واشنطن- كريستوف دو روكفوي: وجهت الولايات المتحدة الاربعاء ضربة الى الاوروبيين بقولها انها تعارض الاعلان رسميا غدا الجمعة عن "خريطة الطريق" لتسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين خلال اجتماع اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط.
وكشف وزير الخارجية الاميركي كولن باول رسميا عن قرار واشنطن في ختام اجتماع وزاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في واشنطن تخلله عرض للملفات الدولية الرئيسية.&والمح باول الى ان واشنطن مالت اكثر الى حجج الحكومة الاسرائيلية منها الى طروحات الاتحاد الاوروبي. ولا ترغب اسرائيل بصدور هذه الوثيقة في خضم الحملة الانتخابية الاسرائيلية.
وقال وزير الخارجية الاميركي انه "نظرا للانتخابات الاسرائيلية والى العدد الكبير من المسائل التي يواجهها الرأي العام الاسرائيلي فمن الافضل الاستمرار في العمل على 'خريطة الطريق' وانتظار انتهاء الاقتراع" التشريعي المبكر في اسرائيل.
ومن المقرر ان تجرى الانتخابات التشريعية في 28 كانون الثاني/يناير المقبل.&في المقابل دعا قادة الدول ال15 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي خلال القمة الاوروبية في 13 كانون الاول/ديسمبر في كوبنهاغن، الى اقرار اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي) خلال اجتماع واشنطن غدا الجمعة، ل"خريطة الطريق" التي تمهد لاقامة دولة فلسطينية مستقلة على مراحل بحلول العام 2005.
وعبرت بعض الدول العربية مثل الاردن عن رغبتها في اعلان الوثيقة هذه في اقرب وقت ممكن. وقد اعطى الفلسطينيون موافقتهم المبدئية على "خريطة الطريق" مع بعض التحفظات.&لكن باول حرص على تأكيد ان هذا الارجاء "سيكون لاسابيع قليلة (...) سنتصل بعدها بكل الاطراف" لاحياء مفاوضات السلام على هذا الاساس.
وانتقد وزير الخارجية الدنماركي بير ستيف موللر الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي بشكل مبطن الموقف الاميركي رافضا فكرة الحاجة الى انتظار انتهاء الانتخابات في اسرائيل.
وقال موللر "من الواضح ان 'خريطة الطريق' موجودة وهذا ليس سرا" مشيرا الى ان الصحف تداولتها بشكل واسع ولم يبق سوى وضع اللمسات الاخيرة عليها.&واضاف ان "الاوروبيين يرون انه من الضروري ان يعرف الناخبون في اسرائيل موقف العالم من الوضع" مع الفلسطينيين مضيفا ان "الناخب يجب ان يحصل على كل المعلومات للقيام بخياره".
واشار موللر الى ان الوثيقة تطلب من الفلسطينيين وقف اعمال العنف والاعتداءات لكنها تطلب ايضا من اسرائيل وقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية. وقال "اذا استمر الاستيطان فقد تصبح الدولة الفلسطينية اشبه ب'قطعة جبن سويسرية فيها ثقوب كثيرة'".
وفي مؤشر على وجود خلافات حول هذه المسألة لم يشر باول الى النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني في عرضه للمواضيع التي تم التطرق اليها خلال الاجتماع الاميركي-الاوروبي خلافا لموللر.&ولم يتطرق باول الى هذه المسألة الا ردا على سؤال طرحه صحافي.
واكد باول ايضا ان المشاركين في اجتماع اللجنة الرباعية سيلتقون الرئيس الاميركي جورج بوش. وسيضم الاجتماع الى جانب باول موللر والممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا والامين العام للامم المتحدة كوفي انان ووزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف.