اغتيل امس الرجل الثاني في الحزب الاشتراكي اليمني المعارض جار الله عمر برصاص عضو متطرف في التجمع اليمني للاصلاح الاسلامي المعارض خلال مؤتمر سياسي لهذا التجمع في صنعاء.
واصيب نائب الامين العام للحزب الاشتراكي البالغ من العمر ستين عاما برصاصتين بعد دقائق من القائه كلمة باسم حزبه في افتتاح المؤتمر الحزبي لتجمع الاصلاح ابرز الاحزاب الاسلامية في اليمن. وكان في طريقه الى مغادرة قاعة المؤتمر برفقة مراسل قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية لاجراء حديث حين اعترض سبيله المهاجم واطلق الرصاص عليه. ونقل فورا الى المستشفى حيث فارق الحياة.
ودعا جار الله عمر الذي تولى منصب وزير الثقافة سابقا، في كلمته الى حوار وطني بين مختلف القوى السياسية اليمنية ورفض العنف في بلد يتميز بتركيبته القبلية وانتشار السلاح.
وسيطر حراس زعيم المؤتمر الوطني للاصلاح الشيخ عبد الله الاحمر على منفذ العملية واسمه علي جار الله ونقلوه الى منزل الاحمر قبل تسليمه الى الشرطة اليمنية.
وأفادت وكالة الانباء اليمنية الرسمية "سبأ" ان منفذ عملية الاغتيال طالب في "جامعة الايمان" التي يديرها منظر تجمع الاصلاح الشيخ عبد المجيد الزنداني. وهو عضو في التجمع ويعرف بانتقاده للحكومة وللمعتدلين من اعضاء حزبه. وكانت السلطات اليمنية قد اغلقت لفترة قصيرة العام الماضي هذه الجامعة المتهمة بالترويج للتطرف الديني.
واكدت وزارة الداخلية اليمنية في بيان ان "المتهم احد طلاب جامعة الايمان وينتمي الى التجمع اليمني للاصلاح ومن العناصر المتطرفة التي سبق ان اعتقلت بتهمة التحريض والدعوة الى العنف ضد الدولة ومؤسساتها الدستورية، وافرجت الاجهزة الامنية عنه بعد تدخل مسؤولين من التجمع اليمني للاصلاح".
وندد مسؤول في التجمع بشدة في بيان بـ"الاعتداء الاجرامي الذي نفذه مجرم له سوابق امنية (...) على الديموقراطية".
كذلك ندد المؤتمر الشعبي العام الحاكم برئاسة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بـ"الجريمة الشنعاء". واكد في بيان ان "الارهاب لن يثني احدا عن السير في طريق الديموقراطية".
واستنكر بيان للحزب الاشتراكي مقتل عمر ووصفه بأنه "اغتيال سياسي ارهابي" وقال ان الرصاصات التي اودت بحياته استهدفت اسكات صوت العقل الذي يدعو الى وضع حد لاعمال القتل اليومية وثقافة العنف.
وكان الحزب الاشتراكي اليمني الحزب الحاكم في اليمن الجنوبي سابقا قبل ان يتوحد اليمنان الجنوبي والشمالي في ايار .1990
وجار الله عمر ولد عام 1942 ومتزوج وله خمسة اولاد وهو خريج اكاديمية الشرطة اليمنية في .1967 وقد اسس في اليمن الجنوبي السابق حزب الوحدة الشعبية الذي انضم الى الحزب الاشتراكي اليمني لدى توحيد البلاد. وقام الحزب الاشتراكي في 1994 بمحاولة انفصال تمكنت القوات الحكومية من السيطرة عليها. ويقيم ابرز قادة هذا الحزب حاليا خارج اليمن بعدما حكم عليهم بالاعدام غيابيا بعد ادانتهم بالخيانة العظمى.
وفي مؤتمره في ايلول 2000 اعاد الحزب رغم اعتراض السلطات، انتخاب قادته في المنفى في لجنته المركزية. وبين هؤلاء الامين العام السابق للحزب علي سالم البيض رئيس الجمهورية التي اعلنت في عدن في 21 ايار 1994 وزالت بسرعة واللاجىء حاليا في سلطنة عمان. واتهم البيض الاسلاميين بقتل 150 من عناصر حزبه اثر توحيد اليمن. (عن "النهار" اللبنانية)

صنعاء ـ ابراهيم المليفي: قبل 24 ساعة من اغتياله أثناء مشاركته في مهرجان خطابي للمؤتمر الوطني للاصلاح، تحدثت "القبس" مع المعارض اليمني جار الله عمر، الذي حرص على الاشادة بالديموقراطية الكويتية ووصف مجلس الأمة بأنه من "أفضل وأقوى البرلمانات العربية"، كما أشاد بالمواقف الكويتية تجاه اليمن، معتبراً ان "الدور الثقافي الذي لعبته الكويت كان له أثر كبير في اليمنيين".
وقال: "مجلة العربي خرجت أجيالاً من مثقفينا".
ويفاخر العمر بكونه "دائماً معارض.. حتى عندما كنت في الحزب الاشتراكي اليمني كنت معارضاً.. وأرفض تسييج آرائي حتى لو كنت أمثل الأقلية". وأضاف "نسيت انني يوماً توليت وزارة الثقافة في مطلع التسعينات".
وعبر عن سعادته للتطورات السياسية التي شهدتها البحرين. ورأى ان العلاقات اليمنية ـ الخليجية ينتظرها مستقبل باهر بعد تغيير النظام في العراق. (عن "القبس" الكويتية)