برلين -ايزابيل بارنتون: تعتزم المانيا اسماع صوت اوروبا في مجلس الامن الدولي الذي تنضم اليه في الاول من كانون الثاني بصفة عضو غير دائم لمدة عامين، وسط تباعد في وجهات النظر بين برلين وواشنطن في ما يتعلق بالقضية العراقية.&وقال مسؤول كبير في الحكومة الالمانية اخيرا "نعتزم تمثيل موقف الاتحاد الاوروبي في مجلس الامن"، مضيفا ان المانيا "ستعمل على تحديد موقف مشترك للاوروبيين".
وستحظى اوروبا ابتداء من مطلع العام المقبل بحضور قوي في مجلس الامن، في وقت ستتولى هذه الهيئة دورا بارزا على الساحة الدولية في حال نشوب حرب ضد العراق.في الامم المتحدة. فاسبانيا ستنضم الى الدول غير الدائمة في مجلس الامن الى جانب المانيا وثماني دول اخرى، في حين ان فرنسا وبريطانيا من الدول الخمس الدائمة العضوية مع الولايات المتحدة وروسيا والصين.
&واعتبر مصدر دبلوماسي في برلين انه اذا ما توصلت الدول الاربع الاوروبية الى اعتماد موقف مشترك، فستتمكن بالتاكيد من ممارسة ضغط كبير في حين يتطلب اصدار قرار جديد موافقة تسع دول عليه، وان كانت الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن وحدها تتمتع بحق النقض (الفيتو).
&والقرار 1441 الذي يهدد بغداد ب"تبعات خطيرة" في حال خالفت التزاماتها حيال مفتشي الاسلحة الدوليين، لا ينص على وجوب اصدار قرار جديد قبل شن اي هجوم.&غير ان فرنسا تنشط بهذا الاتجاه منذ اندلاع الازمة، مستخدمة في ذلك جميع الوسائل الدبلوماسية الممكنة، بهدف اقرار وجوب الحصول على دعم مجلس الامن بالاجماع قبل شن هجوم محتمل ضد بغداد.
&ووسط هذه المواجهة التي تلوح في الافق، اعلن المستشار الالماني غيرهارد شرودر اخيرا ان المانيا تعتزم "التعاون بشكل وثيق جدا مع فرنسا" في مجلس الامن.
&ومن العوامل المهمة التي ستلعب لمصلحة الدولتين انهما ستتناوبان على الرئاسة الدورية لهذه الهيئة في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير، وسيعود لهما بالتالي تحديد جدول اعمالها.&وظل المسؤولون الاميركيون طوال اسابيع يتجاهلون بشكل واضح نظراءهم الالمان خلال اللقاءات الدولية.
&وبعد ان كانت العلاقات الثنائية بين البلدين وثيقة تقليديا منذ الحرب العالمية الثانية، شهدت فتورا يبدو انه سيستمر لفترة. وحذر ريتشارد بيرل المسؤول الكبير في البنتاعون في منتصف كانون الاول/ديسمبر من ان كل شيء سيتوقف على موقف المانيا في مجلس الامن.&واعتبر في مقابلة اجرتها معه صحف المانية ان رفضا او امتناعا من قبل المانيا في عملية تصويت في مجلس الامن سيعتبر دعما فعليا لصدام حسين.
&ورغم استمرار برلين في اعلان معارضتها لحرب ضد العراق، الا انها ابدت تبدلا طفيفا في موقفها بهذا الشأن، حيث لم يستبعد وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر بشكل قاطع في مقابلة نشرتها مجلة "دير شبيغل" الاثنين ان توافق بلاده في مجلس الامن على حرب محتملة ضد العراق.
&وقال فيشر ردا على سؤال لمعرفة ما اذا كانت المانيا ستصوت ضد هجوم على العراق "لا يمكن لاي كان التكهن بذلك لان احدا لا يعرف كيف سيبحث المجلس المسألة، وفي ظل اي ظروف". لكنه اكد ان المانيا "لن تشارك عسكريا في عملية".