‏لندن - ايلاف: كعادة دمشق فانها في اي ازمة تذهب الى تحالفات جديدة، واقرب التحالفات اليها هي طهران وليس انقرة وهي الجارة الشمالية ذات البعد المؤثر سواء بسواء من مثل طهران وخصوصا في حال التطورات العراقية.
وفي التفاصيل فقد وصل رئيس الوزراء السوري محمد ميرو اليها من بعد اكثر من عقدين من الزمان لتجسيير هوة علاقاتهما والزيارة تمتد الى ربعة ايام يبحث خلالها مع المسؤولين الايرانيين العلاقات الثنائية وتطورات الوضع الاقليمي وملفي العراق والوضع في الاراضي الفلسطينية.‏
وقالت وكالة الانباء الايرانية ان ميرو الذي يرافقه وفد سياسي واقتصادي رفيع ‏سيناقش مع المسؤولين الايرانيين الازمة العراقية والوضع في الاراضي الفلسطينية ‏كما انه سيبحث مع نائب الرئيس الايراني محمد عارف العلاقات الاقتصادية ضمن لجنة ‏التعاون الاقتصادي المشتركة.‏
واضافت الوكالة ان ميرو سيناقش مع عارف كيفية تنفيذ المشاريع الاقتصادية ‏المشتركة وتجاوز العقبات التي تحول دون تنفيذ هذه المشاريع.
ويرافق ميرو وفد يضم وزراء الصحة والتعليم والصناعة والتجارة ومسؤول مديرية ‏التخطيط اضافة الى معاون رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية.‏‏ ومن المقرر ان يفتتح ميرو خلال زيارتة ملتقى " اليوم الايراني السوري" الذي ‏يقيمه مركز تنمية الصادرات الايراني ويشارك فيه رجال اعمال من سوريا وايران.‏
وهذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها ميرو الى ايران بعد الزيارة التي قام ‏بها عام 2000 .
ووقفت سورية في الحرب العراقية الايرانية في الثمانينيات مؤيدة لطهران ضد بغداد، ولكنها، حسب مراقبين الآن، تحاول "وضع العصا خدمة لاهافها ايرانيا وعراقيا".
ودأبت سورية على القول انها ضد اي عمل عسكري ضد العراق، وهذا ما اكده الرئيس بشار الاسد في كلامه امام الصحافة حين زار لندن قبل اسبوع.
ولكن مصادر عديدة تشكك في قدرة الرئيس بشار على الالتزام بموقف يعلنه اعلاميا، حيث هو في الاساس يعاني ضغوطات من ما يمكن تسميته بـ"(الحرس القديم" الذي خدم والده الراحل منذ مطلع السبعينيات الفائتة.
والرئيس الاسد الى اللحظة كان رافضا الى اي حرب اميركية تسقط الحكم العراقي لكنه لم يقدم البديل لمحاوريه الغربيين، وهم تأكدوا ان لا حل حلول قريبة ممكن ان يقدمها سوى انه مقتنع بأن الحرب ضد حكم الرئيس العراقي باتت وشيكة.
واغرت مصادر غربية حكم بشار الاسد بانه سيظل الحزب الوحيد (البعث) الذي يمثل الحالة العربية القومية، ومن هنا فإن عديدا من المصادر تتوقع تحالفالاسوريا ان لم يكن عسكريا"بل معنويا" في الحرب الآتية لإسقاط حكم البعث في العراق بقيادة صدام حسين.
وهذا الوضع ان تم فمعناه اعطاء حزب البعث القائد في سورية "بطاقة الدخول من دون مزايدات من اي فصيل آخر او اي حكم شرعي آخر في اي حل شرق اوسطي".
واذ ذاك، فإن سورية تتحرك الآن على مستوى دول الجوار المهمة ولعل ابرزها طهران الحليف الاستراتيجي السابق ضد بغداد في حربي الخليج الاولى والثانية معا.