عبدالكريم حشيش
&
صدام قرر أن يشل بوش.. وأعلن العراق باستعداده لاستقبال وفد أو فريق من جهاز المخابرات المركزية الأميركية ال سي اي ايه لمساعدة المفتشين في الوصول إلى الاسلحة المحرمة التي تدعى أميركا وبريطانيا أن العراق يخفيها! وصدام لايبدى أي اهتمام بالحملة الاميركية المتجهة نحو عرشه، وفيما كانت تتجه أنظار العالم إلى زلماي خليل زاده ورفاقه من العراقيين فيما سمى بمؤتمر المعارضة بلندن الاسبوع الماضي كانت بغداد تستعد للاحتفال بمهرجان المربد الثقافي السنوي ودعت له ضيوفا من شتى بقاع العرب. وفيما يركض بوش وباول ورامسفيلد وكل اعضاء ادارة البيت الأبيض باتجاه صدام ينصرف الأخير إلى الاحتفال بعيد ميلاده وتعلن بغداد عن جوائز قيمة لمن يتفوق في رسم صورة متميزة لمن وصفوه ب فارس العرب- أي صدام وبدءا من دعوة الرئيس العراقي للرئيس الأميركي لمنازلته ومبارزته بالسيف في مكان محايد ومن يقدر يقتل الآخر ويتجنب الشعبان الاميركي والعراقي حرباهم في غنى عنها حسب تعبير المسؤول العراقي ثم اعلان العراق بقبول عودة المفتشين ثم اعلان قبول القرار 1441 ثم تهيئة المناخ لعمل فرق التفتيش ومساعدة المفتشين الى الوصول لما يريدون ليلا او نهارا حتى ان بليكس بهرته تصرفات العراقيين ثم تسليم ملف التسليح ابو 12 الف صفحة واخيرا دعوة المخابرات المركزية الاميركية الى العراق لترشد هانز بليكس ورفاقه من المفتشين على مكان اسلحة الدمار الشامل التي تقول اميركا بأن العراق يخفيها!
واغلب الظن ان اميركا لن تجد ما ترد به على عرض العراق وان ردت ولابد من ذلك فان المستر اري فلايشر لن يزيد عن الاعراب عن سخريته وامتعاضه. ويقولون ان صدام يتصرف من موقع المخنوق فيما تؤكد الدلائل على العكس وما عرضه الاخير بقبول فرق ال سي آي ايه دلالة على ان الرجل لايعبأ بشيء مما يدور، ويدير معركة إعلامية على تميزها لاتخلو من طرافة بل وسخرية فاقعة جدا من رئيس أكبر وأقوى دولة في العالم حتى ان جورج بوش الثاني نفسه لم يعد في ألقه السابق وبدت على وجهه ملامح الشيخوخة والحيرة إزاء هذا العنيد والذي لايبدو ان هناك شعرة من رأسه يمكن ان تهتز ،والفيلم هندي وطويل ولايمكن لأحد ان يتكهن بنهايته حتى المخرج نفسه.
أخر خبر: أعلن المذياع ان اميركا في حيص بيص بعد عرض العراق والذي وسع الهوة بين اميركا والغرب نحو 500 كيلو متر حتى ان رئيس المفتشين هانز بليكس امسى حائرا ومتشككا في تقارير اميركا ومعارضة توني بلير داخل بريطانيا تتزايد يوما بعد الاخر حتى داخل الجيش البريطاني!