الرياض- ايلاف: أعلن وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل أن بلاده" لن تشارك في عمل عسكري ضد العراق حتى لو صدر قرار من مجلس الامن ".&وقال الامير سعود الفيصل الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي عقده اليوم الثلاثاء في مبنى وزارة الخارجية بالرياض"لو صدر قرار من الامم المتحدة بفرض قراراتها على العراق بناء على المادة السادسة فان ذلك بتطلب أن تتعاون كل الدول ولكن ذلك لا يشترط المشاركة في العمل العسكري".
وردا على سؤال حول ما إذا كانت السعودية ستوافق على استخدام أجوائها في حال ‏‏نشوب الحرب على العراق قال الفيصل "أن المساعي السعودية تتركز ‏حاليا على تجنيب العراق أية ضربة عسكرية لانه بلد مهم ومحوري في العالم العربي ‏‏ونعمل على حل الازمة بالطرق السلمية في إطار الامم المتحدة" .‏ ‏
وأكد وزير الخارجية السعودي أن وجود طائرات أمريكية وبريطانية وفرنسية في قاعدة الامير ‏سلطان الجوية السعودية ( في الخرج على بعد حوالي 70 كلم جنوب الرياض) بموافقة الامم المتحدة للمراقبة الجوية على جنوب العراق لا ‏ ‏يعني أن السعودية ستساهم في الحرب على العراق أو تسمح بمهاجمته انطلاقا من هذه ‏ ‏القاعدة". ‏
وكشف وزير الخارجية السعودي ‏النقاب عن وجود اتصالات ومشاورات عربية عالية المستوى بعضها معلن ‏والآخر غير معلن تجري حاليا مع القيادة العراقية للخروج من الازمة الراهنة" مشيرا ‏إلى أن الدول الخليجية" معنية بتجنيب العراق الحرب وتفضل حل الازمة سلميا". ‏ ‏
وقال الفيصل " نحن نستطيع أن نساهم في تجنيب العراق الحرب ولكن ذلك ‏ ‏يتطلب من العراق التعاون الكامل مع المفتشين الدوليين".‏ ‏
من جانب آخر وحول مبادرة الشراكة التي اقترحها وزير الخارجية الامريكي ‏ ‏كولن باول المتعلقة بتغيير الانظمة الاقتصادية والسياسية والتعليمية في الشرق ‏ ‏الاوسط أكد الامير سعود الفيصل حاجة دول المنطقة إلى الدعم الاقتصادي الخارجي وهو ‏ ‏الذي يقودها إلى الاستقرار السياسي والامني ويساعدها في التغلب على المصاعب‏ ‏الاقتصادية التي تواجهها.‏ ‏
وأشار في هذا الصدد إلى أن غالبية المساعدات الاقتصادية الامريكية للشرق ‏ ‏الاوسط تذهب إلى إسرائيل بينما يحصل العرب على القليل منها وأن ما تقدمه الدول‏ ‏الاوروبية لدول المنطقة دون المستوى المطلوب. ‏ ‏
وردا على سؤال حول حقيقة موقف الادارة الامريكية من الاتهامات التي تروج لها ‏ ‏بعض الاجهزة الامريكية ضد السعودية قال الامير سعود الفيصل أن الموقف الامريكي‏ ‏الرسمي من السعودية إيجابي ولن تتأثر العلاقات بين البلدين بسبب تحليلات صحفية ‏‏سالبة مؤكدا في هذا الصدد أن السعودية ماضية في خططها الاصلاحية ولن تتأثر ‏‏بالاكاذيب التي تعلو بها أصوات بعض أعضاء الكونغرس الامريكي. ‏ ‏
وفي ما يتعلق بتأجيل الخطة الامريكية (خريطة الطريق) لحل النزاع الاسرائيلي ‏ ‏الفلسطيني إلى ما بعد انتهاء الانتخابات الاسرائيلية أعرب وزير الخارجية السعودي‏ ‏عن اسفه لهذا التأجيل الذي لم يستند إلى أسباب جوهرية مؤكدا أهمية دراسة هذه ‏الخطة من قبل اللجنة الرباعية والجامعة العربية للتأكد من أنها تؤدي إلى قيام ‏دولة فلسطينية وفقا لما تضمنته المبادرة العربية. ‏
وردا على سؤال حول موقف السعودية من المبادرة الامريكية للشراكة مع الدول في الشرق الاوسط قال وزير الخارجية السعودي "إن بعض ما جاء في المبادرة مثل التعاون الاقتصادى مهم جدا لان المشاكل التي تواجه الدول العربية في المنطقة ليست كلها سياسية وأمنية فقط ولكن هناك مشاكل اقتصادية اكبر من قدرات تلك الدول وأنها بالتالي تحتاج الى دعم خارجي للتغلب على تلك المصاعب الاقتصادية".&وأضاف أن معظم المساعدات الامريكية لدول الشرق الاوسط موجهه حاليا لاسرائيل مشيرا الى أن الدول العربية لا تكاد تحصل على شيء من هذه المساعدات".&
وقال أن المساعدات الاوروبية وان كانت اكبر حجما من الامريكية الى الدول العربية إلا أنها لا ترقى الى المستوى الذي تتطلبه الاوضاع الاقتصادية في العالم العربي.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك جهود وساطة خليجية أو عربية لازالة الفتور في العلاقات بين السعودية وقطر نفى الامير سعود الفيصل"وجود أي جهود من هذا النوع".
وأكد أن السعودية حريصة لان تكون علاقاتها مع كل دول المجلس الخليجي على أعلى مستوياتها وليس على أدنى مستوى إلا انه استدرك قائلا إن ذلك "لن يتم إلا برغبة الطرفين". وقال أن الرؤى واضحه بين البلدين لكيفية إصلاح تلك العلاقة مؤكدا أن ذلك لن يغير شيء بالنسبة لتعاون السعودية مع بقية دول المجلس معربا عن أمله في أن تزول أي شوائب في اقرب وقت ممكن .&
وردا على سؤال حول تأثير مثل هذه الخلافات على علاقات دول المجلس قال الوزير السعودي الذي ترأس وفد المملكة الى قمة الدوحة إن نجاح المجلس يقاس بما يقدم للمواطن الخليجي من زيادة في الترابط والتكامل في مختلف المجالات وليس بالعلاقات الثنائية بين الحكومات فقط .
&وحول سير مفاوضات السعودية مع الشركات العالمية لتطوير مشاريع الغاز أوضح ‏الامير سعود الفيصل" أن السعودية قدمت مقترحا لهذه الشركات وتنتظر حاليا إجابتهم ‏‏عليه وان هناك ردودا إيجابية تتعلق بمشاريع الغاز في المحور الثالث بينما تبقت‏ ‏نقطة واحدة لا زالت عالقة وهي في طريقها للحل في القريب العاجل".‏ ‏
وأكد الامير سعود الفيصل في هذا الصدد "وجود مؤشرات إيجابية مع شركات الغاز في المشروع الاول ‏‏ويتوقع أن تظهر النتائج النهائية حوله خلال الشهرين القادمين" مشيرا " أن‏ ‏الحكومة السعودية ماضية في تنفيذ المشاريع المطروحة مع الشركات العالمية في ‏‏المحورين الاول و الثالث" .
وكانت المفاوضات حول مشاريع الغاز السعودية والتي تتجاوز الاستثمارات فيها حوالي 25 مليار دولار الموقعة في حزيران/يونيو/ 2001 تتعثر حتى الان على مسألتي المردودية ومستوى احتياطي الغاز.
وتطلب الشركات النفطية من السعودية منحها مساحات كافية لضمان كميات الغاز الضرورية لهذا المشروع المتكامل، والذي تقدر حاجاته بـ283 مليون متر مكعب من الغاز.
ويتناول المشروع رقم 3 (سي في 3) استغلال الغاز في قطاع مساحته 90 الف كلم مربع وانجاز دراسة لتطوير حقل الغاز في كيدان واقامة منشآت لمعالجة الغاز ونقله من حقول شيبه واقامة محطة كهربائية ومصنع لتحلية المياه على الخليج.
وتمثل المشاريع الثلاثة التي أطلق عليها اسم المبادرة السعودية حول الغاز أول انفتاح لقطاع الطاقة السعودي منذ تاميمه عام 1981غير أن هذه المشاريع تقتصر على قطاع الغاز، إذ يبقى الانتاج النفطي حكرا على الشركة الرسمية العملاقة ارامكو.