فجر انتحاريان الجمعة سيارتيهما أمام مقر الادارة الموالية لروسيا في غروزني، مما اسفر عن سقوط 46 قتيلا و76 جريحا على الاقل، في عملية هي الاكثر دموية منذ التدخل الروسي في الشيشان في 1 تشرين الاول/اكتوبر 1999.
&واتهم رئيس الادارة الشيشانية الموالية لروسيا احمد قديروف على الفور الرئيس الشيشاني الانفصالي اصلان مسخادوف بانه امر بهذه الماساة".
&وفي لندن، وصف احمد زكاييف مبعوث الرئيس الانفصالي اصلان مسخادوف الهجوم الانتحاري ب"الناجح"، ونفى تورط الرئيس الشيشاني فيه، مشيرا الى "ان القوات المسلحة الشيشانية الرسمية لا تلجا الى الانتحاريين".
&واتهم مسؤول في هيئة الاركان الفدرالية في القوقاز الكولونيل ايليا شابالكين زعيم الحرب الراديكالي شامل باساييف بالوقوف وراء العملية، مذكرا بان هذا الاخير كان "هدد بارتكاب عمليات في غروزني وفي بلدات شيشانية اخرى".
&واعلن زعيم من المتمردين عبر موقع الانترنت التابع للمتمردين الشيشان الراديكاليين بان "الشهداء الشيشان " هم الذين نفذوا الهجوم.
&وكان النائب الشيشاني في مجلس النواب الروسي (الدوما) اسلام بك اصلخانوف اعلن انه "بحسب المعطيات الموجودة لدي، قتل حتى الآن 41 شخصا، وكان هناك حوالى 200 شخص في داخل المبنى" لدى حصول الانفجار.
&وذكر شرطي شيشاني ردا على سؤال لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي اجري معه من سلبتسوفسك في ولاية انغوشيا المجاورة، انه تم احصاء 43 قتيلا في الثالثة والنصف الجمعة.
&واشارت وزارة الداخلية الشيشانية الى ان الانتحاريين كانا يقودان شاحنة وسيارة جيب عسكرية محشوين بالمتفجرات. وقد اجتازا ثلاثة مراكز مراقبة واقتحما سورا وفجرا السيارتين على بعد عشرة امتار من المبنى.
&وتساءل قديروف "كيف تمكن الارهابيان من اجتياز ثلاثة حواجز والوصول الى مقر الحكومة؟".
&واشارت المعلومات الاولية الى ان الشاحنة وحدها كانت تحتوي على ما يعادل طنا من ال"تي ان تي".
&وقد ادت قوة الانفجار الى انتشار اشلاء الجثث والدماء وسط دائرة يبلغ قطرها حوالى عشرة امتار وعمقها حوالى اربعة امتار.
&وتحول المبنى الذي كان يضم بين 150 و200 شخص الى انقاض، بحسب ما اشارت السلطات المحلية. وبدا من خلال المشاهد التي بثها التلفزيون الروسي العام ان جدران الواجهة الامامية للمبنى نجت وحدها من الانفجارين.
&ونجا من الهجوم احمد قديروف الذي كان في موسكو لدى وقوع الانفجار، ورئيس الوزراء الشيشاني الموالي لروسيا ميكاييل بابيتش.
&وتم تشديد الاحراءات الامنية في موسكو لا سيما في المباني العامة والمترو، والغيت عطل عناصر الشرطة، وتم تكثيف الدوريات.
&ويهاجم المتمردون الشيشانيون باستمرار المسؤولين الموالين لروسيا في الشيشان ويعتبرونهم خونة. وقد اسفر هجوم استهدف مخفرا لشرطة غروزني في 12 تشرين الاول/اكتوبر عن مقتل 22 شخصا.
&وحذر شامل باساييف بعد عملية احتجاز الرهائن في احد مسارح موسكو (23-26 تشرين الاول/اكتوبر) من ان الحرب ستقاد من الآن فصاعدا على ايدي فرق كوماندوس من الانتحارين على كل الاراضي الروسية.
&وقتل خلال العملية التي نفذتها القوات الروسية الخاصة لاطلاق سراح الرهائن في المسرح عناصر الكوماندوس الشيشاني ال41 و129 من اصل 800 رهينة تسمم معظمهم بالغازات التي استخدمتها القوى الامنية في العملية.
&ونقلت وكالة انباء ايتار تاس عن النائب اصلخانوف قوله ان "هجوم الجمعة في غروزني وعملية احتجاز الرهائن هما حلقتان في سلسلة واحدة".
&وراى عبد الحكيم سولتيغوف ممثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحقوق الانسان في الشيشان، ان هذه العمليات الانتحارية تهدف الى اخافة السكان و"افشال الاستفتاء حول الدستور الشيشاني" الذي يفترض ان يجري في آذار/مارس المقبل.