&
إيلاف خصصت صحيفة لوموند الفرنسية في إطار ركنها الثابت "بورتريه" للفكاهي المغربي احمد السنوسي (بزيز) وتأتي أهمية البورتريه من كون كاتبه ليس سوى الصحافي الفرنسي المختص بشؤون المغرب العربي بيير توكوا والذي سبق لمقالاته أن أشعلت أكثر من أزمة داخل وخارج المغرب، إضافة لعنوان المقال الذي نعت الفكاهي المغربي بـ"الملك الآخر للمغرب".
وكتب توكوا " وعلى نحو مفارق فان الصمت المفروض عليه لا يمس في شهرة الفنان في بلاده، بل العكس هو مايحدث إذ المنع يغدي سمعة بزيز، فهو معروف اكثر من الوزير الأول، وفي الشارع يحييه الناس، وشهرته تجاوزت حدود المملكة فلتسألوا أحد أولئك المهاجرين...انه يعرف من هو بزيز..أن بزيز هو الملك الآخر للمغرب".
وقد استهل توكوا مقاله عن الفنان المغربي بسرده لواقعة طريفة تتعلق بوزير فرنسي في كل مرة أراد فيها ان يثبت معرفته العميقة بالمغرب كان يخاطب مرافقيه قائلا " أن بزيز أحد أصدقائي".وقال توكوا بأن استدلال الوزير بالفنان المغربي عوض الحديث فقط عن فندق المامونية الفاخر الذي يعرفه الجميع بالمغرب يعني انه يقصد معرفته بالمغرب السفلي على أساس أن بزيز هو "محاميه الأكثر موهبة وحامل رايته الأكثر شهرة".
وقد استعار توكوا جملة وصفية من الكاتب المغربي الطاهر بنجلون عن فن بزيز تقول "انه يلعب بالكلمات ويعلق على الراهن السياسي والاجتماعي من خلال تفكيك نظام ولغة الخشب".وينحدر الفنان الفكاهي المغربي من "أسرة غنية بانسانيتها وفقيرة في جيبها" كما جاء على لسانه، وينتمي لجيل الاستقلال الذي نزح للمدن من اجل التعلم والعمل. وقد كان ينوي ممارسة مهنة المحاماة الا ان موهبته في الحكي والقصص حالت دون ذلك.
وسرد توكوا القطاعات الحيوية التي يتناولها الفنان المغربي بالسخرية بدءا "بالرشوة والظلم وكراهية السلطة للشعب والبطالة، فهي ذرائع كثيرة للإضحاك من خلال استثمار طواعية اللغة الدارجة..".كما تعرض توكوا في مقاله بجريدة لوموند لمظاهر انزعاج السلطات المغربية من سخرية بزيز السوداء وكيف منعت جريدته الساخرة "الهدهد" إضافة لتعرضه لاعتداء جسدي في إحدى مظاهرات المعطلين الجامعيين.
واختتم توكوا مقاله بمقولة للفنان احمد السنوسي نفسه جاء فيها "لن ينجح أبدا دكتاتور في هزم الضحك..إنني أنوي لاستمرار في النضال من أجل الحرية، ويجب أن تفهم السلطة بأنه إذا لم يتم القيام بأي شيء، فالبلد سيعرف انتفاضة".