القاهرة: علمت "إيلاف" من مصدر دبلوماسي في القاهرة إن الرئيس السوداني عمر البشير سوف يسلم صفوت الشريف وزير الإعلام المصري دعوة رسمية للرئيس المصري حسني مبارك لزيارة السودان، وذلك أثناء استقبال البشير للشريف. ولم يقم الرئيس المصري بزيارة السودان منذ التوتر الحاد والطويل الذي خيَّم على العلاقات المصرية ـ السودانية طوال السنوات الماضية.
إلى ذلك بدأ اليوم صفوت الشريف وزير الإعلام المصري، زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول من هذا المستوى إلى السودان، بينما صرح وزير الخارجية المصري أحمد ماهر إن بلاده حريصة على علاقاتها مع السودان ومصالح شعبه.
وقال ماهر "إن المرحلة القادمة ستشهد تعاوناً كبيراً بين مصر ومختلف القوى السودانية من أجل الحفاظ على وحدة السودان والمساواة بين أبنائه وتمتعهم جميعا بثروات وامكانيات السودان الكبيرة"، على حد تعبير الوزير المصري.
وقبل مغادرته القاهرة في طريقه إلى الخرطوم، قال صفوت الشريف أمين عام الحزب الوطني الحاكم ووزير الاعلام المصري، إنه يحمل رسالة خطية من الرئيس المصري حسني مبارك لنظيره السوداني عمر البشير، إضافة إلى رسالة شفاهية بشأن جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، ستتم مناقشتها خلال لقائه مع الرئيس البشير مساء اليوم الثلاثاء.
أما وزيرالخارجية السوداني مصطفى عثمان، فقد عبر عن تطلع بلاده لزيارة الرئيس حسنى مبارك اليها قريبا. وجدد ترحيب السودان بالزيارة التى سيقوم بها وفد مصرى رفيع المستوى برئاسة وزيرالإعلام المصري. ونقلت وكالة أنباء السودان عن عثمان قوله : "إن العديد من الوفود العربية والأجنبية ستشارك السودان إحتفالاته بعيد الإستقلال السابع والأربعين لكن لزيارة الوفد المصرى دلالة خاصة لدى الحكومة والشعب السوداني اللذين يتطلعان الى ان يزور الرئيس مبارك الخرطوم قريباً".
&
مصالحة مصرية سودانية
&
وعلمت "إيلاف" من مصادر دبلوماسية سودانية ومصرية إلى أن التحسن الحالي في العلاقات والذي سيشهد المزيد من "الانفراجات السياسية" و"الانطلاق" ـ على حد قول كبار مسؤولي الخارجية المصرية ـ يرجع في المقام الأول إلى تزايد التهديدات الخارجية للبلدين ووصول تقارير استراتيجية لمسؤولي البلدين، تحذر من خطط للاستهداف الخارجي بذرائع انتهاكات حقوق الإنسان أو المياه وغيرها، وصولاً لفرض حصار فضلاً عن تغيير الخرطوم سياستها التصادمية مع مصر والتركيز على حل القضايا الخلافية وطمأنة القاهرة حيال كل ما كان يسبب لها قلقاً من جهة الخرطوم، بما في ذلك توجهات الحكومة نحو تكريس نظام حكم ديني، بل إن مصادر دبلوماسية سودانية بالقاهرة ألمحت ـ في تصريحات لـ "إيلاف" إلى أن هناك الآن ما يمكن وصفه باتفاق مصري ـ سوداني "سري" على تحسين العلاقات، ووضع أسس المصالحة والتعاون المشترك لمواجهة الاستهداف الخارجي المتنامي، الذي بدأ يتمحور حول السعي لتقسيم السودان، الأمر الذي يؤثر على أمن مصر، وقالت المصادر ذاته لـ "إيلاف" إن أسس هذا الاتفاق حسمت على ما يبدو خلال لقاءات واتصالات مكثفة بين البلدين جرت في القاهرة مؤخراً أثناء زيارة عدد من المسؤولين السودانيين.