامحدود والمتواصل للأنظمة الفاسدة والحكام المستبدين - أميركا هذه لا يمكن لي الوثوق فيما تقدمه لي قليلاً أو كثيراً.
فيد ملطخة بكل هذا العار على الصعيد الإنساني ومترعة بكل هذه الدماء.. تلك الآيادي الناعمة الملساء التي لا تعرف غير صالحها بصرف النظر عما يلحق بالآخرين من جوع وفقر وموت ودمار وهلاك.. مثل هذه الآيادي لا أقدر على قبول أي شيء منها حتى وإن غسلتها بماء المسك والزعفران!
ولا يمكن بعد أن أعتدنا على تجرع الموت والويلات من هذه الآيادي أن أنسى وأقبل صدقة الديمقراطية رغم جوعي الشديد جداً جداً وظمأي الأشد لـ كسيرة أو جرعة من ذلك الممدود إلينا من محسنين أميركا
*معذرة لعدم معرفتى بصندوق الساسة كما لم اتمكن من الارسال عبر الوافذ الاخرى