&
بوغوتا: اعلن متحدث باسم سفارة الولايات المتحدة في كولومبيا لوكالة فرانس برس امس الخميس ان القنصلية الاميركية في بوغوتا قد "اغلقت موقتا لدواع امنية" حتى 26 كانون الاول/ديسمبر وان عددا غير محدد من الدبلوماسيين "سيمضون في اجازة ادارية". واضاف المتحدث الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان هذا الغلق الشبيه بغلق سفارة بريطانيا في اليوم نفسه في بوغوتا "لا يشمل اجهزة الطوارىء للمواطنين الاميركيين". وردا على سؤال عن الاسباب الحقيقية لهذا القرار، قال المتحدث ان السفارة "لا تدلي بتعليقات حول المسائل الامنية".
وقد اتخذت الولايات المتحدة وبريطانيا هذا التدبير "على اثر معلومات وقائية من وزارة الدفاع الكولومبية"، كما قال لوكالة فرانس برس مصدر حكومي لم يحدد طبيعتها. وفي تصريح لوكالة فرانس برس في لندن، برر متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية اعلان غلق سفارة بريطانيا في كولومبيا بتلقي "تهديد محدد" لم يكشف عن طبيعته. وقال "ثمة تهديد محدد ضد بعض المباني الدبلوماسية في بوغوتا". كذلك سيستمر جهاز للطوارىء في خدمة الرعايا البريطانيين حتى اعادة فتح السفارة في الثاني من كانون الثاني/يناير.
وستستمر البعثات الدبلوماسية البريطانية الاخرى في العمل، كما اكد المتحدث البريطاني الذي اوضح ان التهديد يستهدف بنوع خاص السفارة وانه لا ينصح البريطانيين بالسفر الى كولومبيا.
وذكر مراسل وكالة فرانس برس ان سفارات اخرى كسفارتي فرنسا وهولندا ما زالتا مفتوحتين.
وقد توالت الاعتداءات التي تنسب السلطات معظمها الى القوات المسلحة الثورية في كولومبيا (ماركسية) واسفرت عن قتيل واحد و78 جريحا خلال ثمانية ايام.
ولمواجهة حالة الطوارىء التي اعلنها الرئيس ألفارو اوريب، العدو اللدود للمتمردين، اختارت القوات المسلحة الثورية في كولومبيا ان توجه ضرباتها من الان فصاعدا في المدن التي يحكم الجيش سيطرته عليها بدلا من الارياف.
وازدادت حدة الحرب الاهلية في كولومبيا التي فاقت حصيلتها ال 200 الف قتيل منذ 1964، لدى تسلم الرئيس اوريب مهامه في السابع من آب/اغسطس الماضي.
وفي 12 كانون الاول/ديسمبر ضبطت الشرطة في بوغوتا ثلاث سيارات بلا سائق محشوة بالديناميت تفجر عن بعد، وهذه وسيلة جديدة في الارهاب الكولومبي، وثلاث سيارات اخرى مفخخة جاهزة للاستخدام من قبل المتمردين. واحبطت محاولة اعتداء على الرئيس اوريب في احدد فنادق ميديين في اليوم نفسه. وتحتجز القوات المسلحة الثورية في الوقت الراهن 800 مدني و23 سياسي منهم انغريد بيتانكور المرشحة السابقة للخضر الى الرئاسة و47 ضابطا في الجيش. ويمضي 300 متمرد احكاما بالسجن. وتتعثر المفاوضات لتبادل الاسرى بين السلطة والمتمردين.
بعد السفارة البريطانية والقنصلية الاميركية في كولومبيا، اقفلت السفارة الايطالية ابوابها لدواع امنية وقد تقتدي بها دول اخرى مثل كندا وبلجيكا والسويد، كما اعلنت مصادر دبلوماسية مساء امس الخميس.
واضافت المصادر ان موجة من الاعتداءات في المدن نسبت السلطات معظمها الى القوات المسلحة الثورية في كولومبيا، قد توالت في كولومبيا وبلغت حصيلتها قتيلا واحدا و 78 جريحا من 9 الى 16 كانون الاول/ديسمبر، في اطار حرب شاملة بين المتمردين والسلطة ترافقت مع تهديدات غير محددة ضد السفارات الاجنبية.