مثل الأربعاء أمام القضاء الإيراني الصحافي الإصلاحي عباس عبدي ابرز محتجزي رهائن السفارة الأميركية بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 وذلك بتهمة تنظيم استطلاع للرأي أعربت فيه غالبية واضحة عن تأييدها بدء حوار مع الولايات المتحدة.
&وذكرت الاذاعة الحكومية نقلا عن مصدر في النيابة العامة ان عبدي ملاحق بتهمة بيع معلومات الى مراكز ابحاث اجنبية بما فيها (معهد استطلاعات الرأي الاميركي) غالوب بما يتنافى مع مصلحة البلاد ويخدم مصلحة الاعداء وهدفهم الاضرار بامننا القومي".
&وعبدي الذي اوقف اولا بتهمة "نشر معلومات خاطئة واستطلاعات مزورة"، متهم ايضا "بالتمهيد لزعزعة الامن العام (...) والبنية السياسية للنظام الاسلامي (...) وجمع معلومات خاطئة (...) وبث اكاذيب عن الجمهورية الاسلامية (...) والاحتفاظ بوثائق سرية".
&واوضح ممثل النيابة اصغر تشكري ادلى باعترافات كاملة خلال استجوابه.
&وقد اعترف بانه ارتكب "اخطاء" واقر انه كان يجب ان يكون "اكثر حذرا" بسبب "الوضع الحساس" في البلاد.
&كما اضطر لسحب دعوة اطلقها الى الاصلاحيين للانسحاب من الحكومة احتجاجا على سيطرة المحافظين على الهيئات التشريعية والقضائية.
&وكانت محاكمة عبدي مع زميل اخر له يدعى حسين غازيان بدات مطلع كانون الاول/ديسمبر الحالي.
&واتهم القاضي المحافظ سعيد مرتضوي منظمي الاستطلاع بانهم ارادوا تمرير معلومات حساسة الى الولايات المتحدة عبر هذا الاستطلاع.
&ووجهت ايضا الى المنظمين من معهد "ايانده" للاستطلاع الذي يشرف عليه عبدي ومعهد اخر تهمة تلقي اموال من معهد غالوب الاميركي للاستطلاعات "المرتبط بالاستخبارات المركزية الاميركية" وفق حيثيات الادعاء.
&واعتبر التيار الاصلاحي الذي ينتمي اليه عبدي ان الدعوى المقامة عليه ذات طابع سياسي متهما السلطة القضائية بممارسة الضغوط على انصار الرئيس محمد خاتمي.
&وذكرت وكالة الانباء الايرانية ان شقيق الرئيس حضر الجلسة.
&وكان عبدي وبقية المتهمين في القضية اعتقلوا بعد نشر نتائج الاستطلاع الذي اكد في ايلول/سبتمبر الماضي ان 7،74% من الايرانيين يؤيدون فتح حوار مع الولايات المتحدة.
&ومن المفارقات ان عبدي اعتقل في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر وهو يوم احتجاز الرهائن في السفارة الاميركية في طهران.
&وقد اغلقت السلطات المعهدين اللذين شاركا في تنظيم الاستطلاع.
&وعودة العلاقات الاميركية الايرانية التى قطعت عام 1980 يعتبر من المواضيع الخاضعة لحظر غير معلن في ايران حيث ما زال الخطاب السياسي المحافظ يصف الولايات المتحدة "بالشيطان الاكبر".