إيلاف ـ إيلاف: قالت كبيرة مسؤولي وزارة الخارجية للدبلوماسية العامة مخاطبة حشدا من الحضور في واشنطن إن هذا "وقت من الخطر ألا نشارك فيه" بنقل صورة عن المجتمع والقيم الأميركيين إلى العالم الإسلامي، وأوجزت صورة عامة عن أساليب جديدة يجري استخدامها لعمل ذلك بصورة أكثر فعالية.
ونقلت نشرة الخارجية الأميركية عن شارلوت بيرز، وكيلة وزارة الخارجية للشؤون العامة والدبلوماسية العامة، شرحها لسلسلة من الجهود جرى تسريعها منذ هجمات 11 أيلول (سبتمبر) الإرهابية في العام الماضي في بيان ألقته أمام صحفيين وآخرين في نادي الصحافة الأهلية.
ومضت بيرز قائلة إنه في هذه الحملة لنقل الرسالة الأميركية، "يجب أن تكون الرسالة صحيحة،" وأعربت عن ابتهاجها لتوفر مسؤولين لذلك الغرض، من الرئيس بوش فما دون، وهو أمر قالت عنه إنه "بالغ الأهمية".&
إلا أن بيرز، وهي مديرة تنفيذية كبيرة سابقة في حقل الإعلان، استقطبها وزير الخارجية كولن باول للعمل في هذا المنصب، قالت إن ما يعادل أهمية حامل الرسالة ذا المصداقية هو "ما نسميه، في عالم الإعلان، تكبير الاثر: إذا كانت الرسالة موجهة إلى 200 شخص، كيف توصلها إلى مليونين؟
وقالت إنه مع وجود جماعات إرهابية وغيرها مصممة على تصوير أميركا على أنها عدوة للعالم الإسلامي، فإن "مدى وصول رسالتنا أصبح قضية ساخنة جدا."
وقالت، إنه من أجل هذه الغاية، "من المحتم أن نستطيع نقل أية رسالة من أي مسؤولين حكوميين، وليس من وزارة الخارجية فقط، في نفس اليوم الذي توجه فيه، بثلاثين لغة" عبر جهود مكتب برامج الإعلام الخارجي التابع لوزارة الخارجية.
وأقرت بيرز بأن سلسلة من استطلاعات الرأي كشفت عن "تآكل في النوايا الطيبة" تجاه الولايات المتحدة في بقية العالم --وهي ظاهرة قالت إنها "أكثر حدة وأكثر استغلالا بصورة متعمدة من قبل فئات متطرفة في الشرق الأوسط."
وحثت على تطوير ردود موثوقة وعريضة القاعدة، قائلة: "إن الأمر يساعد المتطرفين حقا عندما لا نقول شيئا. وصمتنا، كما أعتقد، خطر" - بصرف النظر عن النصيحة "المغرية" من قبل بعض الأوساط بالانتظار بهدوء إلى أن يتحقق السلام في الشرق الأوسط.
وقالت بيرز، إن جزءا من ذلك الجهد يجب أن يكون جعل السكان المسلمين يدركون أن الأميركيين يشاطرونهم ما يعتبرونه من بين قيمهم المهمة على أنها الدين والعائلة والتعليم-- وهو أمر تبينه استطلاعات الرأي "ومع ذلك لا ينظر اليه على ذلك النحو".
واستشهدت بيرز بأساليب مختلفة من برامج التبادل إلى النشرات، إلى الإعلانات التلفزيونية المدفوعة الأجر كجزء من حملة الاتصالات الشاملة التي قالت إنه يجري القيام بها، وطعّمت عرضها بمقاطع من الأفلام ورسوم بيانية توضح الكثير من هذه الأشياء.
وأظهرت عدة مقاطع من الأشرطة الجهود المبذولة لتحقيق ما وصفته بـ "مصداقية الطرف الثالث" -- أي ايصال الرسالة المرغوب فيها عبر أشخاص من نفس المجتمعات التي هي موجهة اليها.
ونقلت نشرة واشنطن عن المسؤولة بعد أن عرضت على شاشة جزءا من مقابلة جرت في المركز الإسلامي في بلتيمور، كان قد عرض في باكستان بواسطة الأقمار الاصطناعية، "ليس من شك في أننا في ظرف حيث نحتاج بصورة يائسة لأن تكون هناك أصوات أخرى تتحدث نيابة عنا-- بصوتها هي وبطريقتها هي."
وشددت على أهمية أن تصاغ المواد على شكل "السرد القصصي"، قائلة، هذا "أمر علينا حقا أن نؤدّيه على نحو أفضل. "هذا عالم مشحون بالعاطفة الآن. إنها ليست الحقائق فقط التي تعمل في عالمنا الآن."
وتحدثت عن السلسلة الجديدة المسماة "القضايا باختصار" التي يجري إعدادها عن قضايا سياسية رئيسية فأشارت إلى أنه "عندما تصبح سياسة ما متحركة، من المهم حقا أن نوفر الإطار."
وقالت إنه حتى إذا تم القيام بكل شيء على نحو صائب، فمن المهم جدا أن توثق نتيجة الجهود. وعدم القيام بذلك، سيجعل من المستحيل، كما قالت، الحصول على دعم للبرامج وبالتحديد، لموارد ضروروية من الكونغرس.
وشرحت بيرز برامج تبادل تراوحت بين واحد سيرسل عددا من الكتاب الأميركيين البارزين إلى الخارج وسلسلة أحضرت أربع مجموعات من النساء إلى الولايات المتحدة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وقد تألفت إحدى هذه المجموعات النسائية من 14 موظفة في الحكومة الأفغانية، وسارعت بيرز إلى القول إن "أيا من هذه النساء ما كانت لتكون في خدمة الحكومة لولا حقيقة أن الحكومة الأميركية قالت يجب أن تكون هناك نساء في الحكومة التي تشكلت" بعد هزيمة طالبان بقيادة الولايات المتحدة.
وقالت بيرز، إنه على صعيد أوسع، تظهر الدراسات "أننا إذا استطعنا أن نعلم النساء، فإننا نفعل الكثير للدفع قدما بازهار البلاد ورفاهيتها."
وقد جرت مقاطعة بيرز، عندما أوردت إشارة محددة إلى سياسة الولايات المتحدة تجاه العراق، من قبل أربع نساء اقتربن من المنصة، ووقفن بينها وبين الجمهور وهتفن قائلات، "إنك تبيعين الحرب، ونحن لن نشتري ذلك." ثم فردن راية كتب عليها "كفّي عن الحرب يا شارلوت، كفّي عن بيع الحرب،" ثم خرجن بهدوء بعد أن التفتت إحداهن نحو بيرز وقالت، "نأسف للمقاطعة."
وقالت بيرز معلقة لدى خروجهن، وقد بدت غير متضايقة، "تذكروا فقط أن الرئيس قال إن الحرب هي الخيار الأخير كليا." وأضافت مخاطبة الحضور، "إننا دائما نحافظ على الحق بحدوث مثل هذا المقاطعات في بلدنا. وأود أن أشير إلى أولئك النساء الشابات بأنه ما كان ممكنا أن تتوفر لهن في العراق فرصة الخروج بحرية."
وسألها صحفي عربي في فترة الأسئلة والأجوبة التي تلت مداخلتها لماذا لا يكون جزء من حملتها موجها إلى الرأي العام الأميركي نفسه لترويج التسامح الذي تأمل أن تسوّقه في الخارج، فأشارت إلى أن مثل هذه البرامج المحلية منعها الكونغرس بموجب قانون سميث-مانت الذي مضى عليه خمسة عقود.
وقالت مخاطبة الصحفي، "إذا كنت تريد أن تناقش الأمر (مغيّرة من نبرة كلامها)& مع شخص آخر فتفضل."
واتفقت مع سائلة هي هارييت فولبرايت، أرملة السناتور الذي أسس برناج فولبرايت لتبادل الطلاب، على أن جهود التبادل في الفنون والثقافة يجب أن توسع، لكنها أشارت إلى أن الموارد لتلك الغاية محدودة جدا. وقالت، "ينبغي على القطاع الخاص أن يساعدنا كثيرا."
واستفسرت عدة أسئلة عما ذكر عن برنامج لوزارة الدفاع ينوي إنشاء برنامج إعلامي جديد وكيف سيتصل ذلك بجهود وزارة الخارجية في حقل الدبلوماسية العامة.
فقالت بيرز إن وزارة الخارجية تتعاون مع وزارة الدفاع "في البرامج التي قد تكون لنا مصلحة مشتركة فيها." وقالت، إن مسؤولي الدبلوماسية العامة يتوقون لسرد القصة عندما، مثلا، يشترك جنود أميركيون في بناء مستشفى في أفغانستان.
وعندما سألها شخص آخر عن نوع الجدار المانع الذي يجري وضعه لمنع تسرب "معلومات كاذبة وبرامج حرب سيكولوجية" إلى ما تنشره وزارة الخارجية، فأجابت، "الجدار المانع بسيط حقا: إننا نقول الحقيقة فقط."
وأضافت، "إننا متنبهون جدا في عملنا مع وزارة الدفاع إلى أننا نتعامل مع ما نستطيع أن نسميها أكثر البرامج وضوحا وشفافية."
لكن، الحقيقة، كما قالت، أن وزير الدفاع رمسفلد قال إنه مهتم أيضا في عرض الحقيقة، "وعليه لا أعتقد أنه يوجد أي تضارب في المصلحة هناك".