طهران-سيافوش غازي: يبدأ الرئيس الايراني محمد خاتمي الاثنين زيارة رسمية الى باكستان في محاولة لحل الخلافات الناجمة عن سياسات البلدين المتعارضة حيال نظام طالبان الافغاني السابق، ودفع التعاون بين القوتين الاقليميتين.&وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي بدأت فيه العلاقات بين البلدين تخرج من مرحلة تشنج زادها تفاقما استيلاء حركة طالبان على الحكم في افغانستان جارتهما المشتركة.
&فقد دعمت باكستان حركة طالبان السنية الاصولية التي تنظر الى الشيعة، الاغلبية المهيمنة في ايران، على انهم خارجون عن الاسلام الحق. ومن جانبها كانت ايران تمد بالسلاح تحالف الشمال الذي شارك في سقوط طالبان سنة 2001.
&وقال وزير الخارجية الباكستاني خورشيد محمد كسوري قبل زيارة خاتمي "لا شك ان ثمة خلافات بين البلدين ولا سيما بشأن طالبان الا ان احداث 11 ايلول/سبتمبر 2001 غيرت الاوضاع في جميع انحاء العلم ولا سيما في افغانستان".&واليوم يدعم البلدان رسميا حكومة الرئيس حميد قرضاي. الا ان النزعة الاصولية السنية المعادية للشيعة التي تشهدا تناميا في باكستان، تثير ريبة ايران.
&اما في النزاع الهندي-الباكستاني، وبعيدا عن الفترة التي كان يؤكد فيها القادة الايرانيون ان بلادهم تشكل "العمق الاستراتيجي" لباكستان في مواجهة الهند، لم تلعب طهران على وتر التضامن الاسلامي واختارت القيام بدور الوسيط بين نيودلهي واسلام اباد. ومن المقرر ان يقوم الرئيس خاتمي بزيارة رسمية للهند في 26 كانون الثاني/يناير المقبل بمناسبة عيد استقلال هذا البلد.
&ونقلت الصحف الايرانية عن رئيس الوزراء الباكستاني الجديد مير ظفر الله خان جمالي قوله "على ايران المشاركة اكثر في قضية كشمير كما فعلنا نحن في افغانستان او في فلسطين".&ويرى المحلل الباكستاني حسن عسكري ان باكستان، القوة النووية، وايران، جارة العراق "عليهما ايضا مناقشة عواقب هجوم اميركي" على نظام الرئيس صدام حسين.&واوضح ان تعاونا اكبر سيتيح للبلدين "تنسيق سياساتهما الاقليمية والعمل معا ضد الارهاب" من جهة، ومن جهة اخرى "تعزيز التعاون الاقتصادي الذي ضعف في السنوات العشر الماضية".
ويقف حجم التبادل التجاري بين هاتين الدولتين المؤسستين لمنظمة التعاون الاقتصادي على مستوى يقل عن 200 مليون دولار سنويا. ومن المقرر التوقيع خلال زيارة خاتمي على العديد من الاتفاقات الاقتصادية والصناعية والتجارية.&ويفترض ان تتناول محادثات خاتمي خصوصا مع نظيره برويز مشرف وجمالي خلال زيارته التي تستمر ثلاثة ايام، مسألة شائكة وهي مشروع انشاء خط انابيب يربط ايران بالهند عبر باكستان. ويعرقل بناء خط الانابيب هذا، الذي يعلن عنه بانتظام، التوترات القائمة بين الهند وباكستان اضافة الى كلفة المشروع الباهظة التي تزيد عن&3.5 مليار دولار.
&كما سيبحث الجانبان انشاء مصفاة تكرير بكلفة مليار دولار في اقليم بالوشيستان الباكستاني (جنوب غرب) بالتعاون مع الايرانيين.&ومن المقرر ايضا ان تستكمل ايران خط السكك الحديد من مدينة زهدان الايرانية الواقعة على الحدود الباكستانية الى مدينة كرمان الواقعة وسط ايران والذي يمتد على 550 كلم وذلك لاتاحة منفذ بحري لباكستان.
&ومن جهة اخرى طلب الباكستانيون من طهران المساعدة على مكافحة تهريب الوقود من ايران الذي يضرب محطات البنزين في اقليم بالوشيستان الباكستاني. وتشير التقديرات الى تهريب مائة الف لتر يوميا سرا من الحدود بسبب سعر البنزين المتدني في ايران حيث يبلغ سعر اللتر 0.6 دولار.