لندن - ايلاف: بدأ الرئيس الايراني (الاصلاحي) محمد خاتمي اليوم زيارة رسمية لباكستان لها اهداف استراتيجية مهم على صعيد التطورات في المنطقة الشرق اوسطية، وهي الزيارة الاولى من نوعها لرئيس ايراني منذ اطاحة حكم الطالبان الاسلامي المتشدد عن افغانستان.
وتشير مصادر المعلومات الى ان محادثات خاتمي في اسلام اباد مع القيادة الباكستانية ورجلها القوي الجنرال برويز مشرف ستتناول الحال في منطقة الشرق الاوسط وخصوصا لجهة التجهيزات العسكرية الاميركية لتوجيه ضربة عسكرية ضد العراق في وقت قريب، حسب ما قالته تقارير استخبارية غربية.
وايران فضلا عن رغبتها في تعاون وثيق مع باكستان وهي الطريق الوحيد لانابيب غازها الى الهند وهي اكبر مستهلك آسيوي، فانها ترى في باكستان (السنية) معبرا استراتيجيا لبناء تحالف ضد دور تركيا (السنية) مستقبلا في شأن أي ترتيبات تتعلق بالاوضاع في المنطقة اذا ما شنت حرب ضد العراق لإطاحة الحكم فيه.
وخدمت ايران في موقف غير مفهوم، حسب مراقبين، الحملة الاميركية التي قادت الى اطاحت حركة (الطالبان) المتشددة التي حكمت افغانستان من 1995 الى سقوطها العام 2001 .
ويعتقد المراقبون ان ايران ستقوم في نفس المهمة من وراء ستار في الحملة الاميركية الراهنة لإسقاط حكم الرئيس العراقي صدام حسين، وهي بذلك تريد دعما من واجهة اسلامية كبيرة مثل باكستان مقابل الموقف التركي الذي يتحرك عبر استراتيجيات واضحة في الشأن العراقي.
ووضعت ايران ثقلها الديني والسياسي في الاسابيع الأخيرة في الحال العراقي، حتى انها بدت وكأنها تتشارك القرار في مصير العراق مع الولايات المتحدة، وخصوصا خلال مؤتمر المعارضة العراقية الذي عقد في لندن ونالت فيه الجماعة المؤيدة الى ايران وهي (المجلس الاسلامي الاعلى للثورة في العراق) غالب مواقع اتخاذ القرار في عراق ما بعد صدام حسين.
واذ ذاك، فإن محادثات خاتمي مع القيادة الباكستانية، قيل انها تتركز في الاساس على اقناع هذه القيادة على فتح المجال للشروع في بناء خط انابيب الغاز الواصل بين ايران والهند عبر باكستان التي تتوسط البلدين.
وكان هذا المشروع توقف بسبب التوتر الحدودي بين الهند وباكستان في شأن الازمة الكشميرية في السنتين الماضيتين، وهو يبلغ تكلفة حوالي اربعة مليارات دولار تتحمل نفقاتها ايران.
وزار الرئيس الايراني الهند في العام الماضي لبحث تفاصيل المشروع المحبط بسبب التوتر الحدودي، وهو هذه المرة يتحادث مع القيادة الباكستانية من اجل ابداء مرونة تخدم جميع الاطراف اقتصاديا وسياسيا.
وايران هي المنتج الكبير الثاني للغاز في العالم من بعد روسيا الاتحادية، وهي ترغب بعلاقات ودية بين جاريها الهندي والباكستاني حيث الهند من اكبر الاستهلاكية في العالم لمادة الغاز.