نضال زايد
&
...لم استوعب حتى الآن سرّ الإثارة وجدوى الاهتمام بعلم الاستنساخ، فها نحن بين دلال النعجة "دوللي" ووسامة القردة "تترا" و"فطانة أول طفل مستنسخ..، دخلنا متاهات علمية يشوبها الشك والتشكيك من حيث الحلال والحرام..والمنطق!!
بدايةً.. استنسخوا النعجة "دوللي" من خلية ناضجة، فأقاموا الدنيا وأقعدوها وتناقلتها جميع وسائل الإعلام كثورة علمية وإنجاز خطير.. ثم استنسخوا القردة "تترا" من جنين.. فأثير الأمر على مستوى أكبر مما أثار فضول العلماء والمفكرين لهذه الثورة العلمية - العلمانية كما أطلق عليها البعض - والتي قد يستطيع بواسطتها بعض الأشخاص المشهورين استنساخ أنفسهم لأغراض فردية أو عرقية أو لمصالح شخصية، كما إننا بالتوغل في تسلسل الأحماض الأمينية التي تتحكم في الجينات نستطيع أن نتحكم في صفات وماهية المولود.. وهذا يعني أن نتحكم في مواصفات المولود ابتداءً بلون العيون ومستوى الذكاء والجنس وانتهاءً بانتماءاته الحزبية عندما يكبر!!
&
وقد نشر تقرير علمي في مجلة غربية مفاده أنه في عام 2003 - حسب توقعاتهم - سيتمكن العلماء من فك الشيفرة الكاملة للإنسان "الجينوم البشري" وهذه الشيفرة هي التي تحدد ما إذا كان الكائن الحي عشبة أو ضفدعاً أو إنسانا أو حتى قرداً..!!
الاستنساخ لم يكن إلا بداية لعلم مليء بالمفاجآت والغرابة خارج حدود الفطرة البشرية.. فكما قرأنا وسمعنا وفهمنا من التقارير الحديثة، أنه سيتمكن المتزوجون يوماً ما من تحديد مواصفات وجنس وشكل المولود، وما على العلماء إلا التوغل في سلاسل الأحماض الأمينية.. والعبث في تركيباتها وفك شيفرتها..
&بل أغرب ما قيل، هو أنه في العام القادم(2003) سيتمكن العلماء من عمل& أكثر من نسخة للمولود وعلى الزوجين أن يختارا النسخة "المنقّحة".. فتخيلوا - مثلاً - أنه سيكون للزوجين& الخيار في أن يكون مولودهما ضفدعاً أو قرداً أو حتى "جلدة حنفية"!! و أنه يمكنهما أيضا أن يختارا من كتالوج& شكل طفلهما ومواصفاته& .. وتخيلوا مثلاً.. عالماً مزدحماً بالعباقرة والأذكياء& والمفكرين و على مستوى عالٍ من الجمال، خالياً من الأغبياء والكسالى..!! تخيلوا لو أن كل زعيم استنسخ من نفسه& ألف نسخة ليضمن البقاء على سدة الحكم حتى فناء الحياة "حتماً ستكون حياة لا تطاق.. جنتها جحيم" .. وهذا غير معقول !!
إذن.. الأمر في غاية الجدية وخاصة أننا على أبواب عام 2003 الذي سندخله بأكثر من هزيمة وبهمة أقصر من سقف الحريات وبكآبة غير معهودة ، وفي هذا العام كما تنبأ العلماء& ستتفجر ثورة علم الاستنساخ مما يثير لدينا الخوف والحيرة .. والشك.. والترقب..مما قد يحمله لنا عام 2003 من مفاجآت..
لو صدقت نبوءة العلماء و أصبح الاستنساخ في متناول الجميع، فإنني أبشركم بطول عمر الزعماء العرب الذين لن تنفذ "نسخهم" من الأسواق...أما "حقوق طبعي" فستظل محفوظة كبقية الذين يغردون خارج السرب ومن هنا اعتقد أن اختياري "إيلاف" الصحيفة الالكترونية التي انتشرت بسرعة كبيرة جداً لتكون الرئة التي يتنفس منها المثقفون والإعلاميون العرب اختياراً موفقاً في عصر الإنترنت...
هأنذا عزيزي القارئ أطل عليك ونحن على مشارف عام جديد من نافذة إلكترونية ذائعة الصيت لانضم إلى زملاء لا تجمعني بهم سوى رسائل إلكترونية رغم حميميتها تظل ببرودة أسلاك الهاتف وعواميد الكهرباء ومحطات الاتصال وأبراج المراقبة وأنتينات الاستقبال (متّ برداً) ..ورغم فذلكة العبارات المشغولة بصنارة النحو وبديع اللغة سأحاول& عبر الصحافة الإلكترونية رغم رتابتها في عصر الاستنساخ التغريد والتحليق خارج السرب كما اعتدتُ دائماً...!!
وكل عام وأنتم بخير..&