ايلاف -&انطلقت صباح اليوم الجمعة بباريس مراسيم تدشين "ساحة محمد الخامس" التي يترأسها الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي جاك شيراك. وشدد الملك محمد السادس في كلمة ألقاها بالمناسبة على ضرورة التشبث بالطابع المتميز للروابط التي تجمع المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية.
وقال الملك "إنني لا أخالكم حضرات السيدات والسادة حينما يتعلق الأمر بعلاقة فرنسا بالمغرب إلا مجاهرين مثلي وبأعلى صوت ودون تردد بالتشبث بالطابع المتميز لروابط بلدينا".
كما ذكر الملك بالدعم الذي قدمه المغرب لفرنسا وباستجابة آلاف المغاربة بشكل تلقائي لنداء "التعبئة من أجل الحرية وضدا على الوحشية" الذي وجهه الملك الراحل محمد الخامس للوقوف الى جانب الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية مشيرا إلى أنه باسم هذه القيم نفسها انفرد محمد الخامس أمام المجموعة الدولية بسلوكه الذي رفض أن تسلط على اليهود المغاربة قوانين حكومة فيشي العنصرية والمعادية للسامية.
وأضاف الملك "إننا لننحني في هذا الصباح الأغر إجلالا للشخص الذي كان بالنسبة لفرنسا وللعالم الحر ولمغرب التسامح والحداثة رجل النزعة الإنسانية المثلى ورجل الدولة الكبير" والذي عرف كيف يحكم منهج العقل والبصيرة, حتى عندما نفته فرنسا عام 1953, بمحافظته على طابع التميز والتفرد في علاقات البلدين مهما تكن الحسابات الضيقة وكبوات التاريخ المشترك.
وتابع محمد السادس قائلا بأن جده الراحل محمد الخامس كان قد أطلق "مسار معركة لم تبلغ بعد أقصى ما نتوخاه منها موءكدا في هذا السياق أن محاولات الإقصاء الديني والثقافي وانحرافات التعصب وأشكال التطرف ما تزال تحتل مجالا واسعا في الاهتمامات الدولية بمآسيها الدامية وما يرافقها من زحوف ظلام الجهل والأفكار المقيتة والجاهزة".
ومن جهة أخرى قال رئيس معهد العالم العربي دوني بوشار لوكالة المغرب العربي للأنباء أن تدشين الساحة على عتبة معهد العالم العربي "حدث يأتي في الوقت المناسب "لاسيما في خضم هذا الظرف الدولي المشحون الذي أضحت فيه الأفكار الجاهزة عملة رائجة.
واعتبر أن فرنسا تسعى من خلال هذا التدشين الذي يعد "سابقة في فرنسا وفي أوروبا تخليد ذكرى جلالة المغفور له محمد الخامس رفيق التحرير والتنويه بالعمل الذي قام به قبل وبعد عهد الحماية فموقف جلالة الملك كان نبيلا ونموذجيا".
كما ذكر بوشار بأن الملك الراحل محمد الخامس "اعتبر بعد عودته من منفاه الإجباري بمدغشقر أنه من مصلحة بلاده نسج علاقات مع فرنسا مبنية على الثقة المتبادلة". وأضاف "أنه حدث هام في العلاقات الفرنسية المغربية الذي سنعيشه بحضور جميع أصدقاء المغرب والجالية المغربية المقيمة بفرنسا" مؤكدا أن "هذا الحدث هو احتفال أيضا بالعلاقات المغربية الفرنسية العريقة القائمة بين شعبينا".
وذكر بوشار بكامي كابانا الرئيس الاسبق للمعهد الذي أطلق هذا المشروع وقد كانت لكابانا علاقات ممتازة بالمغرب البلد الذي عمل وعاش فيه لسنوات طويلة إلى درجة أنه أصبح يتكلم اللغة العربية بطلاقة.
ويشغل بوشار رئاسة معهد العالم العربي منذ يوليوز 2002 وكذا منصب مدير لقسم شمال إفريقيا والشرق الأوسط بوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية ومكنه هذا المنصب من مرافقة الرئيس الفرنسي جاك شيراك خلال زياراته للمغرب.