السـويـد خاص بإيلاف - من إبراهيم أحمد: لدى الفنانة ملاك يختفي الموضوع وراء ألوان حادة ,وناتئة أحياناً يومئ أكثر مما يبوح، وقد يسفر عن نفسه يتلقائية وعفوية، لكنه يظل شفيفاً، أليفاً
&
ملتصقاً بمكوناته المحلية&تحفه موجات من الحنين والأشواق الهائمة،&تتدرج الألوان من الأبيض إلى الأزرق الغامق تتخللها بؤر من الأحمر والوردي كشعل من الوهج المتصاعد. تتحاشى اللوحة أن تندرج ضمن مدرسة معينة متلمسة نبضها الخاص، وتجربة طويلة من خبرة الحياة والعمل على تغيرها مستندة لموهبة بينة مع حب أصيل للناس وأشيائهم.

في سياق محطات كثيرة استطاعت ملاك صقل أداتها الفنية وهي اليوم إذ تقدم أعمالها الفنية في معارض وملتقيات سويدية وعراقية وتلقى احتفاءً واضحاً، تتطلع لأشواط أخرى تتوخى فيها عمقاُ إبداعيا متواصلاً دون أن تتخلى عن سلاستها المحببة!
&
ولدت في بغداد ـ العراق عام& 1955. درست فيها قبل أن تنتقل للدراسة في عدن ( اليمن ) ودبرتسن( المجر) ومالمو(السويد ). اهتمت بالفن منذ الصغر وتركزت أعمالها في البداية على الأزياء والأعمال اليدوية ورسم& البوستر والكولاج . شاركت في معارض للبوستر والأزياء والأعمال اليدوية في بغداد 1977، عدن 1980، هنغاريا 1988. ثم اكتملت لديها معالم اللوحة، فأقامت معرضين شخصيين مالمو 2000، ومالمو 2002. ساهمت في العديد من المعارض المشتركة، منها: معرض مشترك في& ليال الثقافة العراقية ـ السويدية ـ مالمو 2000/& معرض مشترك في أيام الثقافة العراقية ـ لوند ـ السويد 2001 /& معرض مشترك في أيام سعدي يوسف في السويد ـ مالمو أيار 2002، وإستوكهولم حزيران 2002: مبدعات من العراق ـ مالمو 2002.
&
رصدت لوحات المعارض التي أقامتها، والتي توزعت بين الرسم بالأكريل على الورق والزيت على الخشب والقماش، هموم الغربة والمغتربين العرب وخاصة المرأة العربية، عبر
تنويعات لونية جمعت بين صرخات احتجاج حارة وبحث شفيف عن التفاصيل الحميمة للحلم واستثمار متميز للرمز، الأمر الذي عكسته أراء نخبة من النقاد والصحفيين لقد ابتعدت الرسامة ملاك مظلوم عن التقليد، ونجحت باستثمار الرمز الإبداعي، لتفتح في عتمتنا كوى للشمس.

تتدافع شخوصها المحترقة المهزومة، نحو الفضاء الذي قد يبدو للوهلة الأولى سراباً، لكنك سرعان ما تراه قصيدة ساحرة اللغة والمعاني، تحاكي البناء
التشكيلي الصلد الذي نجح كثيراً في إطلاقها من إسار الإطار. اتصفت أعمالها بالجرأة والعفوية وتصوير الواقع والحدث والطبيعة بأسلوب تعبيري جميل وملفت للنظر.. تأخذنا مظلوم من خلال لوحاتها لتنتقل بنا من شحوب الصحراء الى زرقة البحر ثم لخضرة الوديان وزحمة المدن الغربية وأرصفة المنافي ألوانها مستلة بدقة متناهية من أجنحة الفراشات، لوحات تجريبية ورموز تبعث على الحيرة توصلنا الى عمق اللوحة فتكشف عوالما لم نفكر في دخولها أبداً، وأزقة تعني أكثر من مساحتها، وأحلاماً تتشظى في عوالمنا الحزينة.&
تعتمد الفنانة ملاك على أهمية الفراغ داخل اللوحة التشكيلية والفراغ كما يصفه أرنهايم (الوحدة التنظيمية الدنيا في عمليات الاستيعاب كلها) وبالتالي فإن الميزة الأساسية للفراغ هي إمكانية تنظيم مرجعي لأجزاء اللوحة المتفاعلة ولكي تتيح الفنانة ملاك للمشاهد فرصة التخيل الحر لجأت الى استخدام المدلول الميثولوجي على اعتباره مرتعا خصباً للمتلقي من ناحية، ويكشف اهتمامها الخاص بالأسطورة ومفرداتها من ناحية أخرى،& ففي العديد من لوحاتها المعروضة تظهر لك الأسطورة بثياب&مختلفة.
&
&
ثقافة إيلاف