واشنطن: حذر ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي من ان عدم اقرار التخفيضات الضريبية الجديدة التي تتبناها الادارة الامريكية قد يحدث تباطؤا اقتصاديا آخر وان يزيد عجز الميزانية بنحو 800 مليار دولار على مدى السنوات العشر القادمة.
ورفض تشيني تأكيدات اعضاء الحزب الديموقراطي وبعض الخبراء الاقتصاديين بان صعود عجز الميزانية سيؤدي الى ارتفاع اسعار الفائدة وقال ان الولايات المتحدة تعاني من نقص في الاموال ستستفيد اذ سيرتفع صعود معدلات النمو الاقتصادي ايرادات الولايات بنحو ستة مليارات دولار سنويا.
ولفتت وكالة رويتز للانباء ان&تشيني ومسؤولون اخرون كبار في الادارة يسعون&الى الفوز بتأييد الجمهوريين والديموقراطيين المعتدلين لخطة الرئيس جورج بوش التي تتضمن تخفيضات ضريبية حجمها 674 مليار دولار والتي ستلغي اغلب الضرائب المفروضة على ارباح اسهم الشركات وستعجل بتخفيضات شاملة في المعدلات الضريبية.
وقال اري فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض "الرئيس سيقاتل من اجل الاقتراح الذي تقدم به" مضيفا ان من المنتظر ان يدفع تقرير حكومي جديد يظهر ان اقتصاد البلاد تكبد خسارة مفاجئة في سوق الوظائف بلغ حجمها 101 الف وظيفة في ديسمبر الكونجرس الى التحرك بسرعة.
ويتوقع الكثيرون في وول ستريت ان يبلغ عجز الميزانية للعام المالي الحالي 200 مليار دولار أو أكثر وهو مستوى يفوق المستوى القياسي الحالي البالغ 290 مليار دولار الذي سجله عجز الميزانية في سنة .1992
ورفض تشيني الذي لعب دورا مهما وراء الكواليس في تغيير فريق بوش الاقتصادي انتقادات وجهت الى خطة خفض الضرائب مؤكدا انها ستزيد النمو الاقتصادي وبالتالي ستزيد العائدات الضريبية وتقلص عجز الميزانية بمرور الوقت.
وقال تشيني الذي كان يتحدث امام غرفة التجارة الامريكية "القضاء على العجز هدف مهم. وستخفض خطةالرئيس الرامية لتوسيع الاقتصاد هذا العجز في نهاية المطاف". وأضاف قائلا "وفي النهاية يتعين علينا ان نقارن بين تكلفة اقتراحات الرئيس وبين تكلفة تباطؤ اقتصادي من المحتمل جدا ان يحدث اذا لم يتم تنفيذ خطة النمو الاقتصادي التي يتبناها الرئيس".
وتوقع مجلس المستشارين الاقتصاديين بالبيت الابيض ان تنشىء خطة بوش 2.1 مليون وظيفة على مدى ثلاثة أعوام وان يرتفع الناتج المحلي الاجمالي الامريكي بمقدار 0.4 نقطة مئوية هذا العام و1.1 نقطة في سنة 2004.
وتوقع تشيني عواقب وخيمة اذا احجم الكونغرس عن الموافقة على خطة بوش. وقال انه اذا كان لمعدل نمو الاقتصاد الامريكي ان يتراجع بمقدار نقطة مئوية واحدة فقط في العامين القادمين عن المستوى الذي تتوقع الادارة فان حجم العجز في الميزانية على مدى السنوات العشر القادمة سيزيد بنحو 800 مليار دولار عن الرقم المتوقع.
وقال تشيني "من الواضح ان التحرك الان من اجل تشجيع النمو الاقتصادي وللحيلولة دون زيادة العجز مستقبلا هو شيء معقول يتعين القيام به". كما رفض نائب الرئيس الامريكي التأكيدات التي ذكرها بعض الخبراء الاقتصاديين بان زيادة عجز الميزانية سيقفز باسعار الفائدة وبالتالي سيبطىء النمو الاقتصادي مشيرا الى ان اسعار الفائدة مازالت منخفضة على الرغم من ظهور عجز مالي في سنة 2002.
وقال تشيني ان خطة بوش ستعود بالنفع على الولايات مقدرا ان زيادة النمو الاقتصادي ستعزز العائدات السنوية للولايات المتحدة بنحو ستة مليارات دولار وهو ما يفوق خسائرها من الغاء الضرائب على ارباح الاسهم والتي تقدر بنحو 4.5 مليار دولار سنويا.
واضاف قائلا "اننا نحث الكونغرس على التحرك سريعا لاقرار هذه الخطة".