واشنطن- باتريك انيدجار: يسيطر القلق على الولايات المتحدة التى باتت وهى تستقبل العام 2003 تسعى لحماية نفسها من اعتدءات جديدة مدمرة تعتبر انها ستتعرض لها حتما، خصوصا وان تنظيم القاعدة ما زال ناشطا على ما يبدو.
والاعتداءات التي شهدتها اسيا وافريقيا خلال الاشهر الاخيرة اكدت ان الولايات المتحدة ومصالحها في الخارج وحلفاءها، لا تزال هدفا لتحركات اسامة بن لادن وتنظيمه الارهابي.
واوضح جون بايك الاختصاصي في شؤون مكافحة الارهاب "نبدأ العام 2003 ولدينا شعور بان شيئا ما سيحصل".&ويشاطره هذا الاحساس السيناتور الديموقراطي بوب غراهام الرئيس المنتهية ولايته للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ.
يقول غراهام "يبدو من شبه المؤكد ان الاميركيين سيواجهون خلال الاشهر المقبلة هجوما ارهابيا اخر، قد يوازي فى حجمه اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001".&وتكثر بهذا الصدد السيناريوهات والافتراضات الكوارثية، ويعزز من انتشارها الحرب الاميركية الوشيكة على العراق واحتمال التعرض لرد من بغداد.
وجاء الهجوم بالصواريخ على طائرة تشارتر اسرائيلية تنقل 271 راكبا في 28 تشرين الثاني/نوفمبر في كينيا، ليعزز فرضية امتلاك تنظيم القاعدة لصواريخ ، وهي فرضية سبق ان طرحت في ما مضى.
وكان رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.اي.ايه.) جورج تينيت اعلن في ايلول/سبتمبر متوجها الى لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ان تنظيم القاعدة "اعاد تشكيل نفسه".
وقال محذرا "يريدون مهاجمتنا (..) التهديد اليوم بنفس درجة الخطورة التى كان عليها خلال الصيف الذي سبق 11 ايلول/سبتمبر. المسألة خطيرة".&واضافة الى الصواريخ، قد يعمد الارهابيون الى استخدام شاحنات مفخخة او حتى الى عمليات انتحارية فى الاماكن العامة.
ولا يستبعد الاميركيون حتى احتمال التعرض لهجوم كيميائي. واوردت صحيفة واشنطن بوست ان بعض المسؤولين الاميركيين يطرحون احتمال ان يكون اسلاميون مرتبطون بتنظيم القاعدة حصلوا من العراق على مادة سامة للاعصاب ذات مفعول صاعق، هي المادة في.اكس.
ولكن جون بايك يعتقد ان توقع سيناريوهات الكوارث المحتملة غير كاف.وهو يضم صوته الى اصوات العديدين في الولايات المتحدة الذين ينتقدون عدم وجود درجة كافية من التعبئة لدى السلطات الاميركية ازاء امكان التعرض لاعتداء جديد.
ويقول بايك محذرا: "الحقيقة اننا على استعداد لسحق العراق، غير ان احدا لا يوظف جهوده في تعزيز الامن داخل الاراضي الاميركية... الى ان تحصل الاعتداءات المقبلة".&ولم تتشكل بعد وزارة الامن التي تعتزم واشنطن انشاءها. وستضم هذه الوزارة حوالي 170 الف موظف فدرالي و22 قسما، سعيا الى حد اقصى من الفاعلية.
ولا تزال السلطات المحلية فى الولايات المختلفة تنتظر المبلغ الذي وعد الرئيس الاميركي جورج بوش في شباط/فبراير بتخصيصه لها، وقدره 5،3 مليار دولار، من اجل تعزيز عمليات الاغاثة في حال التعرض لاعتداء.
ويبدو ان الكونغرس يعي هذه الثغرات ونقاط الخلل، فقد اصدر اخيرا تقريرا يوصي باستحداث منصب "رئيس اعلى لسائر اجهزة الاستخبارات" وتعزيز الوحدات شبه العسكرية التابعة للسي.اي.ايه. واعادة تنظيم مكتب التحقيقات الفدرالي (اف.بي.اي.).&ويرى دانيال بنجامين العضو السابق في مجلس الامن القومي في ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون ان "التهديد متوقع الى حد بعيد".
ودعا توم ريدج وزير الامن الداخلي حكام الولايات الى توخي الحذر. وحذرهم من ان "النظام لن يكون يوما متكاملا". واضاف "علينا ان نصيب الف مرة في اليوم، سبعة ايام في الاسبوع وفي كل اسبوع من السنة. اما هم (الارهابيون)، فيكفي ان يصيبوا مرة بين الحين والاخر".&غير ان بايك يسعى للحفاظ على هدوئه، ويرى انه "من الخطأ اعتبار بن لادن مخرجا سينمائيا هوليوديا يدخل في كل فيلم من افلامه تاثيرات خاصة اكثر ضخامة".