لو أردت أن تعرف ما هي اهتمامات مستخدم الإنترنت في المملكة وكيف يستفيد من الإنترنت فمن الممكن أن تسأل عينة من المستخدمين عن المواقع التي يزورونها، وهذا المسح رغم صعوبته قد لا يكون دقيقا نظرا لعدم صدق المستخدمين في الإجابة. إن معرفة اهتمامات المستخدم ليس من قبيل الترف العلمي والفضول الزائد وإنما هو مهم جدا للجهات القائمة على تنظيم الإنترنت وللشركات العاملة في مجال الإنترنت من مزودي الخدمة وناشري المواقع.
ولحسن الحظ فإن كون مدينة الملك عبد العزيز جهة الربط الوحيدة بالإنترنت (وهذا أحد المحاسن القليلة لذلك) يسهل عملية إحصاء كثافة زيارة المواقع المختلفة من قبل المستخدمين المحليين. وتقوم المدينة (مشكورة) منذ أشهر بنشر قائمة بمواقع الإنترنت الأكثر زيارة من قبل المستخدمين في المملكة تحت الرابط www.isu.net.sa/surveys-&-statistics، وهناك قوائم للشهور من 2002/5إلى 2002/9ثم تنقطع القوائم لأسباب مجهولة ثم نجد قائمة شهر
2002/12.إن الاطلاع على قائمة المواقع الثلاثين الأكثر زيارة من قبل مستخدمي الإنترنت في المملكة ليرسم صورة واضحة عن توجهات استخدام الإنترنت محليا، والاطلاع على القائمة الشهرية وصعود مراتب المواقع وانخفاضها من حيث عدد الزيارات يعطي انطباعا عن مدى ولاء المستخدمين لزيارة المواقع ذاتها. وبعد تحليل للقوائم المتاحة للأشهر الستة الماضية يمكنني أن أسجل الملاحظات التالية:
المراتب العشر الأولى أغلبها محجوزة لمواقع أجنبية وبالتحديد أمريكية وبتحديد أدق لشركتين هما مايكروسوفت وياهو. (مما يعطي انطباعا عن قوة جهود المقاطعة على الإنترنت). وبسبب طريقة الإحصاء فإن المواقع الفرعية لموقع ما اعتبرت منفصلة عنه، وهذا يدل على أن هذه المواقع العالمية ذات شعبية كبيرة جدا لدرجة أن كلا من المواقع الفرعية كان في العشر الأوائل. وأهم المواقع الفرعية للمواقع العالمية هي مواقع البريد والمحادثة والمجموعات (groups)، وفي حالة مايكروسوفت فتحميل البرامج.
محرك البحث الأكثر استخداما هو google.com وهو الذي أضاف خاصية البحث باللغة العربية مؤخرا.
الموقع العربي الوحيد الذي احتفظ بالمركز الأول لأربعة أشهر من الستة الماضية هو موقع kubbar.com والذي يختص بالأغاني العربية ويوفرها للتحميل مجانا (مع مخالفة ذلك لحقوق النشر!). وقد يكون سبب انخفاض ترتيبه مؤخرا صعوبة الدخول إليه.
الموقع المحوري العربي الأكثر زيارة كان موقع "أفضل مئة موقع عربي" www.arank.com والذي استمر في القائمة في مراكز تتراوح بين التاسع والأخير وموقع الردادي www.raddadi.com والذي استمر في القائمة خمسة أشهر من الستة واحتل مراكز تراوحت بين التاسع عشر والأخير، والموقع المحوري الآخر الذي ظهر في الشهر الأخير هو موقع بوابة العرب www.arabsgate.com وقد يكون السبب التغطية الصحفية الأخيرة عنه في جريدة الرياض، وهو الذي حصل على مركز متقدم نوعا ما وهو الحادي عشر.
الموقع الوحيد المسجل محليا (.sa) الذي استمر في القائمة هو موقع تداول الأسهم السعودية tadawul.com.sa وهو الذي استمر في القائمة في أربعة من الستة أشهر في مراكز تتراوح من الثامن إلى 26، ويعتبر هذا أبرز ممثل لمواقع الأعمال الإلكترونية في السعودية.
الموقع الحكومي الوحيد الذي وصل إلى القائمة هو موقع تعليم البنات التابع لوزارة المعارف (www.gpgedu.gov.sa/) وقد يكون السبب نشر النتائج الدراسية أو حركة نقل المعلمات عليه. وبالتالي فهو مثال ناجح للخدمات الإلكترونية الحكومية التي تقدم عبر الإنترنت.
من المواقع العربية الفريدة مواقع الترجمة الآلية واحتل موقع المسبار www.almisbar.com مركزا في القائمة في الأشهر الماضية ولكن في الشهر الأخير اختفى من القائمة وظهر مكانه موقع عجيب tarjim.ajeeb.com.
من مواقع منتديات الحوار حافظ موقع الساحة alsaha.fares.net على مركز يتراوح بين التاسع والسادس والعشرين في خمسة من الستة الأشهر الماضية، بينما ظهر موقع إقلاع في شهرين فقط، هذا مع ازدحام ساحة الإنترنت بمواقع مقلدة للساحة.
الموقع الإسلامي الوحيد الذي ظهر في القائمة كان موقع www.islamway.com والذي كان في القائمة لمدة شهرين فقط.
مواقع المحادثة لها مراكز عالية في القائمة ولكن ليس هناك موقع وحيد ذو شعبية وإنما تتفاوت الشعبية من شهر لآخر.
موقع التجارة الإلكترونية الوحيد الذي وصل للقائمة هو موقع خاص بمايكروسوفت www.xml.eshop.msn.com ومن غير المعروف إن كانت تلك الزيارات أسفرت عن عمليات تجارية أم مجرد حب استطلاع.
مواقع الصحف والأخبار الأكثر شعبية كانت قناة الجزيرة الإخبارية وإذاعة الهيئة البريطانية من لندن إضافة إلى صحيفتي الجزيرة والوطن المحليتين، ولكن اختفت الصحف السعودية من القائمة في الشهر الأخير، وظهرت في القائمة صحيفة هندية في عدة أشهر متتالية مما يعطي انطباعا عن تركيبة مشتركي الإنترنت في المملكة!
نادي الحاسب الآلي التابع لوزارة المعارف حصل على مراكز متوسطة في بعض الأشهر ولكنه توقف عن العمل فجأة في الأيام الأخيرة، مما يبين أن كثيرا من المواقع عبارة عن جهود تطوعية غير احترافية إلى الآن، ولكن يحسب للنادي شعبيته رغم تواضع إمكانياته.
من مواقع الشركات السعودية القليلة التي ظهرت في القائمة موقع شركة أرامكو www.aramco.com (قد يكون بسبب موظفيها) وموقع البنك الوحيد على القائمة وهو البنك السعودي الأمريكي www.samba.com.
من اللافت للنظر أنه لم تحصل المواقع المحورية العربية التي صرفت الكثير على الدعاية والإعلان على مواقع متقدمة، مما يدل على أنه ليس هناك علاقة مباشرة بين الدعاية والشعبية وأن المحتوى المناسب هو الأهم.
يظهر أنه من المحتويات ذات الشعبية حاليا رسائل الجوال وبطاقات التهنئة ويدل على ذلك ظهور موقع رسالة www.resalh.com/ وموقع بطاقات رعودي على القائمة www.r3odi.com.
لم يحصل موقع أي من مزودي خدمة الإنترنت في المملكة على أي من المراكز المتقدمة في القائمة.
يمكن تلخيص تحليل للقوائم في أن المستخدم المحلي مازال يقصد المواقع العالمية أكثر من المواقع العربية، وأنه يبحث عن الترفية بالدرجة الأولى، وعند سؤال المستخدمين عن المواقع التي يزورونها بكثرة أتوقع أن يكون الجواب مختلفا عن الواقع المشاهد في القوائم، ولم تذكر القوائم نسبة المواقع المحجوبة التي حاول المستخدمون الدخول إليها، ولكن حسب دراسة سابقة للمدينة فإن هذه النسبة تتراوح بين 4إلى 10% حسب الوقت من اليوم واليوم من الأسبوع. وهناك بوادر لاستخدام الإنترنت في تصفح الأخبار وتبادل الأسهم وإجراء العمليات البنكية إضافة إلى بدايات للتجارة الإلكترونية للمستهلكين. وملاحظة أخيرة هي مدى التغير الكبير في القائمة من شهر إلى آخر مما يعني أن أذواق المستخدمين متغيرة وأنه من المهم على ناشر الموقع المتابعة والتحديـث المستمر للموقع مما يحافـظ على عـدد الزوار.