&
صديقنا الزميل سمير عطا الله صاحب الزاوية الشهيرة بالمعلومات والتحليل والذكريات، بل والطرافة في "الشرق الأوسط" المعروفة باسم سمير عطا الله وصورته.. الزميل العزيز كتب مقالاً وعلى طريقة سمير "مآلا" فيه الكثير من خفة الدم والمرح لأنه إنسان قنوع.. والقناعة كنز.. كما يقال في الأمثال.
أما سبب سعادة الزميل، ادامها الله عليه وعلينا، فهي بسبب المخترعات والاكتشافات الحديثة، ومع انني، شخصياً، قنوع وقناعي، فإنني لست سعيداً باختراعات السعادة التي كتب عنها الزميل سمير عطا الله.. فأنا لا يمكنني مهاتفة أخي في كندا خلال 10 ثوان، لأن اخواني الخمسة موجودون في الكويت وأحاديثهم الهاتفية مرتبطة دائما بالعمل (البيزنس) الذي يسد النفس..! كما انني لست سعيداً مثل سمير لأنه يصل الى دبي في "الايرباص" خلال ثلاث ساعات لأنني اصل الى مكتبي من المنزل الذي يبعد مسافة خمسة كيلومترات في ربع ساعة بسبب زحمة "الباص"، كما انني أفضل ان اذهب الى دبي أو البحرين عن طريق البر لولا اجراءات الجمارك والجوازات، رغم ان جسر الملك فهد، الذي كان يشكو الازدحام سابقاً، صار خالياً بعد منع الخمور في البحرين الا في بعض الفنادق الفخيمة ذات الحظوة.. كما انني مثل الزميل سمير في الوصول الى الصيدلية خلال ثلاث دقائق، ولكنني لا استطيع ان اقيس الضغط فيها، بل يجب ان أذهب الى مستوصف الحكومة، وأبرز بطاقتي المدنية وانتظر دوري للدخول على الطبيب، وعندها يكون الضغط قد ارتفع.. وينصحني الطبيب بزيادة كمية حبوب الضغط.
أما سعادة الزميل لشراء معجون يطيل صلاحية الأسنان فإننا نستعمل "السواك" الذي يأتينا مع الحجاج والمعتمرين من مكة، وهو أكثر أجراً من صناعة الغرب الكافر! كما انني لا أشارك الزميل سعادته في شراء حلوى خالية من السكر، فالمشكلة لديّ ان أم طلال متخصصة في صناعة الحلوى من النوع الممتاز، وبالتالي فالسكر في المنزل وليس في الصيدلية "صلوا على النبي.. لا تحسدونها".. كما ان الإصابة بالسكر مسألة وراثية، لا ينافسنا فيها الا زميلنا وليد النصف رئيس التحرير.
وتبقى مسألة في مقال الزميل سمير عطا الله، وهي حديثه عن النفط الأخضر الذي يسيّر السيارات.. الله يديم علينا الاسود، وما يغيره علينا، ويرفع سعر البرنت واخوانه.. وعليه، فإن سعادة الزميل سمير في اشيائه الخاصة هي مصدر شقاء لي.. واختلاف الأمزجة والسعادة لا يفسد للود قضية.
..والله من وراء القصد