&
تونس "إيلاف" من حكمت الحاج: تم بتونس توقيع اتفاقية تعاون بين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" ومؤسسة المنصور الثقافية للحوار بين الحضارات.
وتولى التوقيع على هذه الاتفاقية كل من السيدين المنجي بوسنينة مدير عام الألكسو وعبد الملك منصور رئيس مؤسسة المنصور الثقافية للحوار بين الحضارات. وتهدف هذه الاتفاقية الى إقامة علاقات تعاون ثقافي وفكري وتبادل الخبرات والبحوث والدراسات التي تتعلق بميادين الثقافة والفكر وكل ما يتعلق بها من مطبوعات ووثائق ومعلومات وإقامة أنشطة مشتركة في المجالين الثقافي والفكري من اجل تعميق وتطوير حوار الحضارات والثقافات والأديان إضافة الى التعريف بالحضارة العربية والإسلامية بما يدعم الحوار بين الثقافة العربية والإسلامية والثقافات الأخرى.
وابرز مدير عام الألكسو في كلمته اثناء حفل التوقيع ان هذه الاتفاقية تمكن من مد جسور التعاون بين الالكسو ومؤسسة المنصور الناشئة من اجل تعزيز العمل العربي المشترك في مجال حوار الحضارات والثقافات إيمانا من الطرفين بان الثقافة العربية الإسلامية كانت دوما وستبقى ثقافة الحوار مع الثقافات الاخرى وهي ثقافة زاخرة بقيم التسامح ومبادئ التضامن والتعاون بما يجعلها قادرة في ظل التحولات الدولية والتحديات المستجدة ان تلعب دورا إيجابيا في تعميق مبادئ الحوار بين الأمم والشعوب وتحقيق معاني التفاهم والسلام الدوليين.
وأضاف في هذا السياق ان الثقافة العربية الإسلامية مدعوة بفعل التحولات العميقة والسريعة التي يشهدها العالم الى ان يكون لها حضور فاعل في حركة إعادة تشكيل العلاقات بين الفضاءات الجغرافية والمجموعات البشرية ومن جهته أشاد السيد عبد الملك منصور رئيس مؤسسة المنصور للحوار بين الحضارات بالدور الذي اضطلعت به منظمة الالكسو في التعريف بالحضارة والثقافة العربية المتفتحة والقادرة على التحاور مع الثقافات الأخرى معربا عن أمله في ان تساهم مؤسسة المنصور في دعم وتفعيل العمل الثقافي والفكري العربي ونشره.
هذا ومن جهة أخرى، فقد افتتحت بتونس أشغال الدورة السادسة والسبعين للمجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( الألكسو ) بإشراف الدكتور المنجي بوسنينة المدير العام للمنظمة وبحضور الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز الشدي رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة وأعضاء المجلس وممثلين عن منظمات وهيئات عربية وإسلامية ودولية. وتتركز أشغال هذه الدورة التي تتواصل الى غاية 25 ديسمبر الجاري على جملة من المواضيع تهم التخطيط لعمل منظمة الالكسو في المرحلة القادمة على ضوء مناقشة المجلس لمشروع الميزانية والبرنامج لسنتي 2003 /2004 والخطة المستقبلية لعمل المنظمة لفترة 2005 /2010 ومشروعي التعليم عن بعد وتطوير التعليم العالي في الوطن العربي. وينظر المجلس أيضا في مشروع رؤية ثقافية متكاملة للمنظمة لمواجهة تحديات ما بعد 11 من سبتمبر 2001 الى جانب مناقشة إنشاء لجنة عربية لأخلاقيات المعارف العلمية والتكنولوجيا. ويتناول جانب آخر من أعمال هذه الدورة متابعة مشاريع المنظمة وأنشطتها المالية وسير المراكز والأجهزة الخارجية التابعة لها الى جانب متابعة سير العمل في عدد من المشروعات الكبرى للمنظمة مثل " موسوعة أعلام العلماء العرب والمسلمين" و "الكتاب المرجع في تاريخ الأمة العربية " و كتاب " جغرافية وطن عربي بدون حدود ". ويذكر ان الدورة السادسة والسبعين للمجلس التنفيذي للالكسو هي آخر اجتماع للمجلس في الدورة الحالية 2001 /2002 وتسبق مباشرة عقد الدورة 16 للمؤتمر العام للمنظمة من 28 الى 30 ديسمبر 2002 / وهو أعلى هيئة تشريعية للمنظمة. وألقى الدكتور المنجي بوسنينة كلمة بين خلالها ان هذه الدورة يمكن اعتبارها دورة الحصاد الأولى حيث تقدم جهد سنتين من العمل المتواصل من اجل تنفيذ البرامج كما ونوعا والسعي لتأسيس موقع متميز للمنظمة إيمانا من الساهرين عليها بان هذه المنظمة ينبغي ان تكون ضميرا للامة وحاضنة لتطلعات نخبها تجمع أبناء الأمة من المحيط الى الخليج حول ثقافة ذات عطاء وسخاء ولغة هي عروتهم الوثقى. ولاحظ المدير العام ان وطننا العربي يشهد ظروفا حرجة وقد عملت منظمة الالكسو على مواجهة العديد من الملابسات وسوء الفهم لهويتنا وثقافتنا وديننا مما استوجب إقامة استراتيجيات نافذة لحوارات طويلة المدى مع الفضاءات الثقافية الحضارية الأخرى من اجل تأسيس أرضية مشتركة لمعرفة متبادلة وصولا الى وضع أسس للتعايش فكان الحوار العربي / الأوروبي الذي عقدته المنظمة بباريس والذي تعزز بحوار مع فضاء ثقافي حضاري آخر هو الفضاء الايبار أمريكي اللاتيني كما يجري الإعداد لحوارات أخري في الأشهر القادمة مع إفريقيا وروسيا والصين واليابان. وأكد من جهة أخرى ان المنظمة أصبحت تتمتع بحضور فاعل في وسائل الإعلام من الانترنت الى الصحافة فضلا عن تعصير أجهزتها وأدواتها الإعلامية وإنجاز محطة الاتصالات بين المنظمة ومختلف اللجان الوطنية عبر القمر الصناعي العربي بنظام " فيزيت" بما سيساعد على اختصار المسافات والاقتصاد في النفقات. ولدى تعرضه للحديث عن المشاريع المستقبلية للمنظمة أشار الدكتور المنجي بوسنينة الى ان مشروع الخطة الاستراتيجية المستقبلية للمنظمة ( 2005 / 2010 )المعروضة على أنظار المشاركين في هذه الدورة في صيغتها قبل النهائية تنطلق مما يسود العالم من تغيرات وما يواجه العالم العربي من تحديات تنموية وعلمية لتقترح التركيز على جملة من الأولويات منها ضرورة تقليص نسبة الأمية ونشر التعليم الأساسي وتطوير منظومة البحث العلمي ونشر الثقافة العربية ودعم الحوار بينها وبين الثقافات الأخرى. وبخصوص القضية الفلسطينية وتطبيقا لتوصيات الدورة السابقة للمجلس بوضع المشروعات الفلسطينية في أولويات عمل المنظمة قال المدير العام انه تم إنشاء وحدة فلسطين في صلب المنظمة تتولى متابعة كل القرارات والتوصيات والمشروعات والبرامج ذات الصلة بفلسطين والقضية الفلسطينية. من جهته ذكر الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز الشدي ان هذه الدورة تعقد في ظل ظروف دولية وإقليمية بالغة الخطورة لها آثارها الواضحة على امتنا العربية والإسلامية مضيفا ان منظمة الالكسو مدعوة اكثر من أي وقت مضى لبذل الجهد وبناء جسور التنسيق فيما بين الدول العربية والمساهمة الفاعلة في دعم التعاون والحوار بين النخب الفكرية العربية والأجنبية. وبين ان جدول أعمال هذه الدورة وما يتضمنه من مناقشة مشروع الخطة المستقبلية للمنظمة في السنوات الست القادمة تعد فرصة مواتية لتحديد الأهداف وترتيب الأولويات من اجل مواجهة التحديات الكبرى للامة العربية داعيا الى مزيد العناية بالتربية والثقافة والعلوم لبناء الإنسان العربي المؤمن بأمته والقادر على الإسهام في الحضارة الإنسانية.