لندن -اريك توما: مع وفاة الاميرة مارغريت وبعدها الملكة الام ومع ما كشف عنه من اسرار مدوية، تعرضت العائلة المالكة ورغم اعتيادها على شتى انواع الفضائح لاختبار قاس عام 2002 عام الاحتفال بيوبيلها الذهبي الذي منحها مع ذلك حظوة كبيرة لدى الشعب.&وكان قصر باكغنهام اعد احتفالات ضخمة بمناسبة بمرور 50 عاما على اعتلاء الملكة اليزابيث العرش الا ان بداية "عام اليوبيل الذهبي" كانت حزينة مع وفاة شقيقة الملكة الاميرة مارغريت في التاسع من شباط عن 71 عاما وسط اجواء من اللامبالاة شبه التامة.
وبعد ذلك باسابيع قليلة وفي الثلاثين من اذار/مارس تلقت العائلة الماكة ضربة قاسية برحيل الملكة الام، احب افراد العائلة الى قلب الشعب البريطاني عن 101 سنة.&وامتدت صفوف الانتظار الطويلة يوما بعد يوم لعدة كيلومترات في شوارع لندن لالقاء التحية الاخيرة على جثمان "كوين مام" المسجى في القاعة الكبرى لقصر وستمنستر وهو مشهد غير مسبوق فى تاريخ بريطانيا.
&ويقول جوفري مارشال الاستاذ السابق في جامعة اوكسفورد "كنت اعتقد ان وفاة الملكة الام ستسبب حزنا كبيرا لعائلتها لكن من الغريب ان ذلك كان مصدر خير لها في الوقت نفسه حيث عاد عليها بتعاطف كبير من جانب الشعب".
&ثم جاءت الاحتفالات باليوبيل الذهبي من اول حزيران/يونيو الى الرابع منه والجولة التي قامت بها الملكة وزوجها الامير فيليب داخل المملكة وفي دول الكومنولث لتكرس عودة الحظوة بعد عقد من الفضائح العائلية.&الا ان العائلة المالكة ما لبثت ان تعرضت مجددا لنكسة اخرى مع محاكمة بول باريل في تشرين الاول/اكتوبر.
&فهذا الرجل الذي كان رئيس خدم الاميرة ديانا وموضع ثقتها اتهم بسرقة 300 قطعة من اغراض "الليدي دي". لكن وسط دهشة الجميع توقفت محاكمته وبرات ساحته بفضل تدخل من الملكة نفسها في اللحظة الاخيرة. وعلى الفور ثارت الشكوك في ان يكون تدخلها في الدعوى القضائية بغرض تفادي نشر غسيل ملكي قذر امام المحكمة.
&وبعد ان استعاد حريته استغل باريل الوضع لبيع قصته لصحيفة اثارة وادلى بسلسلة من التصريحات المثيرة عما يدور في دهاليز القصور الملكية في الصحف الشعبية.&لكن خلف هذه النوادر والقصص القذرة وضعت هذه الادعاءات الامير تشارلز نفسه في موقف حرج مع اتهامه بمحاولة التستر على قصة اغتصاب غامضة ابطالها من العاملين في قصر سانت جيمس مقره الرسمي. كما اتهم باعادة بيع هدايا رسمية قدمت اليه خلال زيارات للخارج.
&وكأن كل هذه المصائب لم تكن كافية لعائلة ويندسور، فقد صادف سوء الحظ الاميرة آن المشهورة ببساطتها بعد ان عض كلبها طفلا في حديقة عامة لتدخل التاريخ في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر كاول عضو في العائلة المالكة يدان في قضية جنائية منذ قرون.
&ويقول مارشال "عندما ينظر الناس الى حقيقة كل ذلك وتفاهة بعض الادعاءات سيرون ان الامر (الفضائح) مجرد زوبعة في فنجان" مضيفا انه "عندما يكتب تاريخ القرن الحادي والعشرين فان الحدث البارز لعام 2002 سيبقى استقرار الملكية وقدرتها على البقاء بنجاح".
&ولا يتضمن جدول اعمال العائلة الملكة اي حدث هام لعام 2003 مما يتيح لها الفرصة لالتقاط الانفاس قليلا.&ولكن ذلك ليس مضمونا تماما. فالامير تشارلز، ولي عهد اكبر ملكية اوروبية، وامام الضجة التي اثارتها المعلومات التى "تكشفت" بشان ما حدث فى قصره امر بفتح تحقيق داخلي عهد به الى سكرتيره الخاص بمساعدة احد المحامين "المستقلين".