القاهرة ـ إيلاف: في الوقت الذي اكتفى فيه مصدر رئاسي مصري بالكشف عن تلقي الرئيس حسني مبارك اتصالا هاتفيا من نظيره الأميركي جورج بوش، تناولا خلاله قضية الشرق الأوسط حيث تبادلا وجهات النظر بالنسبة للوضع المتدهور بين إسرائيل والفلسطينيين وازدياد الأعمال العسكرية والعنف المتبادل بين الجانبين، فقد أعلن بوش إنه أبلغ مبارك إن بلاده غير مستعدة للمضي قدما بخطة سلام للشرق الاوسط عرفت باسم "خارطة الطريق"، لكنه مع ذلك قال انه لا يزال ملتزما بتسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في اسرع وقت ممكن.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن الرئيسين "استعرضا الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة من اجل التوصل الى وقف الاعمال العسكرية والانتقامية وتوفير ارضية مشتركة لاعمال المبادرات الاوروبية والعربية.
ومضت الوكالة الرسمية قائلة : "إن بوش ومبارك اتفقا على استمرار التشاور والتعاون والتنسيق في هذا الشأن".
في غضون ذلك نقلت وكالة رويترز عن اري فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض قوله إن بوش أبلغ مبارك "انه رغم ان المشاورات بشان خارطة الطريق لم تكتمل بعد فاننا ملتزمون بالمضي قدما في الوقت المناسب بشان خارطة الطريق لمساعدة الطرفين على ايجاد طريق للسلام في الشرق الاوسط".
غير أن الوكالة المصرية نقلت عن مبارك تأكيده على اهمية تجاوب اسرائيل مع قرارات الشرعية الدولية وابداء الاستعداد للتعامل مع مبادرات المجتمع الدولى بما يوفر المناخ المناسب للعودة الى طريق السلام".
وقال فلايشر "كرر الرئيس (خلال اتصاله الهاتفي مع مبارك) التزامه... برؤية حل يقوم على دولتين للصراع الفلسطيني الاسرائيلي."
ومضى المتحدث باسم البيت الأبيض قائلاً : "قال الرئيس انها ـ في إشارة لخطة (خارطة الطريق) ـ غير جاهزة بعد، فهناك افكار كثيرة لدى الولايات المتحدة بشان كيفية مواصلة التقدم. كان هذا فحوى محادثة الرئيس".
واقترحت الولايات المتحدة تأجيل خطة السلام التي تعرف باسم "خارطة الطريق" الى ما بعد الانتخابات العامة الاسرائيلية المزمعة يوم 28 كانون الثاني (يناير). لكن حكومات عربية واوروبية حثت الولايات المتحدة على دفع الخطة قدما بغض النظر عن الانتخابات الاسرائيلية.
هذا ومن المقرر أن تبحث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط الخطة يوم الجمعة في واشنطن لكن الدبلوماسيين تخلوا تقريبا عن الامل في اعلان نصها. وتدعو الخطة لاقامة دولة فلسطينية بجوار اسرائيل.
وتأتي هذه التطورات في وقت تستضيف فيه القاهرة معظم الحركات الفلسطينية الناشطة على الساحة، بدءاً من حركة (فتح) التي يرأسها الرئيس الفلسطيني مروراً بحركتي (حماس) و(الجهاد) الإسلاميتين، وانتهاء بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ذات التوجه اليساري، وذلك في محاولة مصرية مستميتة لرأب الصدع بين مختلف القوى الفاعلة في الأراضي الفلسطينية، والاتفاق على موقف مشترك حيال مستقبل عملية السلام التي يتوقع المراقبون أنها أصبحت أمام منعطف حاد، خاصة في ظل التطورات الدولية والإقليمية الجارية.