بكين-بوريس كابرولينغ: شهد العام 2002 تجديد القيادة في الصين، حيث عينت ادارة شابة وعلى رأسها هو جينتاو، في حين يسجل هذا البلد نموا اقتصاديا متواصلا يقارب 8% فى ظل معطيات دولية مؤاتية.&وقام الرئيس جيانغ زيمين الذي يمسك بزمام السلطة منذ 13 عاما بتنظيم عملية تجديد قيادة الحزب الشيوعي ببراعة خلال مؤتمره السادس عشر في تشرين الثاني/نوفمبر. وقد استطاع خلال هذا المؤتمر ان يدرج عقيدته المعروفة ب"التمثيل الثلاثي" والهادفة الى اشراك الطبقات الصاعدة وبينها الطبقة الرأسمالية، في ميثاق الحزب الذي يحكم الصين منذ العام 1949.
&وهو جينتاو، الامين العام الجديد للحزب البالغ من العمر ستين عاما، غير معروف كثيرا بين الصينيين. فبالرغم من ان دينغ هسياوبينغ اختاره قبل عشر سنوات، غير انه بقي في الظل خلف جيانغ. وكثر في الآونة الاخيرة ظهوره علنا وفي وسائل الاعلام الرسمية.&ومن المقرر ان يتولى القادة الجدد مهامهم في مطلع العام 2003 على رأس الدولة والحكومة، خلال تجديد الجمعية الوطنية الشعبية (البرلمان)، لولاية جديدة مدتها خمس سنوات.
&ومن المقرر ان يحل هو جينتاو الذي عين نائبا لرئيس الجمهورية محل جيانغ زيمين على رأس الدولة، على ان يتولى وين جياباو منصب رئيس الوزراء خلفا لزهو رونغجي، ويتنحى لي بينغ من منصبه على رأس الجمعية الوطنية لصالح وو بانوو، وهو من المقربين من جيانغ الذي يعتزم الاستمرار في لعب دور الزعيم الفعلي للبلاد.&ويعد انتقال السلطة بهذا الشكل الهادىء امرا لافتا في هذا اللبلد الذي عرف تاريخا مضطربا.وتشهد الصين نموا اقتصاديا قويا ومستمرا بلغ معدله 9،7% على مدى العام المنصرم، بحسب اخر التقديرات.
&وبالرغم من مواجهة الصين منافسة اجنبية متزايدة مع انضمامها الى منظمة التجارة العالمية قبل عام، الا ان ذلك لم يؤثر سلبا على مبيعات المنتوجات الصينية، ولا سيما مبيعات السيارات التي يتوقع ان تكون ارتفعت بنسبة 40% تقريبا خلال العام المنصرم.
&وان كان ارتفاع معدل البطالة وازدياد التفاوت الاقتصادي لا يزالان يبعثان المخاوف في الصين، الا ان هو وسائر المسؤولين الستينيين الجدد سيتولون السلطة فى بلد اكثر ازدهارا من اي وقت مضى، وسط معطيات دولية مؤاتية.
فالعلاقات مع الولايات المتحدة، وهي علاقات محورية بالنسبة للدبلوماسية الصينية، شهدت تقاربا كبيرا خلال العام 2002. فبدأت السنة بزيارة للرئيس الاميركي جورج بوش الى بكين، تلتها رحلة لهو جينتاو الى الولايات المتحدة في نيسان/ابريل.
&وفي نهاية تشرين الاول/اكتوبر، استقبل جيانغ في مزرعة الرئيس الاميركي في كروفورد بتكساس، وهو تكريم كبير لم يحظ به سوى عدد ضئيل من الرؤساء الاجانب.
ما استؤنفت في كانون الاول/ديسمبر الاتصالات بين الجيشين الاميركي والصيني بعد ان قطعت في نيسان/ابريل 2001 اثر الهبوط الاضطراري لطائرة عسكرية اميركية على جزيرة هاينان (جنوب)، في حين تواصل الحوار حول حقوق الانسان.&غير ان النظام يبدو متمسكا بتشدده حيال موضوع حقوق الانسان. فلا يزال المنشقون السياسيون يواجهون القمع ذاته ولو ان حركتهم محدودة، كما ان حملة "الضرب بقوة" لمكافحة الاجرام مستمرة -وقد اسفرت عن الاف عمليات الاعدام- فيما يتواصل قمع طائفة فالونغونغ البوذيه.
&وتم تشديد الرقابة على الانترنت وهى مسألة صعبة واقعيا بسبب التعقيدات التقنية، من خلال اعتماد تشريع جديد يعزز مسؤولية مستخدمي الشبكة واصحاب مقاهي الانترنت.
&اخيرا، وجد الصينيون خلال العام 2002 ما يثير في نفوسهم مشاعر العزة الوطنية: فبعد ان وصلت البلاد للمرة الاولى الى نهائيات كأس العالم لكرة القدم، تم اختيار شانغهاي التي تعتبر نموذجا للمدينة الحديثة، في مطلع كانون الاول/ديسمبر مقرا للمعرض العالمي للعام 2010.