حذر الخبير الاقتصادي الكويتي جاسم السعدون من الانعكاسات السلبية لتغيير النظام العراقي والاتيان بحكومة موالية للولايات المتحدة على صعيد التزامها بالسياسات الأميركية بما يخص قطاع النفط.
وقال لصحيفة "الشرق الأوسط" ان أحد مستشاري الرئيس الأميركي تحدث عن الرغبة في رفع نسبة الانتاج النفطي العراقي الى 3 ـ 5 ملايين برميل يومياً الا أن هناك شكوكا في التوصل لهذا الرقم بسبب الامكانات التكنولوجية النفطية التي يتطلب رفعها الى ذلك الحد الى فترة طويلة.
وشدد على ان أي زيادة كبيرة في الانتاج سوف تؤثر سلباً على سوق النفط، كما ان احتمالات لجوء شركات النفط الكبرى لعقد اتفاقيات مشاركة مع العراق بشروط قد لا تكون بالضرورة في صالح العراق سيشكل عامل ضغط على الكويت والسعودية لتلتزم بنفس سقف الشروط التي تطبق مع العراق.
وتحدث السعدون عن عامل آخر سوف يؤثر سلباً على الاقتصاد الكويتي وهو احتمال اسقاط التعويضات الكويتية المستحقة على العراق التي لم تستلم منها الى اليوم الا 20% فقط حيث تعد الكويت أقل دولة في تحصيل تعويضاتها من العراق، وهذا ما يعني عبء أكبر على الاقتصاد الكويتي. واستبعد السعدون ـ الذي يرجح عدم نشوب الحرب ـ تأثر دول المنطقة سلبا بازدهار فرص الاستثمار في العراق قائلاً ان استثمارات الولايات المتحدة في الخارج تعادل ما يزيد على تريليون دولار بينما لا يتعدى دخل الوطن العربي بأكمله 1% من تلك النسبة.
ولم يستبعد السعدون ما أسماه بالسيناريو الأسوأ وهو نشوب حرب طويلة في العراق بسبب الأجهزة التي تعيش على بقاء النظام العراقي والتي تقول التحليلات بأنها سوف تقاتل بضراوة الى جانب النظام العراقي وما سينطوي عليه ذلك من حدوث حالات تمرد وفوضى وتخريب للقطاع النفطي. وقال انه اذا تزامن ذلك مع تصعيد للعمليات في الأراضي المحتلة وحدثت حالة فوضى فسيشكل ذلك كارثة حقيقية على اقتصاديات دول المنطقة.
وشدد السعدون على أن أفضل الاحتمالات بالنسبة للمنطقة هو شن حرب خاطفة لاسقاط النظام العراقي، مشيرا الى ان مثل هذه الحرب ستكون محدودة الضرر على اقتصاديات دول المنطقة وقد تنعكس ايجابياً على حركة الاستثمار فيها وتساعد على انفراج الأوضاع وعودة رؤوس الأموال. واوضح بأن المنطقة تعاني من ارتفاع تصنيفها الائتماني بسبب كثرة القلاقل السياسية والحروب التي وقعت فيها، متمنيا عدم وقوع حرب شاملة اي أن تكون العمليات العسكرية محددة في الوسط وبالتحديد في بغداد. واضاف انه حسب التقديرات المعلنة فان هذه الحرب ستكلف الموازنة الأميركية بين50 و60 مليار دولار.