القاهرة- ميشال سايان:&يؤكد محللون عرب ان المحادثات الفلسطينية المقرر استئنافها قريبا في القاهرة تحت رعاية مصرية ستتناول على الارجح اقتراحا باعلان وقف للعمليات الانتحارية مقابل استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية.
ويقول سلامة احمد سلامة، احد ابرز المحللين في صحيفة 'الاهرام' الحكومية ان "مصر ستقوم بالتنسيق بين الفصائل الفلسطينية للدفع باتجاه التوصل الى اتفاق، او وقف لما يسمى بالعمليات الانتحارية".
ويضيف "لكن ذلك مترافق مع خريطة الطريق" التي اعدتها اللجنة الرباعية الدولية كخطة مرحلية لاقامة دولة فلسطينية في 2005 لكن الولايات المتحدة تعطل اعلانها وتبنيها رسميا بناء على طلب اسرائيل.
ويقول سلامة "اذا كانت هناك نية صادقة للمضي قدما بانجاز خريطة الطريق، عندها يمكن اعلان وقف (العمليات)"، مؤكدا انه لا يملك معلومات ما اذا كانت هذه الفكرة حظيت بموافقة بعض الفصائل الفلسطينية.
ويقول سعيد كمال، الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشؤون الفلسطينية، ان اعلان وقف اطلاق النار من الجانب الفلسطيني سيوفر دعما لمبادرة السلام العربية التي اقرتها قمة اذار/مارس في بيروت، والتي تقوم على مبدأ "الارض مقابل السلام".
ويضيف في تصريح ان "الجهود العربية والفلسطينية تهدف الى دفع الفصائل الفلسطينية الى وقف اطلاق النار، سواء الاعضاء او غير الاعضاء في منظمة التحرير الفلسطينية، بهدف دعم مبادرة السلام العربية، رغم معارضة اسرائيل لهذه المبادرة".
ومن المقرر ان تستانف حركة فتح بزعامة ياسر عرفات وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) نهاية الاسبوع في القاهرة وبرعاية رئيس الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان حوارا بدأتاه مطلع تشرين الثاني/نوفمبر في العاصمة المصرية.
ويمثل حماس الى المحادثات رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل المقيم في دمشق، في حين يرأس وفد فتح محمود عباس (ابو مازن) الرجل الثاني في منظمة التحرير، والذي اعلن مرارا تاييده لوقف العمليات.&وانتهت الجولة الاولى من الحوار دون التوصل الى اتفاق.
وترغب فتح في وقف العمليات التي تستهدف اسرائيليين املا في ان يؤدي ذلك الى انسحاب الجيش الاسرائيلي من المدن الفلسطينية والاراضي التي اعاد احتلالها والمشمولة بالحكم الذاتي.
لكن "كتائب شهداء الاقصى" وهي مجموعة مسلحة مقربة من فتح تواصل عملياتها وقد اعلنت في 15 ايلول/سبتمبر عزمها على تنفيذ مزيد من العمليات الانتحارية.&واكدت حماس التي نفذت معظم العمليات الانتحارية في اسرائيل منذ 1994 رفضها اعلان وقف العمليات.
ومن المتوقع ان تنضم الجبهتان الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين الى الحوار، وكذلك حركة الجهاد الاسلامي الراديكالية، كما يقول سلامة. وقد وصل نايف حواتمة الامين العام للجبهة الديموقراطية الى القاهرة التي زارها وفد من الجبهة الشعبية الاسبوع الماضي.
وتعارض مصر التي ترعى المحادثات بدعم من الاتحاد الاوروبي، العمليات التي تستهدف مدنيين. وقد اقترحت مصر على الجهاد الاسلامي اعلان هدنة لكن طلبها قوبل بالرفض، كما اكد مسؤول في الحركة منتصف كانون الاول/ديسمبر.
اما خريطة الطريق، وهي اخر مشروع لايجاد حل للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي اعدته اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم التحدة، فهي متعثرة بعد ان رفضت واشنطن اعلانها وتبنيها رسميا بناء على طلب اسرائيل قبل الانتخابات التشريعية الاسرائيلية في 28 كانون الثاني/يناير. وشجب عرفات الاثنين تاجيل اعلان خريطة الطريق واكد ان السلطة تلقت مسودة منها تتضمن تعديلات وانها تقوم بدراستها.