سيول -حذرت كوريا الشمالية الولايات المتحدة من مواجهة "حتمية" بينما تصاعدت حدة التوتر بعد ان امرت بيونغ يانغ برحيل المفتشين الدوليين المكلفين مراقبة موقعها النووي في يونغبيون.&وذكرت صحيفة الحزب الشيوعي الحاكم "رودونغ سينموم" ان "المواجهة مع الامبرياليين صارت حتمية طالما لم يتخلوا عن عن طبيعتهم العدائية والاستغلالية".
&وكتبت الصحيفة في تعليقها ان "الرجعيين الامبرياليين يخطئون جدا ان ظنوا ان باستطاعتهم اخضاع الشعب الكوري المتمسك باستقلاله بقدر تمسكه بحياته وروحه".&وتاتي هذه الدفعة الجديدة من الانتقادات بعد ان اكدت منظمة حكومية كورية شمالية امس السبت ان الولايات المتحدة "تحاول يائسة منع الامة الكورية من التوصل الى المصالحة والتعاون".
&واعتبرت "لجنة اعادة توحيد الامة سلميا" ان هذه المساعي تمت برمجتها لتتزامن مع "الابتزاز النووي الخائب"، مشددة على ان الولايات المتحدة "تزيد من حدة الازمة في شبه الجزيرة الكورية من خلال تدخلها بوقاحة في العلاقات بين الكوريتين وعبر عرقلة مسيرة تحسين علاقاتهما".&وفي الوقت ذاته، شارك نحو عشرة الاف شخص اليو الاحد في تجمع مناهض للولايات المتحدة في بيونغ يانغ.
&وتعرضت كوريا الشمالية لانتقادات واسعة من الاسرة الدولية نتيجة اتخاذها سلسلة اجراءات في الاسبوعين الاخيرين تهدف الى استئناف برنامج نووي منتج للبلوتونيوم الذي يمكن استخدامه لاهداف عسكرية.&وازدادت الازمة خطورة خلال نهاية الاسبوع مع طلب السلطات الكورية الشمالية من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الموجودين على اراضيها مغادرتها فورا.
&وسيغادر المفتشان اللذان كانا يراقبان موقع يونغبيون النووي بيونغ يانغ الثلاثاء.&واعلنت كوريا الشمالية في 12 كانون الاول/ديسمبر اعادة اطلاق مفاعل اختباري بقوة 5 ميغاوات للتعويض عن وقف تسليم الفيول الاميركي الى بيونغ يانغ في تشرين الثاني/نوفمبر.&وقد اقدمت الولايات المتحدة على هذه الخطوة ردا على امتلاك كوريا الشمالية برنامجا نوويا آخر يشتبه بانتاجه اسلحة نووية بواسطة اليورانيوم المخصب.
&وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مكلفة مراقبة المفاعل الاختباري حيث وضع الكوريون الشماليون منذ الاربعاء مواد نووية قابلة للاحتراق.&وتعتبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان هذا المركز النووي "لا علاقة له بقدرة كوريا الشمالية على انتاج الكهرباء" التي تحججت بها بيونغ يانغ لتبرير اعادة اطلاق المنشآت التي تم تجميدها في 1994 في اطار اتفاق موقع مع الولايات المتحدة.
&وقد اكد وزير الخارجية الاميركي كولن باول اليوم الاحد ان التوتر الحاصل بشان المسالة النووية الكورية الشمالية "مشكلة خطيرة" الا انه لا يشكل "ازمة".&لكن صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت اليوم الاحد نقلا عن مسؤولين حكوميين كبار ان البيت الابيض اعد برنامجا واسعا لزيادة الضغط المالي والسياسي على كوريا الشمالية اذا لم يتخل نظام بيونغ يانغ عن جهوده الرامية الى امتلاك اسلحة نووية.
&وبموجب هذه السياسة الجديدة يمكن ان يهدد مجلس الامن الدولي كوريا الشمالية بفرض عقوبات وان تسعى القوات الاميركية لاعتراض شحنات الصواريخ الكورية الشمالية لحرمان بيونغ يانغ من الواردات الناجمة عن بيع الاسلحة.&وذكرت وكالة انباء "كيودو" اليابانية الاحد ان كوريا الشمالية ستكون على برنامج المحادثات التي سيجريها الشهر المقبل رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي في موسكو حيث سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
&واعربت الحكومة الصينية من جهتها السبت عن "قلقها الشديد" من تصعيد الازمة، داعية كل الاطراف الى ايجاد حل سلمي لها عبر الحوار.&وكانت كوريا الجنوبية اعلنت في وقت سابق ان مسؤولين كوريين جنوبيين سيزورون "في اسرع وقت ممكن" الصين وروسيا، اثنين من الحلفاء النادرين للنظام الشيوعي.&واعتبرت لندن التي اقامت العام الماضي علاقات دبلوماسية مع بيونغ يانغ من جهتها، انه "من المستحيل اقامة علاقات دبلوماسية مع كوريا الشمالية طالما لم تتخل عن برنامج الاسلحة النووية ولم تلتزم بواجباتها الدولية".

و&ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن مسؤوليين حكوميين كبار ان البيت الابيض اعد برنامجا واسعا لزيادة الضغط المالي والسياسي على كوريا الشمالية اذا لم يتخل نظام بيونغ يانغ عن جهوده الرامية الى امتلاك اسلحة نووية.
&وبموجب هذه السياسة الجديدة يمكن ان يهدد مجلس الامن الدولي كوريا الشمالية بفرض عقوبات وان تسعى القوات الاميركية لاعتراض شحنات الصواريخ الكورية الشمالية لحرمان بيونغ يانغ من الواردات الناجمة عن بيع الاسلحة.
&واكدت "نيويورك تايمز" ان مسؤولين اميركيين اعتبروا ان التهديد المتصاعد بالعزل هو افضل وسيلة لاجبار كوريا الشمالية على العدول عن طموحاتها النووية.&ويمكن ايضا تشجيع جيران كورياالشمالية على الحد من المبادلات الاقتصادية مع بيونغ يانغ رغم ان واشنطن لم تقم بعد باي ضغط في هذا الاتجاه.&واضافت الصحيفة ان هذه المقاربة للمسالة الكورية الشمالية اطلق عليها اسم "العزل على المقاس" من قبل السلطات الاميركية التي لا تستبعد اللجوء الى الى مفاوضات مع كوريا الشمالية ولكن فقط بعد ان تقوم بتفكيك برنامجها النووي العسكري.
&ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول اميركي كبير تاكيده ان اسم "العزل على المقاس" الذي اطلق على هذه العملية جاء " لان الامر يتعلق بوضعية مختلفة كليا عن العراق او ايران.&واضاف ان "الامر يتعلق هنا بممارسة ضغط سياسي واقتصادي كبير وهذا يتطلب ايضا تعاونا بين عدة دول".
&واضافت الصحيفة نقلا عن مسؤولين في ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش ان "واشنطن لا تسعى الى قلب النظام في كوريا الشمالية ولكن اذا لم يغير هذا الاخير توجهاته فانه يتعين عليه ان يواجه امكانية انهيار اقتصادي".&&&واكد هؤلاء المسؤولون لصحيفة "نيويورك تايمز" ان تقديم تعويضات الى كوريا الشمالية لتتخلى عن برنامجها النووي يعني "مكافأة نظام بيونغ يانغ على عدم احترامه تعهداته السابقة".