بغداد- لمياء راضي: يستعد مسيحيو العراق للاحتفال بعيد الميلاد في اجواء من الكآبة في ظل التهديدات الاميركية بشن هجوم على العراق.&وكانت زينة الميلاد بسيطة ومحدودة في الفنادق والجادات الرئيسية في بغداد.
وقال سامي الذي يعرض في محله مجموعة محلية ومحدودة من اشجار الميلاد "لقد حددنا توقعاتنا للبيع بحسب تصريحات المسؤولين الاميركيين".&واضاف سامي الذي يقع متجره في جادة الكرادة في وسط بغداد "عندما اقتربت الاعياد دون حصول اي تطورات تأكدنا من ان الاميركيين سيرجئون هجومهم وبدانا بعرض البضائع".
ويشكل المسيحيون اقلية في العراق ويقدر عددهم بـ750 الف نسمة من اصل 22 مليونا معظمهم من الشيعة والسنة.
ومنذ يومين تعرض في جادتي الكرادة والسعدون في بغداد اشجار الميلاد التي يتهافت عشرات من سكان بغداد مع ابنائهم على شرائها.&كما تعرض في واجهات المحلات مجموعة من اشجار الميلاد الاصطناعية المزينة ببساطة. وقد تصل اسعار زينة الميلاد المستوردة من الصين او فرنسا او لبنان&120 دولارا في حين يقدر معدل الرواتب المتوسط للفرد نحو 20 دولارا شهريا.
وتضع سيلفا، التي تعتمر قلنسوة حمراء وبيضاء لبابا نويل، اللمسات الاخيرة على سلال الشوكولا التي تبيعها لمناسبة الاعياد في محلها لبيع الزهور في بغداد.
وبعد ان استنتجت ان الهجوم الاميركي على العراق ليس وشيكا، توجهت الاسبوع الماضي الى بيروت للتبضع حيث اشترت شوكولا من صنع بلجيكي وزجاجات صغيرة من الكحول وقلنسوات.&واكدت سيلفا ان "الزبائن انتزعوا خلال 48 ساعة القلنسوات ال36 التي اشتريتها من لبنان وينتظرون بفارغ الصبر الحلويات المصنوعة في هذا البلد".
ومضت تقول "هذا العام كان الطلب على السلع الفاخرة اكبر من السنوات الماضية. لقد اعتاد الناس على التهديدات بشن حرب ويريدون الافادة من كل ما تقدمه الحياة طالما ان الفرصة متاحة". واوضحت "لو لم يبق لهم سوى دقيقة واحدة للعيش فانهم يفضلون ان تعمها السعادة".
وفي فندق الرشيد اهم فنادق بغداد حجزت قاعات الحفلات لامسيات خاصة بمناسبة اعياد الميلاد ورأس السنة.
وفي نادي الصيد في حي المنصور بوسط بغداد حدد سعر بطاقة الدخول للاحتفال بعيد رأس السنة ب100 الف دينار (نحو 50 دولارا) للفرد وتشمل العشاء على وقع آخر الاغاني الغربية ووصلات لاشهر المطربين العراقيين.&وفي كنيسة بغداد الانجيلية تجري التجارب لجوقة الاطفال التي ستغني خلال قداس الميلاد.
والمسؤولة عن هذه التجارب عريفة 26 عاما المتخرجة من كلية الاداب في بغداد تبحث عن عمل منذ ان انهت تحصيلها الجامعي. وبالرغم من العقوبات الدولية المفروضة على البلاد منذ غزو القوات العراقية للكويت في 1990 والتلويح بالحرب، تعتبر ان من واجبها الاحتفال بعيد الميلاد باجواء من البهجة والفرح.&وقالت "لم يقل لنا الله بان نشعر بالاحباط بل ان نقاوم معنويا وجسديا وانه سيكون عونا لنا طالما نحتفظ بالايمان".
وقالت زينا فيليب (18 عاما) الطالبة في العلوم وهي صديقة لعريفة "نصلي كل عام من اجل رفع العقوبات وايجاد فرص عمل (...) وهذه السنة ساتضرع الى الله ليبعد شبح الموت والدمار".