&
القاهرة-إيلاف: ماذا يحدث عندما تقرر فنانة تمتلك ناصية الأنوثة والاطلاع على كثير من "المستور" أن تتحدث؟ تجيب على هذا السؤال تفاصيل المنافسة المشتعلة بين عدد من الناشرين المصريين حول استكتاب الراقصات لمذكراتهن وسيرهن الذاتية ، التي يبدو أنها ستكون حديث الشارع قريباً، ليس فقط لما تحتويه من حكايات ومفاجآت مثيرة ، بل أيضاً لما ستتسبب فيه من حرج لكثير من المشاهير الذين لا يزالون
&على قيد الحياة من الساسة والفنانين والأثرياء والصحافيين وغيرهم. وتعيد هذه الحرب الضروس بين دور النشر المصرية على مذكرات الراقصات إلى الأذهان أجواء رواية "الراقصة والسياسي" التي لعبت الفنانة نبيلة عبيد والراحل صلاح قابيل بطولتها سينمائياً باقتدار ، والتي أثارت ضجة كبيرة أثناء عرضها خاصة حين هددت الراقصة المسئول السياسي الكبير بفضح علاقته معها من خلال نشر مذكراتها عن طريق أحد الصحفيين ودارت أحداث الفيلم وجاءها من يعرض عليها الملايين حتى لا تذكر اسمه في مذكراتها ، الأمر الذي يطرح سؤالاً بديهياً عما إذا كان ذلك السيناريو سيتكرر ، ولكن هذه المرة علي أرض الواقع .
كاريوكا
ويرى كثيرون أن المذكرات المزمعة للراقصات لن تكون أكثر أهمية وثراء من تلك التي نشرتها الفنانة الراحلة تحية كاريوكا، التي تناولت في مذكراتها قصة علاقاتها بجمال عبد الناصر والضباط الأحرار والشيوعيين، وكيف قادها إلى السجن توزيع منشورات كانت تصدرها التنظيمات اليسارية التي انخرطت فيها، وكيف حوكمت بتهم سياسية في الوقت الذي كانت تحاكم فيه زميلاتها بتهم الخروج على الآداب العامة، وتحدثت تحية أيضا عن علاقتها بالرئيس المصري السابق أنور السادات قبل وبعد توليه الحكم، وحكت عن زيجاتها الكثيرة وللأسف الشديد لم يحالفها الحظ أن تبرم قبل رحيلها اتفاقاً مع دار نشر، حتى قام شخص غير معروف بنشر كتاب يحمل عنوان "أوراق تحية كاريوكا"، ونشرته الدار التي احتكرت معظم أعمال يوسف إدريس ونجيب محفوظ ويحيي الطاهر عبد الله وكثيرين غيرهم، وكان طبيعياً أن تأتي النتيجة كتاباً هزيلاً، فهو لم يزد عن كونه مجرد حكايات متناثرة، وسلسلة من& الأحاديث الصحافية التي لا يجمعها حتى سياق واحد، ولا تليق بفنانة في وزن تحية كاريوكا التي توفيت فقيرة قبل أعوام عن زهاء ثمانين سنة في إحدى مستشفيات القاهرة. لأنها أنفقت، بل وظلت تنفق كل ما تملكه على الفقراء الذين عاشت القسم الأخير من عمرها منحازة إلى قضاياهم بشهادة الكثيرين ممن عايشوها واقتربوا منها خاصة في الأيام الأخيرة لها.
نجوى
أما الراقصة نجوى فؤاد فلقد حسمت منافسة طاحنة بين الناشرين ، بقبولها عرض قدمته إحدى دور النشر اللبنانية لنشر مذكراتها التي ستنتهي منها ـ كما قالت ـ نهاية العام الحالي ، ويبدو أن في جعبتها الكثير والمثير من القصص الهامة ، التي منحتها الحق في وضع شروط خاصة في العقد تتعلق بالدعاية الكبيرة ، وفخامة الورق والطباعة
والصور والإخراج وغيرها .
وكانت نجوى فؤاد قد ألمحت في أحاديث صحفية نشرت لها مؤخراً أنها في حاجة إلي "فضفضة صريحة" مع جمهورها تروي فيها تفاصيل دقيقة حول قصة اعتلائها عرش الرقص الشرقي لدرجة رقصت أمام الملوك والرؤساء بناء على طلبهم" وأكدت نجوى فؤاد أنها "ستكشف الكثير من المفاجآت وما ينقصها الآن هو العثور علي من تأتمنه عليها لتخرج بالصورة التي تحلم بها" .
فيفي
ودائماً تبقى فيفي عبده هكذا صريحة لدرجة صادمة، فقد تندرت ساخرة في معرض تعقيبها على فكرة تدوين سيرتها الذاتية بقولها إن "حياتها تصلح مادة درامية لأكثر من عشرة أفلام سينمائية طويلة على الأقل، غير انها لا تعتزم تدوين سيرتها، ولن تسمح بنشر شئ منها في حياتها".
ورغم هذا النفي الصريح، إلا أنه يتردد في القاهرة أن فيفي عبده قد شرعت بالفعل في كتابة مذكراتها منذ نهاية العام الماضي ، من خلال صحافي متخصص في الشئون الفنية ، وقد روت في الفصول الأولى لمذكراتها قصصا مريرة عن هروبها من أهلها وعملها المتواصل في عشرات الأماكن ، والصعاب التي واجهتها بصلابة& منذ صغرها حتى دخلت مصاف الراقصات المشهورات ، كما تحدثت عن الرجال في حياتها وأسرار زيجاتها المتعددة ، فضلاً عن علاقاتها المتعددة بالسياسيين وكبار رجال الأعمال العرب .
لوسي
تبقى الفنانة لوسي التي قالت إن مذكراتها ستكون مأساوية الطابع ، لأنها ستتضمن عذابات كثيرة قابلتها في مشوارها الحياتي والفني حتى وصلت إلى النجومية ، لكن لوسي تعترض علي الصورة النمطية التي قدمتها نبيلة عبيد في فيلم "الراقصة والسياسي" وتقول إنها صورة مبالغ فيها إلى درجة "كاريكاتورية" ، وأن الفيلم في مجمله لم يكن مشرفاً للراقصات ، بل رسخ في أذهان الناس صورة سلبية تؤكد أنها مجافية للحقيقة ، وألمحت إلى
أنها ربما تستعين بأصدقائها المثقفين ليس فقط في الصياغة ، بل وفي الرؤية العامة للأحداث والمواقف والشخصيات على حد تعبيرها
وأخيراً فما زال عدد من الناشرين يواصلون جهودهم من خلال وسطاء صحافيين وشخصيات عامة إلى الحصول على مذكرات الراقصات المعتزلات ، وفي مقدمتهن سهير زكي وسحر حمدي وزيزي مصطفي وغيرهن ، إلا أن أياً منهن لم تعلن عن اعتزامها الإقدام على هذه الخطوة بعد.
&