واشنطن - كريستو دو روكفوي: اختتمت اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط اجتماعا الجمعة بتعهدات بالسعي لاحلال السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين لكن اعتراضا اميركيا منعها من اعلان "خريطة الطريق" لتحقيق هذا الهدف، بما ان اسرائيل تمر في مرحلة انتخابية. واكد الرئيس الاميركي جورج بوش انه "متمسك بشكل حازم" بتطبيق هذه الخطة التي قررت واشنطن مع ذلك وبطلب من الحكومة الاسرائيلية ارجاء اعلانها الى ما بعد الانتخابات التي ستشهدها الدولة العبرية في 28 كانون الثاني/يناير المقبل.
وقال بوش في اجتماع في البيت الابيض مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ومسؤولين روس واوروبيين ان "خريطة الطريق لم تنجز بعد لكن الولايات المتحدة ملتزمة بانجازها ونحن ملتزمون بتطبيقها باسم السلام".
واكد بوش من جديد رغبته في التوصل الى تسوية ترتكز الى "دولتين تعيشان جنبا الى جنب"، مجددا دعوته الى الفلسطينيين لوقف العمليات واصلاح مؤسساتهم، والى اسرائيل لتخفيف الضغط الاقتصادي اذي تمارسه على الفلسطينيين. وتقوم اللجنة الرباعية التي الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، منذ اشهر باعداد "خريطة طريق" تنص على مراحل لاقامة دولة فلسطينية في 2005 .
وقد بذل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون جهودا كبيرة في الاسابيع الاخيرة لمنع تبني هذه الوثيقة التي تعترض اسرائيل على الكثير من النقاط فيها، خلال فترة الانتخابات.& وفي المقابل دعا الاتحاد الاوروبي في قمة كوبنهاغن في 13 كانون الاول/ديسمبر الى تبني الوثيقة خلال اجتماع اللجنة الجمعة لاطلاق اشارة من الاسرة الدولية تؤكد ارادتها في تحريك عملية السلام.
وفي غياب اعلان "خريطة الطريق" رسميا، اكد المشاركون ان هذه الوثيقة شبه جاهزة ويجب ان تشكل اساس الجهود المقبلة للاسرة الدولية.
ومع ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول صرح الخميس ان عدم نشر الوثيقة سببه اقتراب موعد الانتخابات الاسرائيلية، فضل المشاركون في اجتماع اللجنة الجمعة تبرير الارجاء بضرورة تسوية بعض النقاط التقنية.
واكد انان "نحن قريبون جدا" من صيغة نهائية للوثيقة التي "نعتزم تسليمها الى الاطراف في اسرع وقت ممكن".
من جهته، اكد وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف "لدينا وثيقة جيدة علينا الآن ان نطبقها".
اما وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي، فقد اكد ان النقطة الاخيرة التي ما زال يتوجب حلها في "خريطة الطريق" تتعلق بآلية مراقبة تطبيقها.
واضاف ان "اجتماع اليوم لم يجعلني افقد الامل".
وفي بيانها الختامي، دعت اللجنة الى "وقف اطلاق نار فوري وشامل" في المنطقة مع وقف العمليات الفلسطينية وانسحاب القوات الاسرائيلية بعد عودة الهدوء.
ودعا البيان "جميع الفلسطينيين سواء كانوا مجموعات او افرادا" الى "وضع حد للارهاب ضد الاسرائيليين وفي اي مكان"، مؤكدا ان وقف اطلاق النار هذا يجب ان "يترافق" مع اجراءات من قبل اسرائيل.
ودعت اللجنة ايضا القوات الاسرائيلية الى الانسحاب من المناطق الفلسطينية "بعد عودة الهدوء".
واكد البيان مجددا دعم اللجنة الرباعية لتسوية سلمية قائمة على اساس "دولتين، اسرائيل وفلسطين مستقلة قابلة للحياة وديموقراطية، تعيشان جنبا الى جنب وبامان".
واعربت اللجنة الرباعية عن تأييدها اجراء انتخابات فلسطينية "يتم الاعداد لها بشكل جيد" بهدف بناء مؤسسات "قوية وديموقراطية".
من جهة اخرى، دانت اللجنة "تدهور الوضع الانساني" في غزة والضفة الغربية ودعت اسرائيل الى التخلي عن الضغط الاقتصادي الذي تمارسه على الفلسطينيين. كما طلب البيان من اسرائيل "وقف النشاطات الاستيطانية".