إيلاف - قال أندريه أزولاي مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس بأن اليهود المغاربة ليسوا كائنات مستوردة و إنما هم جزء من التراث الوطني بتشكيلاته التاريخية، الاجتماعية، الثقافية والروحية.
وكان ازولاي يتحدث في حوار مع صحيفة "لوسوار" البلجيكية الصادرة اليوم بمناسبة الانعقاد المرتقب غدا للأيام البلجيكية تحت شعار "يهود المغرب، 13 قرنا من التعايش بين اليهود والمسلمين" والذي ينعقد تحت الإشراف المشترك لكل من ملك بلجيكا وملك المغرب.
وقال اندريه ازولاي ب"أنه من الطبيعي جدا أن يحظى هذا اللقاء المرتبط بتاريخ وذاكرة ومستقبل اليهود المغاربة بالإشراف السامي لجلالة الملك".
ووصف أزولاي تاريخ اليهود المغاربة بمزاولة "فن المستحيل" وقال بان المغرب يعطي المثال الخالص للتعايش الديني بين اليهود والمسلمين واستبعاد فرضية التطاحن.وتابع أزولاي قائلا بان التعايش اليهودي الإسلامي بالمغرب تمليه وقائع سوسيو-ثقافية وان لا علاقة له بالظرفية السياسية أو أية موضة معينة مذكرا برفض الملك محمد الخامس بصفته أميرا للمؤمنين - جد الملك محمد السادس - تطبيق الإجراءات الزجرية لنظام فيشي على اليهود المغاربة.
واعتبر ازولاي انعقاد هذه مثل هذه الأيام البين ثقافية محطة هامة في زمن الشك المتبادل بين الجماعات وبإمكانها المساهمة في زرع روح وثقافة الحوار.وعن أفول اهتمام الجالية اليهودية المغربية بقضايا اليهودية المغربية بعد هجرتها لإسرائيل أكد ازولاي على أن الجالية اليهودية بالمغرب انتقلت فعلا من 200ألف يهودي عام 1960 الى 4000 أو 5000 حاليا، لكنها لا تزال تحتفظ بشكل مذهل بطقوسها وحياتها كما كانت عليه بالمغرب، وأن اليهود المغاربة لهذا العام لا يمكن أبدا تعريفهم انطلاقا من التواجد الجغرافي فقط.
اما فيما يخص العلاقات بين المغرب وإسرائيل التي دشنها الملك الراحل الحسن الثاني قال أزولاي بأن المغرب لعب دورا&استثنائيا على مستوى الدعوة والعمل على إحلال السلام بالمنطقة وإرجاع الحقوق كاملة للشعب الفلسطيني بمافيها دولته المستقلة.
وقال أزولاي " بصفتي يهودي مغربي فقد كنت مناضلا من اجل اعتراف إسرائيل بإنشاء دولة فلسطينية، ومنذ الستينيات أنشأت رفقة بعض المثقفين مجموعة "هوية وحوار" وكانت ديباجة ميثاقنا تتضمن الاعتراف بدولة للفلسطينيين إلى جانب دولة اسرائيل، الأمر يبدو طبيعيا الآن لكن وقتها لم يكن كذلك وخصوصا من طرف يهود".وتابع أزولاي التعبير عن شعوره الداخلي أمام الدمار المنتشر في مناطق من الشرق الأوسط وقال "إنني أشعر بيهوديتي اكثر عندما تملؤني القيم المرتكزة على احترام الآخر".