وصف الزعيم القبرصي التركي رؤوف دنكطاش الجمعة التظاهرة الضخمة التي جرت ضده الخميس في الشطر الشمالي من نيقوسيا بأنها عبارة عن"صراخ".
&وجاءت هذه التظاهرة للتنديد بتصلب دنكطاش ازاء الخطة التي اقترحتها الامم المتحدة لانهاء 28 عاما من تقسيم الجزيرة.
&وصرح دنكطاش لاذاعة غوفن القبرصية التركية ان عملية التفاوض مع الشطر القبرصي اليوناني تستلزم "الصبر والحذر والتعقل".
&واضاف "لا تستطيعون التصرف هكذا بالانفعال والصراخ" متوجها بكلامه الى الحشد الذي شارك الخميس في اكبر تجمع في تاريخ "جمهورية شمال قبرص التركية" التي تعترف بها انقرة وحدها.
&وتابع دنكطاش ان "ذلك لن يزيد بالطبع من قدرتنا على التفاوض من موقع قوة".
&وكان دنكطاش يتكلم من انقرة حيث يمضي فترة نقاهة اثر خضوعه لعملية في القلب.
&غير ان الزعيم القبرصي التركي اعترف بان عينيه اغرورقتا بالدموع لدى سماعه الدعوات التي طالبته بالاستقاله.
&وتجمع الخميس حوالى ثلاثين الف متظاهر اي ما يقارب سدس من عدد سكان "جمهورية شمال قبرص التركية" ورفعوا هتافات تطالب برحيل دنكطاش وباعادة توحيد قبرص بشطريها الشمالي الناطق باللغة التركية والجنوبي الناطق باليونانية.
&وكان الزعيم المخضرم وجه الكثير من الانتقادات لخطة الامم المتحدة الرامية الى ادخال الجزيرة باسرها الى الاتحاد الاوروبي قبل الثامن والعشرين من شباط/فبراير.
&غير انه راى ان عدم توحيد قبرص قبل هذا التاريخ وانضمام الشطر اليوناني وحده الى الاتحاد الاوروبي "ليس نهاية العالم".
&وقرر اعضاء الاتحاد الاوروبي الخمسة عشر اثناء اجتماعهم في كوبنهاغن منتصف كانون الاول/ديسمبر ضم الجزء اليوناني وحده في حال تعذر توحيد الجزيرة في المهلة المحددة.
&ومن المنتظر مطلع كانون الثاني/يناير معاودة المفاوضات بين رؤوف دنكطاش ورئيس الشطر الجنوبي من قبرص غلافكوس كليريديس الذي وجه بدوره انتقادات كثيرة الى خطة الامم المتحدة للسلام.
&وقالت صحيفة "قبرص" القبرصية الشمالية الواسعة الانتشار الجمعة ان "اكثرية ساحقة من القبارصة الاتراك تريد حلا قبل الثامن والعشرين من شباط/فبراير والانضمام الى الاتحاد الاوروبي...يجب على دنكطاش وانقرة الاصغاء الى مطالبهم".
&اما صحيفة المعارضة "افريكا" فكانت اكثر حدة واشارت الى ان "القبارصة الاتراك انتفضوا في وجه دنكطاش والجنرالات الذين يدعمونه...وفي حال لم يقدم (دنكطاش) استقالته ستنظم تظاهرات اخرى".
&وتم تقسيم قبرص منذ اجتياح الجيش التركي لشمال الجزيرة عام 1974 ردا على انقلاب نفذه القوميون اليونانيون في محاولة لضم الجزيرة الى اليونان.
&ومن المتوقع ان يعود دنكطاش الى "جمهورية شمال قبرص التركية" الاحد حسب مصدر دبلوماسي في انقرة.