القاهرة -ايلاف:قال أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري إن القاهرة تدرس اقتراح رئيس الوزراء البريطاني بلير بعقد مؤتمر في كانون الثاني (يناير) بلندن لبحث سبل اصلاح أوضاع السلطة الفلسطينية. مشيرا الي أن مصر تتحاور مع بريطانيا في هذا الشأن.
وأضاف الباز الذي كان يتحدث في ندوة بجامعة عين شمس المصرية قائلاً إن الحرب علي العراق محتملة وليست حتمية ومازال خيار التراجع متاحا للولايات المتحدة علي أن يواصل العراق التحلي بالصبر في التعاون مع المفتشين"، لافتاً إلى ان الحرب اذا اندلعت فستكون وبالا علي الجميع سياسيا واقتصاديا لكن تقسيم العراق غير وارد لمعارضة دول الجوار وفي مقدمتها تركيا لهذه المسألة، ذلك لأنه يعني إقامة دولة كردية.
وأضاف الباز في ندوة السياسة الاميركية الخارجية بالشرق الاوسط إن السياسة العربية تستهدف مناهضة الحرب المحتملة علي العراق، ومنع وقوعها من منطلق مخاطبة الفكر الاميركي وليس مناطحته لانها كدولة كبري لها مصالح في أنحاء العالم ولأنها تحسب الخسائر والارباح النهائية بعد حسابات مستفيضة ويهمها الا تقع خسائر مادية باهظة أو بشرية كبيرة‏.‏
وطالب الباز العراق بأن يبذل قصارى جهده في التعاون مع لجان التفتيش الدولية التابعة للأمم المتحدة ومجلس الأمن وعدم اعاقة مهمات هذه اللجان من منطلق أنها تتعامل مع جهة أمنية دولية وليس مع الخصم الاميركي‏.‏وحول مسألة الأمن القومي أكد الباز إن الامن القومي المصري لايمكن رؤيته الا من خلال منظور أكبر هو الامن القومي العربي بمعناه القومي وليس الفكري فقط والذي يمتد ليتسع الى الامن الدولي.
واستدرك الباز قائلاً انه يمكن ان ننظر لانفسنا أولا لكننا عندما نفعل ذلك لابد ان نعرف من نحن ونرى الدائرة الخاصة بنا حيث ان الدائرة القومية لاتقل أهمية عن الدائرة المحلية. مشيرا الى ان هناك قضايا تحيط بمصر ولابد من الاهتمام بها، وفي صدارتها انتكاسة عملية السلام بالشرق الاوسط والمسألة العراقية والمشكلة السودانية.
وقال الباز ان الدعايات في عدد كبير من الكتابات الاسرائيلية والكتابات الممالئة لها تحاول ان تعطى انطباعا بأن اسرائيل تشن حربا ضد الارهاب وحينما يسألون أصحاب هذه الكتابات عن طبيعة هذا الارهاب. يقولون انه الارهاب الاسلامي، محاولين بذلك ان يجدوا صلة عميقة بين المشكلة المطروحة عليه والتي تواجههم والمشكلة القائمة فى دول أخرى عديدة.
واستطرد الباز قائلاً "اننا عندما ننظر الى الموضوع من جميع جوانبه في هذا الشأن نجد أن نسبة كبيرة من سكان العالم الان اصبح لديهم هاجسا عن التعامل مع الاسلام. مشيرا في هذا الصدد الى ان ذلك التعامل يكون احيانا بالنسبة للاسلام النظرية وأحيانا يصبح بالنسبة للتطبيق وأخرى الاراء أو الحركات التي هي في الحقيقة حركات صغيرة ولكنها أعلى صوتا بحكم الإعلان الذي نالته وحصلت عليه نتيجة العمليات التى قامت بها هنا وهناك.
وتابع الباز قائلاً ان هذه التنظيمات الصغيرة مثل (القاعدة) لا تمثل شيئا من حيث الكم بالنسبة لعدد من ينتمون الى الامة الاسلامة التى يقدر عددها بنحو مليار نسمة. وتساءل مستنكراً: "كم يبلغ عدد اعضاء تنظيم القاعدة، وما نسبتهم قياساً بعدد المسلمين في العالم".
ولفت الباز الى أن ذلك يعكس التأكيد على اننا لانملك الاكتفاء بالقضايا الداخلية ولا الاقليمية الهامة والتحديات المتعلقة بهما فحسب ولكن علينا ايضا ان نواجه تحديات عالمية او (عولمية) تتعلق بقضايا كثيرة جدا منها المفاهيم الجديدة للامن الدولي وصلة الاستقرار الدولي بالاقتصاد.