&
لندن ـ رائد الخمار: أفرجت وزارة الخارجية البريطانية عن "الوثائق الخاصة بعام 1972" والمراسلات بين السفارات في العالم العربي والخليج وكل من رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية ومن بينها "وثائق أساسية" عما جرى في الكويت ذلك العام، لكنها أبقت "وثائق خاصة" عن علاقات أفراد الأسرة والموقف الداخلي خصوصاً "بعض الأحداث المعينة" قيد الحظر ومنعت نشرها حتى سنة 2013.
ومن بين ما أفرج عنه محاضر لجنة الاستخبارات ووكالتي الاستخبارات الداخلية والخارجية والشؤون الاقتصادية المتعلقة بالاسترليني.. ووثائق الدائرة العربية (تضمنت ملف الكويت)، وفيه ايضاً ملفات عن الأحداث داخل العراق الذي كان قطع علاقاته الدبلوماسية مع بريطانيا التي لم توقف تسليحه حتى انها باعته صفقة مسدسات "ستن" استخدم بعضها في اغتيالات المعارضين.
وفي الوثائق حديث عن صدام حسين ودوره في تصفية عدد من السياسيين، واخراج بعضهم من الحكم على الرغم من انه كان الرجل الثاني في السلطة (...) بعد الرئيس أحمد حسن البكر.
ومن ضمن ما عثرت عليه "القبس" في الوثائق، محاولة اغتيال شخصية عراقية في الكويت، يشك في انه كانت لها علاقة مع محاولة انقلاب دُبرت في المنطقة الكردية لإعادة الملكية الى العراق، وكان طرفاها الأساسيان الزعيم الكردي مصطفى البرزاني والشريف حسين بن علي يعاونه اللواء عبدالرزاق النايف. وكان الثلاثة يرتبون لتشكيل حكومة عراقية في المنفى مقرها كردستان ويمولها الشاه!.
وتتناول الوثائق النفط ومداولات مجلس الأمة حوله والنقابات العمالية، وتشكيل حكومة 1972 من دون الشيخ جابر العلي الذي اختلف مع أحد أركان الأسرة.. على الرغم من ان الأخير عرضت عليه وزارة الدفاع!.
وفي الوثائق ايضاً حديث عن الوديعة الكويتية بالاسترليني وعن تأجيل التعويضات عليها (..) وحديث عن العلاقات الاقتصادية وحادثة "سكر" أحد النواب وما تعرض له في شوارع لندن.
وتتعرض الوثائق تفصيلاً لعلاقات الشاه مع دول الخليج ومن بينها الكويت، ولما جرى في اتحاد دولة الامارات الوليدة، ولموت ملك الاردن السابق الملك عبدالله، اضافة الى المعونات الكويتية الموقوفة الى الاردن (..) وزيارة الأمير فهد (الرجل القوي في السعودية) الى لندن وشكوك الملك فيصل في السياسة البريطانية والاميركية وفي اسرائيل وبعض العرب.
بدأت السنة كويتياً بوثيقة 6 يناير عن الموقف الداخلي وما جرى في العام السابق، وبمحاولات الاصلاح وبقانون العمل وبقانون الصحافة، واشارات إلى إمكانات تخلي الشيخ صباح السالم عن الحكم (..) وكيفية تصرف السفير البريطاني عندما خطط لزيارة الرئيس حافظ الأسد الى الكويت! واضراب عمال النفط والدخل من النفط بعد علاوات الأسعار وغيرها.
وكان يحكم بريطانيا عام 1972 حزب المحافظين بزعامة ادوارد هيث بينما كان وزير الخارجية سير ألك دوغلاس هيوم، والسيدة مارغريت تاتشر وزيرة التربية والعلوم التي شجعت العراق على ايفاد بعثات دراسية للدراسة في لندن، وكان بعضها على حساب الحكومة البريطانية (..) في حين كان وزير الدفاع لورد كارينغتون.
وفي الوثائق ملفات كاملة عن الارهاب وادخل ضمنها ملف "عملية ميونخ" ومنظمة "ايلول الاسود" وعملية مطار اللد ومحاولة اغتيال السفير الاردني في لندن زيد الرفاعي.
كما ضمت الوثائق معلومات وافية عن مصر في عهد السادات وبدايات اتجاهاته وعلاقاته مع السوفيت واتصالاته الخفية مع الاميركيين.. وفيها ايضاً حديث عن النفط والامدادات الى بريطانيا "بعدما رفعت دول الشرق الأوسط أسعار الخام".
ومن بين الوثائق التي "أعيد تحريرها" وأبقيت أجزاء كبيرة منها قيد الحظر وثيقة وافية عن "شخصية القذافي" لكن الخارجية أفرجت عن وثيقة الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.
وقدمت الخارجية رواية مفصلة عن "خطة حسين" للسلام في الشرق الأوسط ثم بدايات ظهور الاتجاه الاسلامي وبروز التيار المتطرف.. كما في الوثائق رواية عن محاولة الانقلاب في المغرب، ومحاولة اغتيال الملك الحسن الثاني، ووثائق عن مبيعات الأسلحة الى دول الشرق الأوسط.