توفي 124 شخصا في اليابان خلال الاشهر الخمسة الماضية جراء اثار جانبية ناجمة على الارجح، وفق ما اعلنت وزارة الصحة اليوم الاربعاء، عن تناول دواء لمعالجة سرطان الرئة تنتجه شركة "استرازينيكا غروب" البريطانية للادوية.
وادت هذه الوفيات الى اثارة جدال في البلاد بشأن مدى مسؤولية وزارة الصحة التي اجازت استخدام الدواء بعد خمسة اشهر من تقدم الشركة بالطلب، وهي فترة قصيرة جدا نسبيا نظرا لبطء الاجراءات الادارية عادة.
واعلن متحدث باسم الوزارة اليوم الاربعاء انه تم تشكيل لجنة من الخبراء الطبيين بهدف الاشراف على تجربة لاستخدام الدواء بصورة اكثر امانا. ويتوفر الدواء فقط في اليابان ويباع على شكل اقراص حمراء باسم "ايريسا".
ومنذ بدء تسويق الدواء في 16 تموز/يوليو الماضي، توفي 124 مريضا ممن تناولوه حتى 13 كانون الاول/ديسمبر، نتيجة اثار جانبية يرجح انها ناجمة عن الدواء. وقالت الوزارة ان المرضى توفوا خصوصا لاصابتهم بالتهاب الرئة وبنزيف معوي.&ووصف الدواء لحوالي 19 الف مريض، وظهرت الاعراض الجانبية لدى 494 منهم، اي 2.6 %، ومن بينهم المرضى الذين توفوا.
وفي 15 تشرين الاول/اكتوبر، شدد الفرع الياباني لشركة "استرازينيكا" العملاقة التحذيرات الموجهة الى الاطباء بشأن شروط استخدام الدواء. لكن الشركة واصلت تسويق الدواء المخصص لمرضى يعانون من سرطان الرئة في مرحلة متقدمة وممن لم يشهدوا تحسنا بعد العلاج الكيميائي او بالاشعة.&وطلبت الشركة في 25 كانون الثاني/يناير 2002 اجازة بتسويق الدواء وحصلت عليها في 5 تموز/يوليو.
وقال محقق يعمل لدى وزارة الصحة ان الوزارة امرت باجراء فحص للدواء المخصص لمعالجة مرض توجد قلة من الادوية الاخرى الكفيلة بعلاجه.&وقال "اعتبرنا الدواء ضروريا لان التجارب السريرية بينت انه مفيد في 20% من الحالات التي لم تنفع الادوية الاخرى في علاجها".
وقرر الفريق المؤلف من 12 خبيرا لدى وزارة الصحة ارغام الاطباء على ادخال المرضى الى المستشفى لمدة شهر لمراقبة وضعهم الصحي في اطار التدابير الرامية الى حل المشكلات الناجمة عن دواء "ايريسا".
الا ان الطبيب راكورو هاما، العضو في جمعية ياكوغي (الاضرار الناجمة عن الادوية)، اكد ان قرار الخبراء ليس مفيدا حقا. وقال "كان عليهم منع استخدام الدواء، والقيام بفحص شامل لكل حالة، ومن ثم اتخاذ قرارات والتحرك".&ولفت الطبيب هاما الى ان اثارا جانبية مثل التهاب الرئة تظهر لدى المرضى بعد اسبوع او اسبوعين من بدء تناول الدواء.
وقال الطبيب شوشي ميورا، المصاب بسرطان في الكبد، والمسؤول عن جمعية تعنى بتحصيل اجازات مبكرة لادوية معالجة السرطان، "نعتقد ان الادوية المخصصة للمرضى الذين يعانون من السرطان في مرحلته الاخيرة ينبغي ان يتم التعامل معها بصورة سريعة. فهؤلاء المرضى محكوم عليهم بالموت خلال سنة او اقل".&وقال ان الوزارة ربما اجازت دواء "ايريسا" سريعا تعبيرا عن "رغبتها في التغيير" لوقف الانتقادات الموجهة الى بطء اجراءات منح تراخيص الادوية.
وكان عقار ايريسا أعطى للمرة الأولى خلال المؤتمر العالمي حول السرطان الذي عقد في اورلاندو في ولاية فلوريدا نتائج ايجابية في معالجة شكل متقدم من سرطان الرئتين.
وينتمي دواء ايريسا&الى فئة جديدة من الادوية التي ابتكرت لمحاربة السرطان التي بدلا من القضاء على الخلايا المريضة عبر التأثير على نواة الخلية، تلجم انتشار المرض عبر تعطيلها عوامل نموه. وكانت قد اجريت تجارب لهذا الدواء على مرضى سبق لهم ان خضعوا للعلاج الكيميائي من دون اي نتيجة واظهرت النتائج التي عرضت في المؤتمر ان الاورام السرطانية لدى 10% من المرضي الذين تناولوا عقار جيفيتينيب واسمه التجاري ايريسا، تراجعت بنسبة 50% او اكثر، في حين لاحظ 36% من المرضى تحسنا واضحا في اعراض المرض.
كما كانت قد اظهرت ابحاث اخرى ان الاشخاص المصابين بسرطان الرئتين بخلايا صغيرة العائد في معظم الاحيان الى التدخين والذين يواصلون هذه العادة خلال علاجهم لديهم فرص اقل بمرتين للبقاء على قيد الحياة على مدى خمس سنوات، من المرضى الذين يتوقفون عن التدخين. كما شملت هذه الدراسة 186 مريضا من المدخنين، واصل 79 منهم التدخين في حين توقف 107 عنه وتبين ان 28% من المرضى الذين توقفوا عن التدخين لا يزالون على قيد الحياة بعد سنتين من العلاج في مقابل 16% للذين واصلوا التدخين وفق واضع الدراسة الطبيب جريج فيديتيك من دانا-فاربر سنتر اينستيتوت في بوسطن بماساتشوسيتس . وبعد خمس سنوات من العلاج بقي 9% من غير المدخنين على قيد الحياة في مقابل 4% للمدخنين وفق فيديتيك الامر الذي يدفعه الى اعطاء نصيحة الى مرضاه بوقف التدخين لكي يستفيدوا من العلاج بشكل كامل.