بغداد- فاروق شكري: احتفل العراق اليوم الثلاثاء باسقاط قوات الدفاع الجوي العراقية طائرة استطلاع اميركية من دون طيار وهي العملية التي قدمت على انها تحذير للقوات الاميركية والبريطانية من المخاطر التي ستتعرض لها في حال وقوع الحرب.
وقال الامين العام لمؤتمر القوى الشعبية العربية سعد قاسم حمودي في تصريح اليوم الثلاثاء ان اسقاط الطائرة "بمثابة رسالة لمن يعنيه الامر بان العدوان على العراق ليس نزهة كما يتوهم البعض". وحذر من ان "ثمن العدوان على العراق سيكون باهظا جدا اذا ما حاول الاميركيون والبريطانيون ارتكاب حماقة جديدة".
وتهدد واشنطن ولندن بشن عملية عسكرية على العراق لارغام نظام الرئيس العراقي صدام حسين على التخلص من اسلحة الدمار الشامل المتهم بامتلاكها. ويؤكد العراق خلوه من هذه الاسلحة منذ عدة سنوات.
واشادت وسائل الاعلام الرسمية العراقية مطولا باسقاط الطائرة التي عرض التلفزيون الرسمي العراقي مشاهد لحطامها. وجاء في بيان نشر الاثنين ان الدفاعات الجوية والمقاتلات العراقية شاركت في هذه العملية.
وكتبت صحيفة الثورة الناطقة بلسان حزب البعث الحاكم في صدر صفحاتها "دفاعتنا البطلة وصقورنا النشامى يسقطون طائرة تجسس اميركية". واشادت صحف "العراق" و"القادسية" و"الجمهورية" ب "رجال الدفاع الجوي الغيارى" و"رجال القائد المجاهد صدام حسين" و"صقور الجو".
وتفرض القوات الاميركية والبريطانية منطقتي حظر جوي في شمال العراق وجنوبه. ولا تعترف بغداد بالمنطقتين اللتين لم يصدر اي قرار دولي بشأنهما. وتطلق الدفاعات الجوية بانتظام النار باتجاه الطائرات الاميركية والبريطانية التي تراقب هاتين المنطقتين.
وقد اسقطت طائرة "بريديتر" الاميركية في منطقة الحظر الجوي في الجنوب الواقعة جنوب خط العرض 33. وكانت الطائرة آتية من الكويت حيث يوجد قواعد للقوات الاميركية.
ورأى حمودي ان اسقاط الطائرة الاميركية "يبرز قدرة العراقيين على التعامل مع اعلى درجات التكنولوجيا بكفاءة". واعتبر المحلل السياسي العراقي عبد الوهاب القصاب ان اسقاط الطائرة "انجاز كبير للدفاع الجوي العراقي".
لكنها ليست المرة التي يسقط فيها العراقيون طائرة اميركية من هذا النوع. فقد سبق للاميركيين ان اقروا بفقدان ثلاث طائرات اخرى من طراز "بريديتر" فوق العراق وقد خفف رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الجنرال ريتشارد مايرز من اهمية هذا الحدث. قال الجنرال مايرز الاثنين "حالفهم الحظ اليوم فاسقطوا طائرة بريديتر. لكن لا ارى في ذلك تصعيدا. هذا امر يحالون القيام به دائما منذ سنوات".
لكن مدلول هذه العملية يبقى قويا في الوقت الذي ترسل فيه الولايات المتحدة تعزيزات ضخمة استعدادا لهجوم محتمل في العراق. وقد تم حتى الان نشر نحو 65 الف جندي اميركي في منطقة الخليج ومحيطها وينتظر وصول 50 الفا اخرين في كانون الثاني/يناير. ويعد البريطانيون لانتشار كبير ايضا. ومنذ بداية الازمة الحالية تحذر بغداد من ان اجتياحا بريا لاراضيها سيؤدي الى خسائر جسيمة في صفوف القوات الحليفة.