ولد في اللاذقية/ 27-5-1949/ تخرج عام 1971 من كلية العلوم الاقتصادية / حلب وفي 1978-1979 حصل على دبلوم في الاقتصاد الاجتماعي/وارسو /بولونيا. صدر له: "بشر وتواريخ وأمكنة" (1979 وزارة الثقافة السورية)، "أنذرتُك بحمامةٍ بيضاء" (مجموعة مشتركة مع مرام مصري ومحمد سيدة/ وزارة الثقافة السورية 1984) و"داكن" (1989 طبع واتلف من قبل وزارة الثقافة السورية)
ظروف التي واجهت نشر شعره، قام بطبع قصائد عديدة منها "فلسطيني وسوداني والثالث مغربي - الجثة المتلألئة- ساقا الشهوة مع مقدمتها - كتاب الهند الصغير - برهانه تازاكي - صحيفة الرغائب .... ) في كراسات صغيرة، تم توزيعها على الأصدقاء . "مزهرية على هيئة قبضة يد" (1997 شركة رياض الريس/ بيروت)
أقام معارض فردية حتى عام 1983 ثم اقتصر نشاطه في الرسم على المشاركة في معارض جماعية وبعض التظاهرات تشكيلية. أقام أربعة عروض شعرية بصرية في دمشق مرتين 2000، وحلب 2001 وكافالا في اليونان 2002. وهي عبارة عن رسوم منفذة بالاستعانة ببرنامج الفوتوشوب، لقصائد من سطر واحد إلى أربعة أو خمسة أسطر، تقرأ أثناء عرض الرسوم . كان خامس الشعراء سوريين (نزارقباني، أدونيس، محمد الماغوط وسنية صالح ) الذين مثلوا الشعر السوري الحديث في أنطلوجيا الشعر العربي المعاصر التي صدرت باللغة الألمانية عام 2000عن دار C.H.BECK. أغلب شعره غير منشور، ولديه مشروع طبع جميع مخطوطاته بالتتالي وعلى نفقته الخاصة وذلك من بداية سنة 2003 ، حيث يمكن طلبها بواسطة رقم الهاتف 4660710 اللاذقية- سوريا، أو بواسة البريد الأليكتروني المذكور اسفل الصفحة.ليس عضواً في اتحاد الكتاب ولا في نقابة الفنون
.
أَتَغَيَّر.. أَتَغَيَّر
كُنتُ لا أرى أن يكون للشعر.. تعريف، كنتُ أكتب على هَواي، كنتُ أرفضُ أن أفكر في ما أكتب، كنتُ أعتبر اختلاف كتابتي عن كتابة من أعرفهم أو من قرأت لهم، هو كل شيء، كنت أظن أن اختلافي هذا، هو سبب تأثيري وسبب اهتمام الآخرين بي.
ولكن ماذا يعني أن أكون مختلفاً ولا أكون أنا! وهكذا انزاحت كتابتي لأن تكون ما يخصني، لأن تكون صورتي، الشخصية، أقف وحيداً عند النافذة ألقي تلك النظرات العابرة، أو أمام المرآة أحملق في وجهي طوال النهار، وكأني لا أعرفه، أو أن تكون صورة مشتركة مع أصدقاء، أو ربما مع جمع من الناس، بَعضهم لا أعرفه!
وهكذا في صوري، كان أمامي خياران، الأول أن أرتدي أجمل ثيابي، وهذا ما يفعله كل الناس عندما يذهبون لأخذ الصور، والثاني أن أكون عارياً، كما يشترط الحب علي وعليك وعلى الجميع أن يفعلوا، فكان اختياري يالي من دعي أن أكون عارياً وجميلاً في آن.
أن أختار ... عارياً وجميلاً، كان يعني لي، أني حقيقيٌ وذو أمل.
تكتظ الإيمانات في شعري، كنت أومن بكلِّ شيء تَقريباً، أشياء تختلف وتتناقض غالباً، وكانت في اختلافها وتناقضها تؤدي إلى أن يطفو على سطحي اضطراب شديد، يبدو أشبه ما يكون برفض صاخب لكل ما يؤمن به الآخرون، ولكن أعترف - قبولاً عميقاً كان يقبع في قاع تجربتي كلها.
لقد عبدت كلَّ مَن وقف في طريقي من آلهة أو التقيت به مصادفةً أو سمعت عنه سماعاً، حتى وإن تظاهرت بالعكس :
( عندما قال :
الله غير موجود
خاف أن يكون الله
قد سمعه )
كما صدقت بالناس، وربما عبدتهم أيضاً، ودعوت إلى أن على الشعر، بأي أسلوب رحنا نكتبه، وبكافة طرقه، المباشرة وغير المباشرة، واجباً مقدساً واحداً،
هو : خدمتهم.
أتغير... أتغير
ولكن يبقى، أنه، لولا تلك الأوهام ما كان لي أن أكتب!
اللاذقية 12/12/2002
من كتاب "آمال شاقة"
هَروَلَ نيسانُ صَوبَ الثَّكَنَة
هَروَلَ نِيسان
قَليلُ العَقل
مُبتَهِجاً صَوبَ الثَّكَنَة
وَهُناكَ
عَالياً عَالياً
فَتَحَ مَظَلَّتَهُ الزَّرقاءَ العَميقَة
وَعَلى بَدَنِ
السَّاحَةِ الغَربيَّةِ الوَسِخَة
تَصَوُّروا
فَرَشَ قَميصَهُ الأَخضَرَ النَّدي
الَّذي
تَعرِفونَه..
2-4-1973/ مدرسة الإشارة/حمص
نَظَرَاتُهُ قَد تَغَيَّرَت
نَادوهُ
إلى حَيثُ يُطَبِّلونَ وَيُزَمِّرون
وَلم يَجِدوا لَهُ عُذراً
عِندما فَتَّحَ عَينَيهِ قَليلاً
ثُمَّ
عَادَ إلى النَّوم.
/
فَهُم لَم يُلاحِظوا
أَنَّ نَظَراتِهِ قَد تَغيَّرَت
وَأَنَّ حَماسَتَهُ القَديمَة
تَنقَعُ قَدَميها
بِالماءِ الفَاتِر..
8-6-1973/ مدرسة الإشارة/حمص
حِجَابٌ أَزرَق (فاطِمَة)
حَمَّلَتني جَدَّتي
حِجَاباً تَحتَ إبطي
أَزرَقَ
يَحميني مِنَ العَين
ويَحرُسُني.
/
وَعَلَّمَتني : ( يا اِبني...
اِضحَك مَعَ النَّاس
وَابكِ مَعَ النَّاس
وَافعَل الخَير
وَارمِهِ في
النَّاس ).
/
وَها العُمرُ
يَشُدُّ عَلى رَأسِهِ
قُبَّعَتَهُ الدَّهرِيَّةَ
وَيَمضي
وَلَيسَ في حِزامي
وَلا في بَيتِ مَالي
ما يَكفي لِذَلك.
/
لِذا عَلى رَفِّ نِافِذَتي
في حَيِّ مُتَوسِطي الحَال
أَصيصٌ مِنَ القُلوبِ البَيضاء
لأَنامَ
كَالشُّعراء
وَأَلتَقِطَ
الوَقت..
29-6-1974/حوران/تسيل
من كتاب "بشر وتواريخ وأمكنة"
رَجُلٌ ضَلَّ الطَّريقَ مِراراً
(إلى و. ب. ييتس)
في الرَّابِعَةِ وَالسَّبعين
بَدا أَشَدَّ حيرَة
وَأَقَلَّ إِيماناً بِما لا يُقاس
: ( في التَّاسِعَةَ عَشَرَة
كانَ عَلَيَّ أَلاَّ أَفعَلَ ذَلِك
أَمّا في الثَّلاثين
فَقَد كانَ عَلَيَّ
أَلاَّ أَفعلَ ذَلِكَ أَيضاً... )
كانَ عَلى عادَتِهِ المَرذولَة
لَم يُقَرِّر بَعد
: ( أُريدُ أَن أَعودَ لِلصِّفر )
/
في الرَّابِعَةِ وَالسَّبعين
لا يُكَلِّفُ المَرءَ الكَثيَرَ مِنَ الوَقت
أَن يَتَماسَك
وَلو فَقَط أَمامَ حاسِدِيه
لَكِنَّهُ بَدا لِلجَميعِ
أَقَلَّ حَجماً
وَأَشدَّ إِثارَةً لِلشَّفَقَة
وَمِن جَديد
كانَ بِوُدِّهِ لَو يَنسى
: ( كُلُّ ما فَعلتُهُ في حَياتي
حَماقاتٌ مُتَكَرِّرَة )
/
في الرَّابِعَةِ وَالسَّبعين
كَرَّسَ مَجدَه
فاشِلاً خالِداً
ما بَناهُ عالياً في السِّنينِ الأَخيرَة
أَلقى بِنَفسِهِ مِنهُ
كَما فَعَلَ تَماماً
بِما بَناهُ عالِياً
في السِّنينَ الماضِيَة.
/
رَجُلٌ
ضَلَّ الطَّريقَ مِراراً
فَوَصَلَ إِلى
قَلبي..
9-5-1974/اللاَّذقية
عَينا أَليعازر
كانَ مَيِّتاً كَغيرِهِ منَ
الموتى الَّذينَ لَم
يَتَكتَّفوا ويَنزِلوا
بِأَجسادِهِم التَّعِبَةِ
إلى القَبرِ... بَعد.
/
كانَ مَيِّتاً مِن أُولَئِكَ
الَّذينَ يَفتَحُ لَهُم وَهجُ
الصَّباحِ
غَصباً عَنهُم كُوَّاتِ
أَعيُنِهِم
ثُمَّ يَجِدونَ أَنفُسَهُم
يُؤَرجِحونَ أَقدامَهُم
إلى هُنا وهُناك
لِتَدبيرِ غَرَضٍ ما
أَو
قَضاءِ حاجَة.
/
كانَ مَيِّتاً كَغيرِهِ منَ
المُوتى الَّذينَ لَم
يَجِدوا ما يَفعَلونَهُ بِحياتِهم
شيئاً أَفضَلَ مَن أَن
يَتَّخِّذوا اِمرأَةً
ثُمَّ يُنجِبوا أَطفالاً
ثُمَّ يَقضوا على الباقي مِن أَعمارِهِم
وَهُم يلهَثونَ خَلفَ
لا يدرونَ... ماذا.
/
كانَ مَيِّتاً مِن أُولَئكَ الَّذينَ
يَئسوا مِن عنادِهِم
وَهُم يَشُدُّونَ
حَبلاً غَليظاً
قالَ لَهُم آباؤهُم
بِأَن نِهايتَهُ الَّتي لَم
يَرَها أَحَدٌ قَطّ
قَد عُقِدَت حَولَ عُنقِ جَبَلٍ ثَقيل
اِسمُهُ السَّعادَة
فَطَووا صَفَحاتِ أَحلامِهِم وَأَطماعِهِم
وَاصطَفُّوا في طابور
يَنتَظِرون... لا شَيء.
/
أَو قُولي... كانَ مَيِّتاً
كَبَقيةِ المَوتى
المَوتى المَوتى
الَّذينَ تَوَسَّدوا
أَسرَّةَ المَوتِ المُغَبَّرَة
عِندَما
كَريحٍ لَفَحتِ قَبرَهُ
عِندَما
كَعاصِفَةٍ كَسَرتِ شاهِدَتَهُ
وَهَدَمتِ جُدرانَهُ
عِندَما
كَقَدَرٍ وَطَأتِ جُثَّتَه
وَدُستِ عَلى أَحشائه
عِندَما
كَقيامَةٍ
سَقَطَت نُقطَةٌ مِن رُضابِكِ
عَلى صَفحَةِ خَدِّه
وانسَلَت بِبُطء
إلى زاويَةِ فَمِه
ثُمَّ إلى رَأسِ لِسانِه
ثُمَّ إلى
قَلبِه
وفجأَةً
فَتَّحَ عَينَيهِ ورآكِ
رآك بِعَينَيهِ العَمياوَينِ الدَّفينَتين
اللَتين رَأَتا كُلَّ شَيء
رآكِ بِعَينيهِ الَمَيِّتَتين
اللَتين رَأتا تَحتَ التُّراب
ما لَم تَرَهُ عَينا حَيّ
فَأَحَسَّ في أَعماقِهِ
مِن قاعِ مَوتِهِ
شَيئاً يَنتُش
شَيئاً يَتَفَتَّق
شَيئاً يَشُقُّ قِشرَتَهِ
وَيبزُغُ بِرأسِهِ وَيَنبُت
ثُمَّ رآهُ يَنمو وَيكبَر
كعَمودٍ مِن دَم
كَجِذعٍ مِن لَحم
كَنَخلَةٍ مِن شَهوة
وراحَ يَرمي ثِمارَهُ عَلى
بَطنِكِ.
/
أَيُّ رُوحٍ أَنتِ
أَيُّ رَبّ
أَحيَيتِهِ..
17-5-1985/22 القصيدة التي مزقت الرقابة صفحتيها من مجلة الناقد، وكانت السبب في إتلاف مجموعة "داكن" بعد طبعها من قبل وزارة الثقافة السورية 1989، ثم تضمنتها مجموعة ( مزهرية على هيئة قبضة يد )التي صدرت عن شركة الريس للكتب1979 وهي الآن ضمن مخطوطة كتاب "الضفة الثالثة".
من مخطوطة "الشاي لسي بطيئاً"
أجري خَلفَ كُلِّ شَيءٍ يَجري
أَخافُ أَن يَأتي أَحَدٌ
ويجَنِّبَني هَذِهِ الحَرب
لأَنّي أَحمِلُ اسماً مَيِّتاً
وقُوَتي عاريةٌ مِنَ
الأَوراق.
/
أَخافُ أَن يَأتي أَحَدٌ
ويَقولَ لي :
( دَعِ المَوتَى
يَدفنونَ مَوتاهُم
واتبَعني )
أَتبَعُهُ
مُجَرجِراً
مَوتاي
في قَلبي.
/
يَمضي وَهُوَ يُغَنِّي :
( لَم أُخلَق
لأَتبَعَ أَحَداً )
فَأَتبَعُهُ وأَنا أُغَنِّي وراءَه :
( لَم أُخلَق
لأَتبَعَ أَحَداً ).
/
لأَنَّه يَنقَصُني كُلُّ شَيء
أَسَفُّ مَطحونَ وِرَقِ الغَار
وَفي كُلِّ مَرَّةٍ
أَنسى إذا أَكَلتُ مِنهُ
أَموت.
/
أَخافُ أَن يَأتي أَحَدٌ
يَعرِفُني مِن ظَهري
بَينَ الوُجوه
فَيُناديني بِاسمِي ولَقَبِي
ويَمنَعُني أَن أَمضي
إلى حَيثُ
( ثِيابي
تُلائمُ الطَّقس ).
/
قالَ إنَّهُ سَيقطَعُ طَريقي
وأَنا نَفسي
لا أَعرِفُ طَريقي!
/
أَجري خَلفَ
كُلِّ شَيءٍ يَجري.
/
أَخافُ أَن يَأتي أَحَدٌ
ويُمسِكَ بي مِن كُمِّ قَميصي
أَو يَتَعَلَّقَ بِي مِن كَعبِ قَدَمي
فَلا أَستَطيعُ أَن أَذهَبَ
مَع
الهَواء..
28-11-1999/25-27-28-29
قِناعٌ يُشبِهُني أَكثَرَ مِن وَجهي
1- بِشِفاهِ الآخَرين أَستَطيعُ تَقبيلَكِ
لَم يَكُن بِوُدِّي أَن
أُحَدِّثَكِ عَن أَشياء
- ماذا يُجدي ذَلِك! -
كُنتُ أُريدُ أَن تُحَدِّثَكِ
الأَشياءُ عَنِّي
أَن أَستَعيرَ شِفاهَهَا
لأَقولَ لَكِ
حَتَّى أَنَّهُ مَرَّ في خاطِري
بِشِفاهِ الآخَرين
أَستطيعُ
تَقبيلَكِ.
/
اِكرَهي أَيَّ شَيءٍ
أَكرَهُه
حَتَّى نَفسي
أَحبِّي أَيَّ شَيءٍ
أُحِبُّه
حتَّى نَفسي
أَحبِّي رَجُلاً آخَرَ
أُحِبُّه
وأَقتُلُه
وإذا جَبُنتُ ولم أَفعل
أَحلَمُ أَنِّي... به
أَمامَكِ.
/
اِفهَمي هَذا بِشُعورٍ مُرهَف
كظَلامٍ يَسيرُ عَلى يدَيه
في قاعٍ عَميق
لا قِدرَةَ لي بِمَلكاتي الطَّبيعيَّة
عَلى رَصدِه
ومُتابَعةِ تَغَيُّراتِه
وهو يَحَوِّلُ أَظافِرَكِ
إلى شِفاه
إذا رَغِبتِ
أَو بالعَكس
حينَ يَتَبدَّلُ عُضوُكِ
مِن وَردَةٍ تَخجَلينَ مِنها
إلى شَوكَةٍ
تُدمي.
/
كانَ خَطأي
أَنَّني لَم أَعِرف كَيفَ
أَنظُرُ إليكِ
كَقَمَرٍ نَهَاري
يَذوبُ في ضَوءٍ قَويّ
كُنتُ أَراكِ
بعَينِ
الأَلَم.
/
لا يَلزَمُني البَتَّةَ
أَن أَقِفَ على حافَّةِ سَطحٍ عالٍ
وأَنظُرَ إلى الأَسفل
مُتَخيلاً كَيفَ سَيكونُ
سُقوطِيَ الحُرّ
أَو أَن أَذهبَ إلى مَكانٍ فيهِ ضَجيج
وأَصرَخ
لأَتمالَكَ نَفسي
وأَستَعيدَ قُدرتي
على التَّحَكُّمِ بِتَفكيري
( فَلَقَد
أَحبَبتُكِ أَحبَبتُكِ
وتلَوثتُ )
وصارَ ذلِكَ صَعباً
حتَّى عَلى
الدُّموع.
/
ذِلِكَ أَنَّي آثَرتُ مَعَكِ
اِنهزاماً مَجيداً
عَوَضَ مُجَرَّدِ
اِنتصارٍ
لَن يَسمَحَ لي أَحدٌ
أَن أَدَّعيهِ لَنَفسي
حينَ لَمَستُ الكَأَسَ
أَمامَ كُلِّ مَن يَراني
وأَزَحتُهُ مِن مَكانِهِ
عَشراتِ المَرات
ولم أُفَكِّر
وَقَد جَفَّ فَمي
أَن أَرفَعَهُ
وأَشرَبَ مِنهُ
قَطرَة..
26-3-2000
2- مِنَ الصَّعبِ أَن أَبتَكِرَ صَيفاً
سادِراً في أَهوائه
يَمضي فَوقَ الأَجراف
ثُمَّ يُعَرِّجُ على الشُّعُب
في مُحاولةٍ مِنهُ لخِداعِ الحَواس
قائلَةً :
( عَرَفتَني حَتَّى المَضيق )
نَفسي لا أَذكُر
إن كُنتُ أَنا مَن
لَمَسَهُ
أَم
أَمَرَتني بِهِ
أَحلامي.
/
فَهو إذا ناداهُ باسمِه
يَضَعُ لَهُ ياءً في آخِرِه
ويَعُدُّهُ مِن رَقيقِه
فلا يَعودُ مِن حَقِّ أَحَدٍ
أَن يأخُذَه
ومِن حَقِّهِ هُوَ
أَن يُبقيهِ لَهُ
أَو يُعطيهِ لغَيرِهُ
مُنضَمَّاً إلى اِفتِتانٍ مُغرِض
في سَطرٍ لَم يُكتَب عَليهِ شَيء
الجميعُ يَعلَمُ أَنَّهُ يَحمِلُ
آلافَ المعاني
لِذا على خَوائهِ
يُحسَد.
/
سِيَّانَ أَن تَنتَظِرَ مِنهُ
هاتِفاً تَهذُرُ بِهِ ظُنونَكَ
فَيُجيبُكَ
كما تَرى
الوَقتَ كَنَصلٍ بِلا مَقبَض
يَجرَحُ لا لِطَعنَةٍ مِنهُ أَو
لِحَدّ
بَل لِسُرعَتِه
أَو بَطيئاً تَتأَفَّفُ مِن
طُولِ تَلَهِّيه.
/
مِنَ الصَّعبِ عَليّ
أَن أَبتَكِرَ صَيفاً
أَشَدَّ لُزوجةٍ مِن
فَخذَيكِ
ذَلِكَ أَنِّي بَلَغتُ منَ الحُبِّ
ما جَعَلَ
فَنِّيَ الوَحيد
هُوَ
الأذى..
10-2-2000
3- أَندَمُ عَلى جَرائمي دونَ أَن أَرتَكِبَها

لو رَسمتُ صُورتي
عاشِقاً
لَكُنتُ على شَكلِ زهرةٍ
عِملاقَة
شَديدَةِ الزَّغب.
/
طَوَّحتُ بِكُلِّ ما لَدَي
عَلى الطَّريق
الَّذي سَمَّاهُ الآخرون
حُبَّاً
تَوقاً إلى مَعنى
مُثقَلٍ
ومُرهِق.
/
أَنا الَّذي مَضيت دونَ تَحَسُّبٍ
إلى الألم
بقُوَّةِ العاطِفةِ
التي تَطيحُ
بكُلُِّ
ذَنب.
/
كانَ عَلى غَرائزي
أَن تَصبُرَ دَهراً
حتَّى تُثمِر
كانَ عَلَيَّ أَن أَتلهى
بفَضائلي القليلَة
حَتَّى يَتَوافَقَ
حَشدٌ مِن
الصُّدف.
/
ذلكَ الكأسُ النُّحاسي
المليءُ بالدَّم
والخواتم
كان عَليَّ أَن أَدلُقَ ما يَحتَويه
ثُمَّ أُطوحَ بالكَأس بَعيداً
كانَ عَليَّ قَبلَ تَركِكِ
- لو استَطَعتُ -
كَرهُكِ وقَتلُكِ
كي لا يكونَ لي سَببُ
عَودة
كي لا يكونَ لي مآب
كانَ عليَّ أن أَندَمَ
عَلى جَرائمي
دونَ أَن
أَرتكِبَها..
2-7-2001/ اللاذقية