اعرب مسؤول أميركي كبير السبت عن ارتياحه لتعاون السلطات التركية بخصوص الأزمة العراقية رغم ان تركيا تربط قرارها بشأن المشاركة في حرب محتملة بما سيصدر عن الأمم المتحدة.
&وقال الرجل الثالث في وزارة الخارجية الاميركية مارك غروسمان للصحافيين الاتراك ان محادثاته مع مساعد وزير الشؤون الخارجية التركي اوغور زيال ساعدت الطرفين على الاقتراب من موقف مشترك بشأن القضية العراقية.
&وقال غروسمان في تصريحات نقلتها القناة التلفزيونية التركية ان.تي.في. مترجمة الى التركية ان "الاتصالات المكثفة التي اجريناها قربت انقرة وواشنطن اكثر الى موقف مشترك ضد النظام العراقي".
&واعرب غروسمان عن "ارتياحه" لتعاون تركيا، بالرغم من اصرار انقرة على عدم المشاركة في حرب ضد العراق المجاور الا بعد موافقة مجلس الامن الدولي.
&وقام غروسمان بزيارته الى تركيا برفقة مساعد وزير الخزانة الاميركي جون تايلور الذي بحث مع المسؤولين الاتراك في تقديم مساعدة اميركية لانقرة للتعويض عن اي خسائر قد تتكبدها في حال نشوب الحرب.
&وتخضع انقرة، الحليف الاساسي للولايات المتحدة في المنطقة، لضغوط كبيرة من واشنطن لحملها على تقديم دعم لوجستي وعسكري لعملية تهدف الى اطاحة نظام صدام حسين في العراق. وتملك تركيا التي يدين غالبية سكانها بالاسلام، حدودا مشتركة طويلة مع العراق. وهي من اعضاء منظمة حلف شمال الاطلسي. كما ان القوات الاميركية تنتشر في عدد من قواعدها العسكرية.
&وفي موازاة الضغوط هذه، تقدم الولايات المتحدة مساعدة اقتصادية لتركيا. وتخشى تركيا من انعكاسات حرب محتملة على قطاعي السياحة والتصدير، وهما قطاعان اساسيان من نشاطها الاقتصادي، في وقت تسعى جاهدة للخروج من ركود اقتصادي خانق. كما تخشى ان تؤدي الحرب الى قيام دولة كردية، ما سيثير اضطرابات في المنطقة الكردية التركية المحاذية للعراق.
&وتاخذ انقرة على واشنطن عدم وفائها بالوعود التي قطعتها خلال حرب الخليج عام 1991، حين سمحت انقرة للولايات المتحدة باطلاق ضربات جوية للعراق من القواعد التركية.
&وقد تخلفت واشنطن عن تقديم المساعدة الاقتصادية التي وعدت بها، وبلغت الارباح التي تكبدتها تركيا 40 مليار دولار بحسب انقرة.
&ويخضع المسؤولون الاتراك لضغوط قوية من واشنطن من جهة، ولمعارضة كبيرة لحرب ضد العراق لدى الرأي العام التركي من جهة اخرى. واصدر القادة السياسيون والعسكريون في تركيا امس الجمعة اعلانا شددوا فيه على "اهمية الاستمرار في الجهود الرامية الى حل المشكلة (العراقية) بالطرق السلمية على اساس قرارات الامم المتحدة والشرعية الدولية".
&وقال تايلور للصحافيين انه التقى المسؤولين الاتراك لبحث مسألة التعويضات معهم، من دون ان يضيف اي تفاصيل اخرى.
&وافاد عدد من الصحف التركية الجمعة ان انقرة طلبت مساعدة لا تقل عن 28 مليار دولار مقابل دعمها للتدخل الاميركي ضد العراق.
&واعلن زعيم حزب العدالة والتنمية (الحاكم) رجب طيب اوردوغان الجمعة ان تركيا ستنتظر صدور قرارات الامم المتحدة قبل ان تعلن موقفها بشأن عملية عسكرية ضد العراق، رغم ضغوط واشنطن.
&وقال اردوغان "نحن والمسؤولون في الحكومة نقول ان تركيا لن توضح قرارها قبل قرار من مجلس الامن الدولي".
&واوضح ان انقرة غير مقتنعة بالمزاعم الاميركية حول حيازة العراق اسلحة كيميائية وبيولوجية ونووية.