القاهرة-ايلاف:في تقرير لمراسلها بالقاهرة قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن هناك توتراً في العلاقات المصرية الأميركية على خلفية المبادرة التي طرحها وزير الخارجية الأميركي كولن باول الاسبوع الماضى، واقترح فيها خطة لبناء مؤسسات ديمقراطية ومحاربة الفقر فى العالم العربي بمعونة سنوية جديدة قيمتها 29 مليون دولار، وهي المبادرة التي وصفتها الصحيفة بأنها لم تلق الترحيب المتوقع من جانب مصر التي تحفظت عليها الدوائر الرسمية، وهاجمها الإعلام الموجه حكومياً، على حد تعبير الصحيفة.
وقالت "نيويورك تايمز" ان صحيفة (الاخبار) الحكومية نشرت مقالا حملت فيه على هذه المبادرة الأميركية، بل وعلى مجمل سياسات واشنطن في المنطقة لافتقادها الصدق والعدالة والشفافية، مشيرة إلى ان خطة باول تؤكد الاعتقاد الذي يسود المنطقة منذ فترة طويلة بأن اسرائيل تسيطر حاليا على صناعة القرار الأميركي في كافة مستوياته.
ومضت "نيويورك تايمز" إلى القول بأن وزير الخارجية المصري أحمد ماهر كان اكثر دبلوماسية حين قال ان الخطة لاتلمس المشكلة الاساسية، وهي سبب المشكلات الاخرى وانها تفتقر لوضع تسوية نهائية لمشكلة الشرق الاوسط.
واستدركت "نيويورك تايمز" قائلة ان مصر تظل اقوى حلفاء واشنطن في المنطقة العربية، غير انه يبدو ان العلاقة بين البلدين تمر بمنعطف حاد، في وقت تستعد فيه ادارة بوش لعمل عسكري محتمل في العراق، وقد اوضح الرئيس المصري حسني مبارك موقفه مراراً الرافض لذلك، معتبراً إن أي هجوم على العراق سيترتب عليه ردود فعل حادة في انحاء المنطقة المعبئة أساساً ضد حملة القمع الاسرائيلية في المناطق الفلسطينية.
واعتبرت "نيويورك تايمز" هذا الموقف المصري مناقضاً للموقف في حرب الخليج الاولى قبل اكثر من عقد كامل حين اقنعت مصر بعد غزو الكويت عديد من الدول العربية بما فيها سوريا بالانضمام للتحالف الذي تقوده واشنطن.
واشارت الصحيفة إلى انه على الرغم من ان الرئيس حسنى مبارك لم يتحدث مع صدام حسين منذ اكثر من عقد كامل فإن مبعوثيه ساهموا فى اقناع صدام بالسماح بعودة مفتشي الامم المتحدة للعراق ,واليوم تضغط مصر على الولايات المتحدة من اجل اعطاء المفتشين مزيدا من الوقت للعمل حتى إذا كان هذا يعني التخلي عن شن الهجوم لأجل غير مسمى.
وتابعت الصحيفة الأميركية قائلة إنه على الرغم من تأييد مصر لقرارات مجلس الامن بشأن نزع سلاح العراق وإجراء عمليات تفتيش صارمة لمصانع الاسلحة العراقية فإن مصر اوضحت انها لن تساهم بقوات ولن تقدم اي مساعدة عسكرية من أي نوع لحرب أخرى في منطقة الخليج أو العراق.
واختتمت "نيويورك تايمز" تقريرها موضحة ان المسؤولين المصريين قالوا ان مبارك طرح مخاوفه فى العديد من اللقاءات مع بوش خلال العام الحالي بما في ذلك مخاوفه من تفشى موجة عداء بين العرب نتيجة كيفية تعامل اسرائيل مع الفلسطينيين مما يوفر مادة سريعة الاشتعال للارهابيين، كما اعرب المصريون عن مخاوفهم من أن أي غزو أميركي للعراق سيكون ذا كلفة بشرية كبيرة وسيؤدي لمعركة اطول من حرب الخليج الاولى مع وجود امكانية لرد فعل من جانب الفلسطينيين في الاردن الذين يشكلون نسبة كبيرة من السكان، وكذا من جانب الحركات الإسلامية المتطرفة في العديد من الدول العربية.