اثينا-كاترين بواتار: وضعت اليونان التي تخلف بعد يومين الدنمارك في رئاسة الاتحاد الاوروبي، في مقدم اهدافها اتمام عملية توسيع الاتحاد الى 25 دولة على افضل وجه، واحراز تقدم في ملفي السياسة الاجتماعية الاوروبية والهجرة، كما تستعد من جهة اخرى لمواجهة عواقب تدخل عسكري محتمل في العراق.
&وفي ما يتعلق بتوسيع الاتحاد الذي يعتبر "الاولوية الاولى" بالنسبة لاثينا، فان الاستحقاق الاهم الذي تواجهه الرئاسة يقع في 16 نيسان/ابريل، التاريخ المحدد للتوقيع رسميا على معاهدات انضمام الاعضاء الجدد. وستنظم اثينا هذا الحدث عند اسفل الاكروبول لاضفاء قدر من الرونق اليه، خصوصا وانه يمثل عبر انضمام قبرص نجاحا كبيرا للدبلوماسية اليونانية.
&وعلى صعيد اصلاح مؤسسات الاتحاد الاوروبي نتيجة الانتقال الى 25 عضوا، فان اليونان تريد ان تكون "جسرا" بين الاتفاقية حول مستقبل اوروبا والمؤتمر الحكومي الذي تتوقع اطلاق اعماله في قمة سالونيكا في حزيران/يونيو 2003، بحسب ما اوضح الوزير المساعد للشؤون الاوروبية تاسوس يانيتسيس.
&وسترفع الاتفاقية من اجل مستقبل اوروبا برئاسة فاليري جيسكار ديستان في حزيران/يونيو مشروع دستور تعمل على صياغته، وذلك قبل موعد عقد مؤتمر حكومي ستكون له كلمة الفصل.&وفي امتداد لسياستها البلقانية الرامية الى احلال الاستقرار في المنطقة ولعب دور بارز فيها، تعتزم اليونان التمهيد لانضمام رومانيا وبلغاريا في الموعد المحدد في 2007، والعمل على خفض التباين الاقتصادي بين دول الاتحاد ودول البلقان المجاورة.
&وتؤيد اليونان انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي، من اجل وضع حد لعقود من العلاقات المتوترة مع هذه الدولة المجاورة. واعلنت استعدادها خلال توليها الرئاسة لدعم انقرة في جهودها الاصلاحية قبل حلول موعد النظر مجددا في الترشيح التركي، في كانون الاول/ديسمبر 2004.
&غير ان هذه الرئاسة التي ستمثل بشكل جوهري فترة انتقالية على صعيد بناء اوروبا، ستشهد على الارجح تعقيدات بفعل هجوم محتمل على العراق.&واعلن رئيس الوزراء اليوناني كوستاس سيميتيس اخيرا ان "الرئاسة اليونانية ستسعى بجميع الوسائل للتوصل الى موقف مشترك حيال هذه المسألة". غير ان يانيتسيس اعتبر الاسبوع الماضي انه "سيكون من الصعب ايجاد قاسم مشترك بين الدول الخمس عشرة".
&والهدف الثاني الكبير لحكومة سيميتيس الساعي الى تكامل اقتصادي حقيقي بين بلاده وشركائها الاوروبيين، سيكون تشجيع "السياسة الاجتماعية الاوروبية"، ولا سيما على صعيد الوظائف والشركات الصغيرة والمتوسطة ومكافحة التهميش الاجتماعي.
&وقال يانيتسيس لوكالة فرانس برس ان "احراز تقدم في هذا المجال (في قمة بروكسل في منصف اذار/مارس) سيكون مهما جدا بالنسبة للرئاسة".
&ومن الاولويات الاخرى لليونان الواقعة عند تخوم المشرق وضع سياسة مشتركة لادارة ملف الهجرة، تاخذ بالاعتبار الحاجة الاوروبية الى يد عاملة اجنبية، مع تشديد مكافحة الهجرة غير الشرعية.&وقال يانيتسيس في نهاية الاسبوع الماضي "ينبغي وضع سياسة تعالج اسباب الظاهرة. كما يتعين انشاء اطار مؤسساتي لادارة مسائل اللجوء والحدود الخارجية، وخصوصا الحدود البحرية، وكذلك التمويل المشترك للاجراءات المتخذة".
&وتابع ان الرئاسة اليونانية "ستولي اهمية خاصة للسياسات الواجب تطويرها من اجل دمج المهاجرين الشرعيين في المجتمع، لتجنب وتدارك قيام توتر اجتماعي وبروز تيارات سياسية متطرفة في بلدان المهجر".