كتب نصـر المجالي: في مؤتمره الصحافي الذي تحدث فيه عن نتائج قمة مجلس التعاون التعاون الثالثة والعشرين لدول الخليج العربية ذات الحضور المنقوص على مستوى القادة، فإن عميد السياسة والدبلوماسية
والاعلام القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير الخارجية حين اعطى مرئياته عن نتائج القمة افرد فقرة مطولة في الكلام مهاجما وسائل اعلامية سواء كانت مؤسسات او اشخاصا باسمائهم.
والوزير الذي يمسك بسلطة القرار سياسيا ودبلوماسيا واعلاميا في دولة قطر من خلال فضائية (الجزيرة) هاجم في مؤتمره الصحافي عددا من الصحف الالكترونية (اون لاين) التي تصدر في الخارج متهما ايها انها "توالي دورا مدسوسا في تقاريرها على دولة قطر ومواقفها".
ولاحظ مراقبون ان هجوم حمد بن جاسم بن جبر على تلك الصحافة والصحافيين قد طالها مقص الرقيب القطري "متناسيا ان المتحدث هو وزير الخارجية القيم على كل شيء". وافترضوا ان الوزير ذاته هو الذي امر بقص تلك الفقرات من المؤتمر الصحافي حيث لم تذع تفاصيله الكاملة على الملأ حتى على شاشات فضائية (الجزيرة) التي يدعمها ويسندها معنويا وماديا.
وحمد بن جاسم بن جبر آل ثاني يعتبر في عرف كثير من المراقبين انه الرجل الأول في القرار القطري خارجيا وداخليا وانه اعطى نفسه حق التحدث باسم تلك الدولة الخليجية الصغيرة على الرغم من وجود القيادة الشرعية الممثلة بالشيخ الأمير حمد بن خليفة آل ثاني صاحب الحركة التصحيحية الثانية في العام 1996 .
واحتجاج الوزير القطري في المؤتمر الصحافي الذي عقده في ختام مؤتمر قمة الدوحة الخليجية المنقوص الحضور على مستوى الزعماء كان يخص تقارير صحافية نشرت في وقت سابق قالت انه "حتى السلطان قابوس بن سعيد آل تيمور سلطان عمان لن يشارك في القمة الثالثة والعشرين في الدوحة".
وتناقلت وكالات لانباء العالمية وصحف خليجية ذلك النبا الذي كانت "إيلاف" اول من اشار اليه، ولكن السلطان قابوس كرئيس للقمة الخليجية الثانية والعشرين التي عقدت في مسقط قرر في اللحظة الأخيرة المشاركة في قمة الدوحة انقاذا منه لما يمكن انقاذه خليجيا وعربيا.
وكانت معلومات "إيلاف" المتوفرة من مصادرها الأكيدة قالت ان السلطان قرر ان يذهب الى الدوحة حفاظا منه على اهمية البعد الخليجي في الحال العربي وسط تطورات صعبة تعصف بالمنطقة.
وتناول حمد بن جاسم بن جبر في انتقاداته بعض الصحافيين الذين يراسلون شبكات وهيئات عالمية سواء وكالات الانباء او التلفزة الناطقة بالعربية لنتقلها خبر عدم مشاركة السلطان قابوس في القمة.
ويعلق مراقب اعلامي بالقول "لقد وصلنا الى الحالة التي يقوم بها وزراء الخارجية بمهمات الصحافيين والاعلاميين فيما يفرغ عمداء الدبلوماسية الى حرب اعلامية سجال، وهذا يذكرنا بلعبة الكراسي الموسيقية على المسرح".
يذكر للشيخ وزير خارجية قطر انه هاجم في اوقات سابقة صحافيين عربا وخصوصا من العاملين في الخارج باسمائهم المفتوحة مع اطلاق صفات عليهم، حيث قوبل الموقف في وقته باستنكار اعلامي شامل.
ويخلص المراقب الاعلامي في الكلام الى القول "أيهما وزير الخارجية وأيهما الصحافي في هذه المعركة التي يفجرها عميد السياسة والدبلوملسية والاعلام في قطر الذي يتهم جزافا الصحافيين وحتى زملاءه في العمل الدبلوماسي من العرب والقادة العرب بالسمسرة احيانا والهروب من اعطاء الحقائق احيانا اخرى؟".