باريس: رفع البابا يوحنا بولس الثاني صلواته في قداس الميلاد منتصف الليل في الفاتيكان مع مؤمنين من العالم اجمع لكي يبذل "المسؤولون عن الدول والمنظمات الدولية" كل ما بوسعهم من اجل السلام "لا سيما في ارض الشرق الاوسط المعذبة". وتلا الكاهن الشاب ربيع ابي عبد الله هذه الصلاة بالعربية خلال قداس منتصف الليل الذي احياه الحبر الاعظم في كنيسة القديس بطرس في روما مع 30 كاردينالا بحضور الاف المؤمنين.
وفي بيت لحم وجه بطريرك اللاتين في القدس ميشال صباح دعوة الى التسامح بما في ذلك ازاء اليهود، داعيا اسرائيل الى انهاء احتلال الاراضي الفلسطينية في مناسبة قداس منتصف الليل امام الاف المؤمنين الذين تجمعوا في بيت لحم بمناسبة عيد الميلاد.
وفي الولايات المتحدة وجه الرئيس الاميركي جورج بوش شكره الى القوات الاميركية المنتشرة في نقاط ساخنة من العالم في مناسبة عيد الميلاد. وامضى بوش حوالى ساعة على الهاتف متحدثا الى تسعة عناصر من القوات الاميركية يواجهون "اوضاعا صعبة" في البوسنة وافغانستان وكوريا وعلى متن سفن حربية وفي الاسكا كما اعلن الناطق الاميركي سكوت ستانزل.
وعشية الميلاد، كان بحارة حاملة الطائرات الاميركية "كونستيلايشن" يستعدون لحرب محتملة ضد العراق لكنهم حاولوا ايضا احياء اجواء العيد حيث قام احدهم بالتنكر بزي بابا نويل وقام بجولة على متن السفينة للترفيه عن الجنود.
وفي العراق، كانت مارغريت ايشو تصلي هذه السنة لتجنيب العراق ضربة جديدة خلال قداس منتصف الليل في كنيسة الكلدان في وسط بغداد. والطائفة الكلدانية تعتبر اكبر طائفة مسيحية في العراق الذي يعد 750 الف مسيحي من اصل 22 مليون شخص غالبيتهم من المسلمين.
وفي اوروبا، حيث عززت الاجراءات الامنية منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر دعت السلطات الى التيقظ لكن بدون بث الذعر لدى السكان.
وفي فرنسا، طغى وجود الشرطة عشية العيد خشية وقوع اعتداءات ارهابية وهو ما كان وراء تعزيز الاجراءات الامنية في كافة العواصم الكبرى.
وفي بريطانيا طلب جهاز مكافحة الارهاب "سكوتلانديارد" من البريطانيين الابلاغ عن اي نشاط مشبوه خلال فترة الاعياد مشيرا الى الخطر الذي يشكله "الارهاب من شمال ايرلندا" بدون الاشارة بوضوح الى المجموعات الاسلامية.
وفي اسبانيا، دعا الملك الاسباني خوان كارلوس الى الوحدة "لانهاء الكارثة" التي خلفها تسرب النفط من الناقلة "بريستيج".
وفي اميركا اللاتينية، استقبل عيد الميلاد وسط آمال بانتعاش اقتصادي بسبب الازمة التي تشهدها المنطقة حيث يطالب الشعب بتغيير فيما يدعو القادة الى التحلي بالصبر.
وفي فنزويلا التي تشهد ازمة سياسية واقتصادية في اليوم الثالث والعشرين لاضراب عام يهدف الى الاطاحة بالرئيس هوغو شافيز، اقترح نائب الرئيس خوسيه فنسنت رانغل "هدنة في عيد الميلاد" لكن المعارضة رفضتها ودعت الفنزويليين للنزول الى الشوارع.
وفي الارجنتين اعلن الرئيس ادواردو دوهالدي في رسالة متلفزة الى مواطنيه (53% منهم دون عتبة الفقر) ان البلاد "خرجت من الفوضى وانه تم تجاوز المرحلة الاسوأ من الازمة".
وفي افريقيا، وتحديدا في ابيدجان الخاضعة لحظر تجول منذ ثلاثة اشهر اثر اندلاع الازمة السياسية-العسكرية في ساحل العاج جرى "قداس منتصف الليل" بعد الظهر. وكتبت صحيفة محلية متهكمة "هذه السنة ولد السيد المسيح في الساعة 30،15" بعد الظهر.
وفي آسيا التي تاثرت بتداعيات اعتداء بالي (190 قتيلا في 12 تشرين الاول/اكتوبر) تعمل السلطات المحلية اكثر من اي وقت مضى على حماية الاقليات المسيحية.
وفي باكستان التي تعد اربعة ملايين مسيحي، نشرت الشرطة ووحدات عسكرية خاصة لمراقبة الكنائس والابرشيات والمستشفيات المسيحية والثكنات العسكرية في البنجاب (شمال-شرق).
وفي الهند اعلنت الشرطة اليوم الاربعاء ان سبعة اشخاص اصيبوا بجروح في هجوم بالقنبلة استهدف كنيسة في شرق الهند خلال قداس الميلاد.
وفي كل انحاء المنطقة، وضعت المراكز التجارية تحمت حماية امنية مشددة لا سيما في الفيليبين وسنغافورة.
وثد خصص البابا يوحنا بولس الثاني عظته بمناسبة عيد الميلاد للسلام ولجميع الذين "يتألمون بسبب الصراعات" كما دعا بطريرك طائفة اللاتين في القدس ميشال صباح في قداس منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء في كنيسة المهد برام الله (الضفة الغربية) الذي غاب عنه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، الى "عمل كل ما يجب عمله لوقف الاحتلال" الاسرائيلي واحتفل البابا بقداس منتصف الليل في كاتدرائية القديس بطرس بمشاركة الالاف من المصلين الذين جاؤوا من جميع انحاء العالم. واشار البابا الى ان الطفل يسوع الذي "ولد في مزود في بيت لحم كان علامة من الله". وقال ان "القرون والالفيات تمر ولكن العلامة تبقى وهي باقية لنا ايضا نحن الرجال والنساء في الالفية الثالثة".
واضاف "انها علامة امل لكل عائلة انسانية، علامة سلام لاولئك الذين يتألمون بسبب الصراعات من كل نوع، علامة تحرير للفقراء والمعدمين، علامة رحمة لاولئك الذين يدورون في الحلقة المفرغة للخطيئة، علامة حب وتعزية لاولئك الذين يشعرون انهم وحدهم او مخذولون". واوضح "في هذه الليلة المقدسة يكتمل الوعد القديم: زمن الانتظار انتهى والعذراء انجبت المسيح". وقال ايضا ان "يسوع ولد للانسانية التي تبحث عن الحرية والسلام. ولد لكل انسان معدم بالخطيئة وهو بحاجة للخلاص ومتعطش للامل". واضاف "ليلة الميلاد تصبح هكذا مدرسة ايمان وحياة". واوضح ان المسيح وكما يقول بولس الرسول يعلمنا التخلي عن الخطيئة وعن الملذات الارضية كي نعيش في العالم الحالي كاناس عقلاء صالحين واتقياء بانتظار السعادة التي نأمل الحصول عليها".
وقد كثف البابا خلال الاسابيع الماضية الدعوات من اجل السلام في الارض المقدسة واعرب عن معارضته "لكل حرب وقائية" في اشارة الى الاستعدادات الاميركية والبريطانية لشن عملية عسكرية ضد العراق. وفي عظة الميلاد التي القاها العام الماضي، دعا البابا يوحنا بولس الثاني اليهود والمسلمين والمسيحيين الى العمل معا من اجل السلام. واعرب البابا عن "قلقه من استمرار الحرب والتوترات الاجتماعية والشروط المذرية التي يعيش في ظلها اناس في مناطق عدة من العالم".
(في بيت لحم بالضفة الغربية المشمولة بالحكم الذاتي الفلسطيني، ترأس بطريرك طائفة اللاتين في القدس ميشال صباح قداس منتصف الليل في كنيسة المهد بمشاركة الالاف من المصلين ومعظمهم من الاجانب.
وكان من المقرر ان يمثل عرفات&في القداس وزير الحكم المحلي صائب عريقات ومسؤول ملف القدس سري نسيبة ولكنهما لم يتمكنا من الوصول بسبب الحصار الذي تفرضه اسرائيل على المدينة. ان قسما كبيرا من الحضور الذين قدموا من خارج الضفة الغربية استفادوا من هذه الفرصة للقيام بجولة في باحة كنيسة القديسة كاترين بعد شهر من حظر التجول الذي فرضه الجيش الاسرائيلي كما افاد سكان محليون.
وقال بطريرك اللاتين& "نحن نجتاز ايام معاناة صعبة ودمار وحقد، لكن من غير المستحيل للمؤمن ان يكن الحب لكل اشقائنا، سواء كانوا مسلمين او مسيحين او يهود او دروز". وانتقد البطريرك صباح اسرائيل بشدة بسبب حصارها لبيت لحم "وكل المدن الفلسطينية، الذي لا يمكن ان يبرر ولا ان يحمل لاسرائيل الامن الذي تنشده". وقال ان "الفلسطينيون سيستمرون في المطالبة بالحرية والكرامة ... ورسالة المسيحيين هي الحفاظ على الصبر وعدم الانزلاق الى الحقد والقيام بكل ما بوسعهم لانهاء الاحتلال" معتبرا ان العنف يجد جذوره في احتلال اسرائيل للضفة الغربية وغزة.
وتابع البطريرك صباح "نقول للاسرائيليين: لا للعنف ولا للارهاب ولا للطغيان، لكننا نطلب منكم ادراك ان الاحتلال هو السبب الذي يقف وراء العنف" وحث اسرائيل على ايجاد "قادة جدد" او "تغيير رؤيتها". وفي اشارة الى غياب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي منعته اسرائيل من التوجه الى بيت لحم للسنة الثانية على التوالي قال البطريرك صباح "كنا نأمل في وجودك معنا الليلة ونتضرع الى الله لكي يعطيك القوة والحكمة لمواصلة العمل من اجل العدالة والسلام". وقد وضعت الكوفية الفلسطينية على كرسي كان مخصصا للرئيس الفلسطيني بالاضافة الى بطاقة عليها اسمه وقد مثله في القداس اميل جرجوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. لكن لوحظ عدم انضباط الحضور حسب احد العاملين في الكنيسة حيث قال ان "هناك اشخاصا كانوا فعلا غير منضبطين لا سيما الشبان". واضاف "لقد اعتبروا القداس بمثابة لقاء اجتماعي وجاؤا للقاء الفتيات والجيران الذين لم يروهم منذ فترة بسبب حظر التجول".
وتابع ان "كل شيء كان سيء التنظيم، لاننا لم نكن نعلم حتى اللحظة الاخيرة ما اذا كانت اسرائيل ستسحب قواتها كما لم تكن الشرطة الفلسطينية حاضرة لتنظيم الامور كما حصل في السنوات الماضية". لكنه فوجىء بالاعداد الكبرى للاجانب الذين وصلوا الى بيت لحم وقال "كنت اعتقد اننا اصبحنا وجهة محظورة بسبب الانتفاضة".