الكويت- فيونا ماكدونالد: توفي فجر اليوم الاحد في الكويت المراسل الخاص للقناة الفرنسية الاولى الخاصة باتريك بورا بعد ان جرح خلال تغطيته مناورات اميركية ليصبح بذلك اول صحافي يقع ضحية الحرب المحتملة على العراق.
واعلنت سفارة فرنسا في الكويت اليوم الاحد وفاة باتريك بورا. وقال متحدث باسم السفارة ان "باتريك بورا توفي في الساعة الثانية فجرا (00،23 تغ السبت)" بعد ان تدهور وضعه اثر عملية جراحية. واضاف انه "اصيب بجروح خطيرة في الطحال واحدى كليتيه" بعد ان صدمته دبابة اميركية كانت تشارك في تدريب في الصحراء الكويتية يندرج في اطار الاستعدادات لحرب محتملة ضد العراق.
وكانت السفارة الفرنسية في الكويت ذكرت السبت ان بورا اصيب بجروح خطيرة خلال تغطيته مناورات اميركية لكن محطة التلفزيون "تي اف 1" في باريس ذكرت انه "ليس في خطر". وكان الاطباء الكويتيون ذكروا اولا ان بعض ضلوعه كسر.
وكان متحدث باسم السفارة الفرنسية في الكويت قال السبت ان الصحافي سقط من دبابة خلال مرافقته قوات اميركية تقوم بمناورات بالذخيرة الحية في صحراء الكويت. وقال روبير نامياس مدير الاعلام في القناة الاولى الخاصة للتلفزيون الفرنسي (تي اف 1) ان "دبابة صدمت" بورا وسط الغبار عندما اقترب منها ليطلب من زميله المصور الابتعاد عن الدبابة حفاظا على سلامته.
واوضح المتحدث الفرنسي انه "كان شجاعا جدا بمحاولته انقاذ حياة المصور الذي يرافقه". ونقل الصحافي الذي كان يبلغ من العمر 48 عاما من ميدان المناورات الى مستشفى القوات المسلحة الكويتية حيث شخص الاطباء اصابته بكسور في اربعة من ضلوعه.
وقد تمكن من التحدث الى السفير الفرنسي كلود لوسغاردي الذي زاره السبت لكنه اشتكى من آلام مستمرة. وتابع المتحدث ان فحوصا اضافية اجريت "كشفت ما لم يتم تشخيصه في الصباح"، مضيفا ان الصحافي خضع بعد ذلك لعملية جراحية قام بها اطباء اميركيون. واضاف ان "العملية جرت بشكل جيد لكن نزيفا حدث". واكد ان الاطباء "فعلوا ما بوسعهم" في محاولة انقاذه.
واوضح المتحدث نفسه ان "باتريك بورا كان يريد التوجه الى فرنسا في عيد الميلاد لكن المستشفى نصحه بالبقاء يوما واحدا ليصبح قادرا على السفر". ويغطي عدد كبير من الصحافيين في الكويت مناورات الجيش الاميركي التي تزداد كثافة في الشمال حيث يستخدم الجنود الذخيرة الحية.
وقد نشرت الولايات المتحدة حوالي 15 الف جندي في مختلف المناطق من الاراضي الكويتية حيث اقاموا معسكرات على ثلث اراضي هذه الدولة المجاورة للعراق وتعرضت لغزوه في آب/اغسطس 1990.
وكان بورا معروفا من قبل المشاهدين الفرنسيين. وقد غطى لفترة طويلة النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين خلال عمله مراسلا في القدس قبل ان ينتقل الى موسكو. كما قام بتغطية نزاعات عديدة في العالم من تيمور الشرقية الى كوسوفو مرورا بالشيشان ولبنان.
وكان بورا احد الصحافيين الذين اسرهم عراقيون في منطقة البصرة بعد ان دخلوا خطأ جنوب العراق بعد هزيمة القوات العراقية التي اخرجها من الكويت في شباط/فبراير 1991 تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة.
كما كان بورا من افراد مجموعة تضم عشرين من الصحافيين الفرنسيين الذين شاركوا في دورة تدريبية استمرت خمسة ايام في جنوب فرنسا لاعدادهم لتغطية حرب محتملة ضد العراق.