إيلاف: يعرض في القاعات السينمائية المغربية آخر فيلم لقيدوم السينمائيين المغاربة سهيل بنبركة، يحمل الفيلم اسم "عشاق موكادور". وكما يدل العنوان فعشاق موكادور قصة حب واقعية حدثت بين تاجر مغربي (قاسم) وفرنسية (هيلين) في الثلاثينات من القرن الماضي بمدينة "موكادور" الصويرة حاليا.
وهكذا كان على كل من بلقاسم وهيلين مواجهة مواضعات اجتماعية وثقافية ودينية، وعلى الحبيبين أن يجتازا عدة اختبارات، منها حب ضابط فرنسي هيلين ورفض أخ بلقاسم زواج أخيه ب"كافرة" وعدم مباركة بعض أفراد قبيلته، عند انتقاله إلى زاكورة، لهذا الزواج.
وتطورت الأحداث لترمي ببلقاسم إلى الجيش الفرنسي كرهينة، لتبدأ هيلين رحلة بحث أخرى إلى أن يلتقيا، غير أن ما يضفي على هذه القصة طابع الإثارة هو أن نهايتها لم تأخذ طابعا مأساويا، مثل كثير من قصص الحب الواقعية، بل سيستمر الزوجان، حسب السارد في الحياة، ولم يفرق بين حبهما إلا الموت.
من عناصر قوة الفيلم كذلك اهتمام مخرجه بالديكور، وهكذا قدم للمغاربة معلومات كثيرة عن حياة المغاربة خلال الثلاثينات من القرن الماضي، وبعض مظاهر تنقلهم ولباسهم.
واعتمد الشريط على بعض الممثلين لمنح قوة للشريط، غير أنه في المقابل اعترته هفوات، أهمها التباين في لعب الممثلين، فمحمود محمودي، مجسد دور بلقاسم، لم يكن أداؤه قويا، ففي مشاهد كانت في حاجة إلى الاعتماد على ملامح وجهه التعبيرية بدا محمود غير مقنع، ولوحظ التباين الكبير بينه وبين الممثلين الآخرين، كما أن اعتماد صوت آخر محله باللغة الفرنسية والعربية أفقد قدرة الممثل التجسيدية للشخصية.
ما يعاب على الفيلم، بعض الهفوات في المونتاج، ثم اعتماد غالبية الحوار باللغة الفرنسية، وهذا قد يعود لشروط شركة الإنتاج الأجنبية المشاركة في الفيلم.
تركيز الفيلم والمخرج انصب إلى المساهمة في الحوار الدائر هذه الأيام بين الثقافة الإسلامية والثقافة الغربية، وانتهى بانتصار قيم السلام والحب والتواصل على القيم الداعية إلى الصراع والشرخ بين الثقافات.
ومن التفاصيل التي لم يوفق المخرج في السيطرة عليها طريقة أداء بعض الممثلين للصلاة، فكثيرا ما سلم هؤلاء قبل التحية، هذا بالإضافة إلى عدم احترام بعض المظاهر الثقافية كمشهد دخول بلقاسم المسجد دون استئذان ودفاعه عن نفسه وتقديم آيات قرآنية، باللغة الفرنسية.
مع كل هذه الملاحظات يستحق الفيلم المشاهدة، ليس لأنه آخر إنتاج لمخرج أثار الكثير من الأسئلة حول إنتاجاته السينمائية وإدارته للمركز السينمائي المغربي بل لأنه نوع سينمائي جديد من مخرج مغربي.
"عشاق موكادور" إنتاج سينمائي ضخم استطاع أن يجلب إليه كثير من المشاهدين في الأسبوع الأول لعرضه في القاعات السينمائية، فيلم ضخم وفرت له إمكانات مالية كبيرة. صوره تنقل الشباب المغاربة إلى فترة تناقلتها كتب التاريخ وقل فيها أرشيف الصور.
&
ورقة تقنية وفنية عن فيلم "عشاق موكادور"
المدة ساعتان
إنتاج "داوليز الرباط-البيضاء (المغرب)
بويتيش سينماتوغرافيش روما (إيطاليا)
مع استفادته من الدعم في كل من المغرب وفرنسا.
الإخراج: سهيل بنبركة
السيناريو: لكل من سهيل بنبركة وبيرنار ستورا، وهو مستمد من من أحداث واقعية.
التصوير: أوكو ميناكاتي
المونتاج: فاطمة درسي
الموسيقى: ريشارد أوروويز
مساعد مخرج: حميد باسكيت
الديكور :إنزو ميدوزو
المدير الفني: أمل مزوني
التشخيص : محمود محمودي وفيولانت بلاسيدو وماكس فون سيدو وماري كريستين بارو وكلود ريش وبيرنار فريسون وبوجمة أجود وعبد الله فركوس وورادي.