&
واشنطن: اظهرت وثيقة نزعت عنها اخيرا وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) صفة السرية ان الرئيس العراقي صدام حسين كان يخطط سرا لاستخدام اسلحة بيولوجية في بداية حرب الخليج لكنه منع من ذلك بعد اسقاط طائرات استطلاع مشاركة في العملية.
ولم تكشف وثيقة "سي اي ايه" العائدة الى العام 1992 والتي نشرتها نهاية الاسبوع الماضي محفوظات الامن القومي وهي هيئة ابحاث، الاماكن المستهدفة او المادة البيولوجية التي كانت ستستخدم. لكن الباحثين في هذه الهيئة يعتبرون ان العملية كانت تستهدف على الارجح اسرائيل. واطلق العراق عشرات صواريخ سكود على اسرائيل خلال حرب الخليج (1991) في محاولة لجر الدولة العبرية الى النزاع وكسر الائتلاف الدولي الذي كان قائما بين دول غربية وعربية لاخراج القوات العراقية من الكويت. وجاء في الوثيقة ان الهجوم بالاسلحة البيولوجية الذي خطط له صدام حسين نهاية العام 1990 كان يشتمل على مهمة استطلاع تقوم بها ثلاث طائرات من طراز "ميغ-21" من صنع سوفياتي محملة باسلحة تقليدية. واوضحت وثيقة "سي اي ايه" "لو تمكنت هذه الطائرات من الافلات من الدفاعات الارضية والقاء القنابل كان يفترض ان تليها مهمة ثانية بعد ايام قليلة".
وكانت المرحلة الثانية من العملية تقضي بارسال ثلاث طائرات "ميغ-21" مزودة باسلحة تقليدية ومهمتها تحويل انتباه الدفاعات الارضية للدولة المستهدفة لتتمكن طائرة مطاردة من نوع "سوخوي-22" من رش سلاح بيولوجي. وكان يفترض ان تأخذ هذه الطائرة المسار ذاته لطائرات ميغ الثلاث لكن على ارتفاع 50 الى مئة متر فقط لتجنب ان ترصدها اجهزة الرادار على الارجح، على ما ذكرت الوثيقة الاميركية. لكن بعيد اقلاع طائرات ميغ الثلاث من قاعدة قرب مدينة الناصرية (جنوب) اسقطت كلها فوق الخليج حسب الوثيقة الاميركية موضحة ان الهجوم البيولوجي الغي تاليا.