القدس-شارلي فيغمان: هدد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اليوم الاثنين باقالة نائبة وزير البنى التحتية نعومي بلومنتال للالتفاف على فضيحة الرشاوى التى اشارت اليها وسائل الاعلام في الانتخابات الداخلية لحزب الليكود لاختيار مرشحي الحزب لدخول الكنيست في انتخابات 28 كانون الثاني/يناير المقبلة.
&ويأخذ شارون على بلومنتال وفق ما يوضح المقربون منه انها رفضت الرد على اسئلة الشرطة حول دورها في قضية شراء الاصوات في الانتخابات التمهيدية لليكود في الثامن من كانون الاول/ديسمبر الماضي.&وكانت بلومنتال انتخبت في المرتبة الثامنة على لائحة الليكود في ظروف وصفتها وسائل الاعلام الاسرائيلية بانها "مريبة"

&ونقلت الصحف الاسرائيلية عن مصادر قريبة من شارون اليوم الاثنين قولها ان "شخصا غير قادر على الرد حول الطريقة التي دخل فيها اللائحة لا مكان له بين مرشحي الليكود".&واضاف "انتظر من كل شخص عاجز عن تقديم رد من هذا النوع ان يتخلى عن مكانه في هذه اللائحة".&واستنادا الى المصادر نفسها وجه دوف فايسغلاس مدير مكتب شارون سؤالا الى المستشار القانوني للحكومة الاسرائيلية الياكيم روبنشتاين للاستفسار ما اذا كانت بلومنتال استخدمت "حقها في التزام الصمت" عندما رفضت التعاون مع الشرطة.
&لكن روبنشتاين رفض الرد "ليتجنب اى تدخل من جانبه في الحملة الانتخابية".
&وكانت بلومنتال بناء على نصيحة محاميها اوري فيغمان لزمت الصمت ازاء مطالب الشرطة بالاستماع اليها في قضية انتخابات الليكود الداخلية.&وانتقد وزير العدل مئير شتريت ايضا موقف بلومنتال وقال للاذاعة العامة "بصفتها شخصية تمارس وظيفة حكومية عليها التعاون مع الشرطة".
&وكان اومري شارون نجل رئيس الوزراء استخدم "حق التزام الصمت" احدى وعشرين مرة مع محققي الشرطة الذين استجوبوه حول دوره في تمويل الحملة الانتخابية التي انتهت بفوز والده في 1999 .&واتهمت وسائل الاعلام بلومنتال بانها "سددت نفقات الاقامة" في 15 غرفة من غرف فندق رامات غان حيث نزل اعضاء "نافذون" من اللجنة المركزية لحزب الليكود "لانجاز اتفاقات" تتضمن تعويضات مالية في اطار اعداد لائحة مرشحي الليكود لدخول الكنيست.
&وقال ميخائيل كارني مستشار نائبة الوزير للصحافيين ان بلومنتال "صدمت" تصريحات شارون الذي ترى انه "جعلها كبش محرقة" بدلا من الاتصال بها لمعرفة المزيد بشأن قضية الفساد وشراء الاصوات هذه.&الا ان صحيفة "هآرتس" اشارت الى تقرير للشرطة يقع في 15 صفحة تحدث فيه سائق بلومنتال آفي اوسكي عن الوسائل المشبوهة المعمول بها داخل الليكود.
&وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" من جهة اخرى ان هناك اكثر من 800 من عناصر ميليشيا جيش لبنان الجنوبي اللاجئين في اسرائيل على لوائح منتسبي الليكود الذين يبلغ عددهم 300 الف منتسب.&وكانت هذه الانتخابات الداخلية سمحت بهيمنة مرشحي التيار "المتشدد" في الحزب وكشفت ان رجال اعمال من اوساط المافيا امثال شلومو عوز او موسى هالبيرون ينتمون الى هذا التيار.
&وبعد هذه الفضيحة تراجعت شعبية الليكود الذي اشارت استطلاعات الرأي الى انه سيشغل 35 مقعدا في البرلمان بدلا من اربعين من اصل 120 مقعدا.&ووعد شارون بحملات "تطهير" داخل الحزب لكن الامر ينطوي كما يرى المحللون على استخدام سلاح ذي حدين.