&
القاهرة ـ نبيل شـرف الدين : "بحبك يا كاااظم" صرخة من فتاة كانت تستقل سيارة تمر بجوار سيارتي حيث كان كاظم يجلس بجواري بينما أقود كلاعب سيرك في زحام القاهرة، اخترقت صيحة الحب الجرئية حوارنا، وللوهلة الأولى شعرت بأنه كان أكثر خجلاً& من هذه الصبية المقتحمة، احمر وجهه وابتسم ليقاوم الموقف، واختار أن يتحدث في هذه اللحظة تحديداً عن زواجه الذي تم قبل فترة قصيرة، وكان صريحاً متسقاً مع نفسه حين قال بعفوية إنه لا يستطيع حتى الآن
اعلان زواجه بشكل رسمي، والاحتفال به كما يتمنى، في ظل الظروف التي تمر بها بلده العراق الآن، واحتمال توجيه ضربة عسكرية أميركية لها بين لحظة وأخرى.
زوجة كاظم الساهر التي كانت بطلة قصة حبه منذ سنوات مضت، نصفها أسباني "الأب"
&ونصفها الآخر عربي "الأم" وربما كان هذا سبباً إضافياً لتأجيل إعلانه هذا الزواج خاصة في أجواء مشحونة بالتوتر الذي يسود المنطقة.
كان كاظم الساهر قد أسس منزل الزوجية في العاصمة الفرنسية باريس
لكنه قال إنه لا يستطيع أن يقضي مع عروسه كل الوقت، نظرا لانشغاله وسفرياته المتواصلة، لهذا أصبحت باريس محطته الأساسية ونقطة انطلاقه في كل الأوقات التي لا يرتبط فيها بحفلات أو تسجيلات غنائية هنا وهناك.
قال كاظم إنه أرسل في طلب حضور السيدة والدته من العراق لتبقي في شقته بالقاهرة في حال بدأت الحرب في العراق، أما بقية أفراد أسرته فكان يبدو كأنه أمام مأساة إغريقية لا يملك حيالها شيئا لأن عددهم يتجاوز الخمسين.
وفي حديثه معي، الذي لم يكن حواراً ولا لغرض صحافي محض باعتبار أنني لست أكثر من معجب بما يقدمه من غناء جميل، وتكاد تنحصر اهتماماتي المهنية في الشأن السياسي والاجتماعي أحياناً، ولعل هذا ما قادنا إلى التأكيد على احترامه الكبير والحقيقي للمرأة، التي وصفها بأنها سبب الابداع، علي رغم استمرار خضوعها للقهر في مجتمعاتنا العربية، وهي القادرة علي حد قوله، أن تجعل الرجل اسعد إنسان علي وجه الارض.
وكان لا بد إذاً من ان يمر في طريق الشاعر الراحل نزار قباني الذي عشقته المرأة العربية. وحين سألته إن كان سيبقى طويلاً في "فخ نزار" قال، وهل هناك محطة بديلة، اقترح لي يا سيدي شاعراً بكل هذه البساطة والعذوبة.
ومازلت أفكر في محطة بديلة حتى اللحظة.